بعد الهجوم التركي على سوريا… أكراد أمريكا غاضبون من ترامب
عانت لافا عنتر، مثل كثير من الأكراد المقيمين في الولايات المتحدة، من الأرق طيلة الأيام الماضية.. تصحو قلقة، تطلع على أنباء القصف الجوي والمدفعي التركي على شمال شرق سوريا حيث مسقط رأسها، وتعلم ابن جيرانها هناك لقي مصرعه.
وأثارت العملية العسكرية التركية في شمال شرق سوريا انتقادات دولية ومخاوف من أن تؤدي لكارثة إنسانية.
وبدأت أنقرة الهجوم بعد أن قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب قواته التي كانت تقاتل تنظيم داعش الإرهابي جنبا إلى جنب مع القوات الكردية.
قالت لافا “كنا نساعد الولايات المتحدة.. نحو 11 ألفا قُتلوا لهذا… ألأنني كردية لا بد أن يقتلوني؟”.
وقدر مكتب التعداد الأمريكي أن نحو 21 ألفا من أصل كردي يعيشون في الولايات المتحدة. وشارك المئات منهم في احتجاج أمس الجمعة أمام المحكمة الاتحادية في مدينة ناشفيل التي تضم أكبر تجمع للأكراد في البلاد.
ورفع المتظاهرون الأمريكيون الأكراد لافتات كتب عليها “احمنا يا أمريكا، لا تنكصي وعودك” وأخرى عليها “لا تريدون لاجئين؟ أوقفوا أسباب ظهورهم”.
ومن المقرر تنظيم مسيرات أخرى في الأيام المقبلة في نيويورك وواشنطن ودالاس.
واضطلع الأكراد منذ فترة طويلة بدور في التحركات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط بداية بحرب الخليج الأولى في أوائل التسعينيات إلى أحدث قتال للتغلب على تنظيم داعش الإرهابي (المحظور في روسيا وعدد من الدول).
وقال جوتيار حسين وهو عامل بناء في الرابعة والثلاثين من عمره وحضر المسيرة مع ابنه البالغ من العمر خمس سنوات “لن ندع هذا يمر مرور الكرام… نقف جنبا إلى جنب مع الجيش الأمريكي ونقاتل الدواعش. هم من الجو ونحن من الأرض. كلانا يقوم بمهمته. والآن هل هذا جزاء الشعب الكردي؟”.
وقال تابير سيندي (34 عاما) أمين مجلس الجالية الكردية في تنيسي وأحد منظمي المسيرات “نسي ترامب فجأة أن الأكراد كانوا يقاتلون مع الجنود الأمريكيين كتفا بكتف”.
وأضاف “كان الأكراد هم القوة الرئيسية الوحيدة على الأرض، المقاتلون الوحيدون على الأرض. ضحينا بآلاف الأرواح”.
وسيندي متزوج ويعول أربعة أولاد وجاءت عائلته من شمال العراق قبل 24 عاما. وقال إن والده إسماعيل كان قياديا في قوات البشمركة الكردية وقتل في هجوم بغاز الخردل أثناء قتاله قوات صدام حسين في عام 1988.
وقال “بيننا الكثير من مؤيدي ترامب.. لكن حتى هم يستشيطون غضبا. هم مستاؤون من هذا القرار” مضيفا أنه يحمل أيضا الكونغرس وحلفاء آخرين للولايات المتحدة المسؤولية لسماحهم بشن هذا الهجوم.