بريطانيا تُقر بوضع طفل لاجئ وحيداً في فندق لإيواء طالبي اللجوء! أطفال فُقدوا بعد وصولهم إلى المملكة
أقرت وزارة الداخلية البريطانية بأنها وضعت طفلاً يبلغ من العمر تسع سنوات، غير مصحوب بذويه، في فندق لطالبي اللجوء، مبررة ذلك بوجود نقص في أماكن الرعاية التابعة للسلطات المحلية، وذلك في وقت تواصل فيه الحكومة البريطانية من إجراءاتها المشددة لمواجهة طالبي اللجوء في المملكة.
جاء هذا الكشف خلال طلب قضائي عاجل في المحكمة العليا من مجلس مدينة برايتون آند هوف، يحاول منع وزارة الداخلية من استئناف وضع اللاجئين في فندق اختفى منه عدد كبير من الأطفال سابقاً، وفقاً لما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية، الجمعة 30 يونيو/حزيران 2023.
يُشتَبه في أن بعض هؤلاء الأطفال الذين اختفوا من الفندق انتهى بهم الأمر في يد المتاجرين بالبشر أو الأشخاص الذين يستغلونهم.
مجلس مدينة برايتون قال إنه يعتقد “أنه نظراً لأن موقع الفندق قد كُشِفَ عنه سابقاً في وسائل الإعلام، وبسبب نشاط المخدرات المعروف في المنطقة، فإن أي أطفال تضعهم وزارة الداخلية في الفندق في المستقبل قد يكونون عُرضة لخطر الاستغلال”، ووُصِفَ موقع الفندق بأنه “سيئ السمعة”.
كان القاضي، جستس جونسون، قد رفض تقديم الإنذار القضائي، مما سمح لوزارة الداخلية بوضع الأطفال في الفندق مرة أخرى، وقالت الوزارة إنها استخدمت الفنادق لإيواء بعض الأطفال غير المصحوبين بذويهم الذين يطلبون اللجوء لفترة قصيرة بسبب التأخير في وضعهم في رعاية السلطات المحلية، والتي غالباً ما تكون مكتظة بصورةٍ تفوق طاقتها.
بعد احتجاجٍ عام على اختفاء الأطفال غير المصحوبين بذويهم من هذه الفنادق، أفرغت وزارة الداخلية فنادقها المخصصة لطالبي اللجوء من الأطفال فقط.
في ذلك الوقت لم تكن السلطات المحلية ولا وزارة الداخلية تتحمل المسؤولية القانونية عن هذه الفئة من طالبي اللجوء، وقضت محكمة الأسرة في وقت لاحق بأن السلطات المحلية مسؤولة عن الأطفال غير المصحوبين بذويهم في الفنادق.
ستيفاني هاريسون، قالت بالنيابة عن مجلس مدينة برايتون آند هوف، للمحكمة إنه لن يكون من مصلحة الأطفال وضعهم في فندق برايتون، وأثارت مخاوف بشأن احتمالات بقاء الأطفال هناك. وقالت: “القضية الحاسمة في الأمر هي حماية الأطفال”، مضيفةً أن المجلس لا يعتقد أن الفندق سيكون آمناً للأطفال.
تُشير صحيفة The Guardian إلى أن المحكمة علمت أنه من بين 144 طفلاً فُقِدوا من الفنادق، كان 139 منهم في برايتون.
من جانبها، قالت ليزا جيوفانيتي، من وزارة الداخلية، إن السلطات المحلية تتعرض لضغوط هائلة، وأشارت إلى أن متوسط مدة الإقامة في فندق لطالبي اللجوء الأطفال غير المصحوبين بذويهم كان 9.8 أيام قبل نقلهم إلى رعاية السلطة المحلية.
كذلك أكدت جيوفانيتي أن الطفل ذا التسع سنوات وُضِعَ في فندق، لكنها قالت إن الطفل كان هناك أقل من 24 ساعة، وأضافت أن “نسبة عالية إلى حد ما” من الأطفال في الفنادق تقل أعمارهم عن 16 -يبلغ عددهم 53 من أصل 192 طفلاً حتى 29 يونيو/حزيران.
واستمع القاضي جونسون إلى أن مجلس مقاطعة كينت ومنظمة حقوق الأطفال يخططان لإجراءات قانونية مماثلة تتعلق بإيواء الأطفال المهاجرين غير المصحوبين بذويهم في الفنادق، وقال إن جلسة استماع كاملة في قضية مجلس مدينة برايتون آند هوف ستُعقَد في أقرب وقت ممكن.
