بعد أن فقدوا حاسة الشم.. متعافون من كورونا يلجؤون للتداوي بـ”الروائح” كعلاج طبيعي للأنف

لجأ عددٌ متزايدٌ من الناس الذين فقدوا حاسة الشم خلال جائحة فيروس كورونا المُستجَد، ويعجزون عن استعادتها، إلى “العلاج بالروائح”، فيما أقرت مراكز السيطرة على الأمراض لأول مرةٍ، في أبريل/نيسان الماضي، بأن فقدان حاسة الشم هو عرضٌ من أعراض الإصابة بكوفيد-19، إضافةً إلى فقدان حاسة التذوُّق.

وفق تقرير لصحيفة Business Insider الأمريكية 19 يوليو/تموز 2020، فقد أثَّرَ فقدان الحاستين على المرضى الذين تلقوا رعايةً في المستشفيات، وكذلك أولئك الذين ظهرت عليهم أعراضٌ خفيفةٌ من العدوى أو لم تظهر عليهم أعراضٌ أخرى. لكن بينما تمكَّن الكثير مِمَّن تعافوا من كوفيد-19 من استعادة قدرتهم على الشم، لم يحالف الحظ آخرين. والآن تشير مؤسَّساتٌ خيرية ومنظماتٌ أخرى تقدِّم “العلاج بالرائحة” إلى ارتفاعٍ كبير في الاهتمام بهذه الخدمة.

إقبال كبير: قالت كريسي كيلي، مؤسِّسة منظمة AbScent الخيرية البريطانية التي تساعد الناس الذين يعانون من فقدان حاسة الشم، لموقع Business Insider الأمريكي: “في الوقت الحالي، لدينا زوَّارٌ أكثر ثلاث مراتٍ مِمَّا كان قبل جائحة كوفيد-19”.

كما أضافت: “لاحظت الأمر في مارس/آذار حين بدأ الناس فجأة في التواصل معي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أولاً من إيران، ثم إيطاليا، ثم إسبانيا. والآن لدينا أكثر من 7 آلاف عضو في مجموعاتنا على منصة فيسبوك”.

بينما لا يُعَدُّ التدريب على الشم علاجاً، فإنه شكلٌ من أشكال العلاج الطبيعي للأنف، إنه يتطلَّب منك أن تستخدم أربعة زيوت رئيسية -الورد والليمون والقرنفل والكينا- لتحفيز ومضاعفة قدرة الأعصاب المسؤولة عن الشم في أنفك.

لكي يكون العلاج نافعاً، قالت كيلي إن المرضى المتعافين يُنصَحون بشمِّ كلِّ زجاجةٍ لحوالي 20 ثانية مرتين يومياً، لمدةٍ لا تقل عن أربعة أشهر.

في السياق نفسه، أكَّدَت مؤسِّسة منظمة AbScent أن الزيوت الأساسية قد تُستَخدَم لأيِّ شيء (مسح الأحذية، والإضافة إلى القهوة، أو المزج مع التوابل)، وأنها يمكن أن تُعَد بسهولة في المنزل.

كما أضافت: “تحتاج فقط أن يركِّز الناس على ما يشمونه لكي ينجح هذا العلاج”.

“قدرتي على الشم اختفت تماماً”: فيريا روسيدال، 24 عاماً، قالت لموقع Business Insider، إنها تضع مُعطِّراً بجوار سريرها، حتى يتسنَّى لها في كلِّ صباح بمجرد أن تستيقظ، أن تتحقَّق مِمَّا إذا كانت حاسة الشم قد عادت إليها.

فَقَدَت الشابة، البالغة 24 عاماً، حاستيّ التذوُّق والشم في مارس/آذار، حين لاحظت “فجأة” أنها تعجز عن شم أو تذوُّق اللحم المُقدَّد الذي كانت تلقيه في مطبخها ذات صباح. ولم تشهد أيَّ أعراضٍ أخرى.

تصرح المتحدثة نفسها قائلة “حين قضمت قضمةً، كان الأمر فظيعاً.. لم يكن ثمة شيء على الإطلاق. وجعلني ذلك أدرك الملمس الذي لم يزعجني قط من قبل”.

بعد أربعة أشهر، تقول روسيدال إنها أصبحت قادرةً على تذوُّق طعامها مُجدَّداً، لكنها لا تزال تعجز عن شم أيِّ شيء.

وأضافت: “قدرتي على الشم اختفت تماماً. شعرت بها مرتين، لكن فقط لمدة 15 دقيقة في كلِّ مرة، ثم أفقدها مجدَّداً. الأمر ليس مُزعِجاً بقدر فقدان حاسة التذوُّق، لأنني أحبُّ الطعام، وعدم القدرة على الاستمتاع بالطعام كان مشكلةً كبيرةً بالنسبة لي. والآن ليس الأمر مُزعِجاً بقدر ما هو مُعوِّق”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى