برلماني روسي يحذر فنلندا من الانضمام لحلف “الناتو”: ستكون عرضة لإجراءات انتقامية وستواجه مأساة مروعة
حذَّرَ فلاديمير جاباروف، نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي (الغرفة العليا للبرلمان)، من أن موسكو ستردُّ بقوة إذا انضمَّت فنلندا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، حيث يدفع الهجوم الروسي على أوكرانيا الدول الاسكندنافية للانضمام إلى الحلف، طبقاً لما نشرته مجلة Newsweek الأمريكية، الخميس 7 أبريل/نيسان 2022.
إذ قال جاباروف إن أيَّ تحرُّكٍ من جانب هلسنكي للانضمام إلى الناتو سيكون “خطأً استراتيجياً”، وسيجعل البلاد هدفاً “للإجراءات الانتقامية الروسية”.
فيما أشار إلى أن فنلندا طوَّرَت علاقاتٍ وثيقة مع روسيا، لكن عضوية الناتو تعني “أنها ستصبح هدفاً لنا، وأعتقد أنها (ستكون) مأساة مروعة للشعب الفنلندي بأكمله”.
لكن جاباروف قال في تصريحات نقلتها وكالة RIA Novosti الروسية المحلية، المملوكة للدولة، الأربعاء 6 أبريل/نيسان، إنه من غير المرجَّح أن “يوقِّع الفنلنديون بأنفسهم بطاقةً لتدمير بلادهم، خاصة أنهم شعب براغماتي وذكي”، مشيراً إلى أن هذا البلد يتمتع “بمكانة محايدة”.
جاباروف أوضح أنه من الناحية الجغرافية، ففنلندا وروسيا دولتان متجاورتان، ومدينة بطرسبرغ الروسية تبعد ساعات قليلة عن فنلندا”.
تهديدات روسية متواصلة
يُعَدُّ هذا آخر تهديدٍ لفنلندا بشأن عضوية الناتو، مع توسُّع التحالف نحو حدود روسيا، وهي إحدى الذرائع التي استخدمها الرئيس فلاديمير بوتين في الهجوم على أوكرانيا.
كان سيرغي بلياييف، رئيس القسم الأوروبي بوزارة الخارجية الروسية قد قال، في مارس/آذار المنصرم، إنه ستكون هناك “عواقب عسكرية وسياسية خطيرة” إذا انضمَّت فنلندا إلى الناتو.
في المقابل، قال وزير الخارجية الفنلندي بيكا هافيستو، إن بلاده تحتفظ بخيار الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو”، تماشياً مع سياسة الباب المفتوح التي يتبعها الحلف.
من جهته، أكد الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ، يوم الثلاثاء 5 أبريل/نيسان، أن فنلندا وجارتها السويد ستكون “موضع ترحيب” للانضمام إلى الحلف.
العلاقات الروسية- الفنلندية
يذكر أن فنلندا تشترك في حدود طولها 830 ميلاً مع روسيا، وكانت ذات يوم جزءاً من الإمبراطورية الروسية، وحصلت على الاستقلال بعد الحرب العالمية الأولى. وغزا الاتحاد السوفييتي فنلندا في عام 1939، فيما يُعرف باسم حرب الشتاء.
إلا أنه بعد معاهدة سلامٍ في عام 1940، اشتبك البلدان (روسيا وفنلندا) مرة أخرى في حربٍ بدأت في عام 1941، بعد غزو ألمانيا النازية للاتحاد السوفييتي. واستمرَّت الحرب حتى عام 1944.
أما في عام 1948، فقد وقَّعَت فنلندا على اتفاقية الصداقة والتعاون والمساعدة المتبادلة مع الاتحاد السوفييتي، معترفة برغبتها في البقاء على الحياد. ووُقِّعَت معاهدة صداقة جديدة بين هلسنكي وموسكو في عام 1992.
قالت مجلة Newsweek الأمريكية، دفع الغزو الروسي لأوكرانيا، هلسنكي إلى استكشاف طرق لتعزيز الأمن القومي، بما في ذلك عضوية مُحتَمَلَة في الناتو.
يأتي ذلك في الوقت الذي تزداد فيه شعبية مثل هذه الخطوة بين السياسيين الفنلنديين. ومن بين 200 برلماني، أجاب 112 على استطلاع حول العضوية المُحتَمَلَة. وقال معظم المشاركين في الاستطلاع (71 برلمانياً)، إنهم يؤيدون عضوية الناتو، بينما عارض ستة نواب فقط هذه الخطوة، قال 35 شخصاً إنهم لم يحدِّدوا موقفهم.
كما أن هناك دعماً شعبياً متزايداً للانضمام إلى “الناتو”، حيث أيدت غالبيةٌ من الفنلنديين (60%) الانضمام إلى حلف الناتو، في استطلاعٍ أجراه الشهر الماضي، مارس/آذار، منتدى الأعمال والسياسة الفنلندي.
كانت روسيا قد أطلقت، فجر الخميس 24 فبراير/شباط 2022، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل غاضبة من عدة دول بالعالم، وهو الأمر الذي دفع عواصم ومنظمات إقليمية ودولية إلى فرض عقوبات مختلفة على موسكو، شملت قطاعات متعددة، منها الدبلوماسية والمالية والرياضية.
يعد هذا الهجوم الروسي هو الأكبر على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، ويُنذر بتغيير نظام ما بعد الحرب الباردة في أوروبا.