بعد سجنه 12 عامًا في أمريكا.. جدل بشأن حقيقة التهم الموجهة للكويتي ياسر البحري

لم تنقض قصة السجين الكويتي السابق في الولايات المتحدة الأمريكية، ياسر البحري عند حدود مطار الكويت بعد سجن دام لأكثر من 12 عامًا، عاد بعدها السجين إلى بلاده ليثير موجة من الجدل حول حقيقة التهمة التي وُجهت إليه، وسط تضارب في الأنباء حول صحتها عقب الاستقبال الحاشد، الذي حظي به البحري يوم الأربعاء الماضي.

وعاد الكويتي ياسر البحري قبل 4 أيام إلى بلاده بعد إنهاء فترة محكوميته قضاها في السجون الأمريكية بتهمة ”التحرش بموظفة أمريكية“ كانت تعمل في مقهى كبير على الطراز العربي تعود ملكيته لياسر، الذي كان يحضر لرسالة الدكتوراه، قبل أن يصدر حكمًا بسجنه عام 2007.

شكوك حول تهمته

ومنذ الإعلان عن قرب عودة البحري إلى بلاده، الذي أنهى حكمه في نهاية شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، علت بعض الأصوات لحقوقيين ونشطاء شككت في صحة الرواية، التي نقلها محامون ومتضامنون مع البحري، وجاء فيها بأن التهمة ضد البحري كيدية وليس لها أصل وأن البحري سُجن ظلمًا.

وبالرغم من عدم تداول قضية ياسر البحري في الأعوام السابقة وجهلها من قبل العديد من الكويتيين، إلا أن إثارتها خلال الأشهر القليلة الماضية جعل منها حدثًا هامًا لنشطاء وحقوقيين استنكروا التعاطف مع البحري وجعله بطلًا قوميًا بالرغم من أن تهمته هي ”اغتصاب“.

ومازالت الشكوك تدور حول حقيقة أسباب سجن البحري طيلة هذه الأعوام، في الوقت الذي لم يعلق فيه البحري على تلك الأخبار حتى الآن، منشغلًا باستقبال عائلته وأصدقائه فضلًا عن عزمه التواجد في معرض الكويت الدولي لتوقيع كتابه (خلف الأسلاك الشائكة) الذي يروي فيه تفاصيل قصته المثيرة، والمقرر الاستفادة من ريع هذا الكتاب لسداد الديون التي في ذمته.

ويزعم محامون وأكاديميون ”أن ياسر لم يسجن ظلمًا، إنما تمت محاكمته لارتكابه جريمة الاغتصاب بحق قاصر في الولايات المتحدة الأمريكية، وأن التهم مثبتة بحقه وتمت إدانته، وبأن ما ذُكر، هو بريء منه باعتباره تزييفًا للحقائق“.

وتؤكد المحامية دلال أحمد المسلم والدكتور فايز الفايز المتخصصان في طب الأورام، واللذان يزعمان بأنهما كانا زميليين للبحري، ”أن لديهما كافة الأدلة من المحاكم الأمريكية تثبت كذب ياسر بشأن قضيته، وبأن ياسر ذو سلوك منحرف وأدين بجريمتين، اغتصاب وخطف، واحتجاز رهينة دون إرادتها“.

في حين استنكر آخرون الزخم الإعلامي والإشادة بالبحري على الرغم من أن تهمته ”ليست بسيطة“، حيث استغرب الناشط عبدالعزيز دشتي الدفاع عن البحري واصفًا إياه بـ“المتحرش والمغتصب“.

تأكيد براءته

ورغم الشكوك حول تهمة ياسر، إلا أن هذا لم يمنع العديد من الكويتيين من الدفاع عنه والتأكيد بأن ما تعرض له ”كان ظلمًا  كلفه سنوات طويلة من عمره بعيدًا عن أسرته، وبأنه بريء من كافة التهم المنسوبة إليه“.

وكشف المحامي عبدالرحمن الصقلاوي وكيل البحري، أن ”كل ما يتداول حول قضية ياسر عبر منصات مواقع التواصل يتضمن الكثير من المغالطات والتجريح والانتقاد غير الجائز له ولأسرته، وما يتم الحديث عنه من قبل بعض المحامين ضد ياسر ليس له أي دليل قانوني“، مؤكدًا أنه ”سيدحض كل الافتراءات بالأدلة والبراهين، وسيتم اللجوء إلى المحاكم بشأن التجريح والإساءة لموكله“.

ويستعد ياسر لتوقيع كتابه يوم الثلاثاء المقبل في معرض الكويت للكتاب الذي يستمر حتى 30 من الشهر الجاري، لسداد المبالغ المالية التي بذمته للبنك الوطني وجامعة الكويت، وسط دعوات للمشاركة بشراء هذا الكتاب لمساعدته بعد أن رفض عروض التبرعات، التي أبداها عدد من المتضامنين معه.

ويعود تاريخ سجن ياسر البحري إلى عام 2007، حيث تنقل بين 7 سجون، واشتهر بمساهمته في تأسيس مكتبة للقراءة في كل السجون، التي مر بها، وكان سببًا في دخول أكثر من 200 شخص للإسلام، وألّف أكثر من 22 كتابًا، أشهرُها كتابه ”خلف الأسلاك الشائكة“، الذي يروي فيه قصته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى