بعد تجربة أوكرانيا.. لماذا يفكر بعض المسؤولين الإسرائيليين في شراء جزر يونانية؟
اقتراح غريب طرحه مسؤول إسرائيلي دعا فيها إلى شراء جزر في اليونان لتكون “ملاذاً لليهود” في حال تعرضت إسرائيل لهجوم، ولكن هذا الاقتراح أثار انتقادات حادة في الدولة العبرية.
وجاء الاقتراح على لسان مسؤول من حزب “أزرق أبيض” الإسرائيلي، الذي يقوده وزير دفاع الاحتلال بيني غانتس، الأسبوع الماضي، حيث دعا إلى شراءَ جزر في اليونان باستخدام أموال من الصندوق القومي اليهودي “خدمةً لمصلحة الشعب اليهودي”، حسبما ورد في تقرير لصحيفة Haaretz الإسرائيلية.
عرض أفري شتاينر، الذي يمثل حزب أزرق أبيض في مجلس إدارة شركة هيمنوتا المملوكة للصندوق القومي اليهودي، اقتراحَه الغريب على مجلس الإدارة يوم الخميس الماضي 10 مارس/آذار. ونقلت عدة مصادر ممن حضروا الاجتماع، أن شتاينر قال إنه يجب شراء الجزر “لإنشاء ملاذٍ للشعب اليهودي في حالة الطوارئ، وليكون ملجأً للاجئين اليهود في أوقات الحرب”.
ويبدو أن الاقتراح جاء تأثراً بما حدث في أوكرانيا من مشاهد للدمار وتدفق للاجئين.
موقف غريب لحليف بينيت من الاقتراح
قالت صحيفة Haaretz الإسرائيلية، نقلاً عن مصادر، إن معظم المشاركين قابلوا الاقتراح بمعارضة كاسحة وازدراء شديد، ولم يرفض التصريح بمعارضة الاقتراح إلا عضو واحد من مجلس الإدارة، هو ناتشي إيال، المقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت.
أفري شتاينر صاحب الاقتراح هو مالكٌ سابق لمكتب محاماة متخصص في تراخيص المقاولات، تحول إلى العمل السياسي، ثم عُيِّن في مجلس إدارة الصندوق القومي لليهود بناءً على طلب بيني غانتس، وقالت مصادر إن شتاينر تحدث مع غانتس عن اقتراح بشراء الجزر “خدمةً لمصلحة الشعب اليهودي”.
وكشفت مصادر في شركة هيمنوتا أن شتاينر تقدم أول مرة بهذا الاقتراح في اجتماع مجلس الإدارة يوم الخميس 10 مارس/آذار، بعد أن أجرى محادثات شخصية غير رسمية مع عددٍ من أعضاء مجلس الإدارة.
على وقع أزمة اللجوء التي تفاقمت في ظل الحرب الجارية بين روسيا وأوكرانيا، تجري إسرائيل استعداداتها لأكبر موجة هجرة يهودية منذ انهيار الاتحاد السوفييتي، وسط توقعات بأن يصل عدد المهاجرين اليهود لـ100 ألف خلال الأسابيع القادمة، في حال استمرت حالة الصراع بين روسيا والغرب.
الفكرة تأتي تحسباً لانهيار الدولة
وقال أحد الأعضاء إنه يرى أن شتاينر اقترح شراء الجزر مستحضراً سيناريو تحل فيه كارثة كبرى بإسرائيل وتنهار فيه الدولة، في حين ذهب عضو آخر في مجلس الإدارة إلى أن شتاينر كان يقترح إيجاد مكان لإرسال اللاجئين إليه “في حال تعرضت إسرائيل لقصف عنيف”.
ولم يوضح شتاينر في الاجتماع ما إذا كان بحث بالفعل في اليونان عن مواقع محددة لتنفيذ اقتراحه، أم إنها فكرة عامة لم تتطور بعد إلى صفقة معينة.
وقال أحد المشاركين في الاجتماع إنهم “أخبروا أفري شتاينر أن الفكرة تتعارض مع ميثاق الصندوق القومي اليهودي والوثائق التأسيسية لشركة هيمنوتا”، فالوثائق “لم تفوض هيمنوتا ولا الصندوق القومي اليهودي بشراء أراضٍ خارج إسرائيل”، فكان رد شتاينر: “وما الخطب في ذلك؟، سنغير الميثاق”.
من جهة أخرى، أطلع شتاينر أخيراً عدة أشخاص على مواد مكتوبة لخطته المقترحة، وقال واحد منهم إن الوثائق لا تشير إلى موقع أو صفقة محددة، كما أنها لا تذكر النفقات المتوقعة لتنفيذ هذا الاقتراح.
كان ناتشي إيال، المقرب من رئيس الوزراء الحالي نفتالي بينيت، هو عضو مجلس الإدارة الوحيد الذي رفض التصريح بمعارضته للاقتراح، وقال مصدر شارك في الاجتماع إن زئيف نيومان، رئيس مجلس الإدارة، فوجئ بصمت إيال ووبَّخه زاعماً أن صمته يدل على دعمه للفكرة، ومع ذلك فقد بقي إيال صامتاً.