بعد مزاعم بشراء آلاف اليهود لها.. جمهورية شمال قبرص التركية تقيّد مبيعات العقارات للأجانب
جاءت هذه الخطوة بعد سلسلة من المنشورات على الشبكات الاجتماعية نشرها صباح الدين إسماعيل، الصحفي الذي كان يعمل مستشاراً للرئيس السابق لجمهورية شمال قبرص التركية رؤوف دنكطاش.
ومنذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي وبداية الحرب الإسرائيلية على غزة، ينشر إسماعيل سجلات بيع وسجلات شركات يزعم أنها تُظهر شراء آلاف اليهود من إسرائيل والدول الأوروبية منازل وأراضي في الجمهورية التركية التي يبلغ عدد سكانها 380 ألف نسمة فقط، ولا تعترف بها سوى أنقرة.
مزاعم بشراء جماعي لليهود
في السياق ذاته، زعمت بعض الصحف التركية، دون ذكر مصادر، أن 35 ألف يهودي اشتروا عقارات في جمهورية شمال قبرص، بمساحة أرض تصل إلى 2500 هكتار.
ولم يتمكن موقع “ميدل إيست آي” من التحقق بشكل مستقل من هذه الأرقام، على أن المسؤولين في تركيا قالوا إنها مُبالغ فيها إلى حد كبير، بحسب المصدر ذاته.
بدوره، قال إرسين تاتار، الرئيس الحالي لجمهورية شمال قبرص التركية، الذي يعتبره الغرب رئيساً للجالية التركية في الجزيرة، إنه يشعر بالقلق من هذه المزاعم وإن مستشاريه الأمنيين يبحثونها.
وقال تاتار، الجمعة 15 ديسمبر/كانون الأول: “سنتخذ بعض الخطوات والإجراءات ضد هذه المبيعات”.
وحالياً، يحق للأجانب شراء العقارات في شمال قبرص ويمكنهم شراء خمسة دونمات (5000 متر مربع) من الأراضي بدون منزل.
قيود جديدة
ولفت تاتار إلى عزم بلاده فرض قيود جديدة رداً على مزاعم شراء الإسرائيليين واليهود الأوروبيين لأراضٍ في المنطقة، وقال: “ستوضع لائحة جديدة لتنظيم حق الخمسة دونمات”.
وقبرص مقسمة بين جمهورية قبرص المعترف بها دولياً في الجنوب، والجمهورية التركية التي لا تعترف بها سوى أنقرة، وبينما تربط إسرائيل علاقات وثيقة مع قبرص الجنوبية، ولكن كما هو الحال مع تركيا، فعلاقاتها مع قبرص الشمالية ذات الأغلبية المسلمة أكثر تعقيداً، في حين تضم شمال قبرص جالية يهودية صغيرة.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، شكّك وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في تقارير شراء آلاف الإسرائيليين واليهود لعقارات في شمال قبرص خلال اجتماع في البرلمان التركي.
حيث قال إن 200 مواطن إسرائيلي فقط تقدموا بطلبات شراء عقارات في شمال قبرص منذ عام 2000.
أضاف: “يحتل المواطنون الإسرائيليون المرتبة 12 بين جميع الدول. وفي السنوات الخمس الماضية وحدها، كان إجمالي 15 ألف طلب لشراء عقارات في جمهورية شمال قبرص التركية من دول أخرى، وليس من إسرائيل”.
وأوضح بالقول: “تحتل بريطانيا المركز الأول منذ عام 2000، واحتلت إيران المركز الأول في السنوات الخمس الماضية. وكما تعلمون، لا يمكن بيع العقارات لمواطني دولة ثالثة في جمهورية شمال قبرص التركية إلا بموافقة مجلس الوزراء”.
قانون لتنظيم بيع العقارات
من جانبه، قال وزير الداخلية في جمهورية شمال قبرص التركية، دورسون أوغوز، أمام برلمان شمال قبرص في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إن الحكومة تُحضّر قانونين لتنظيم بيع العقارات للمواطنين الأجانب.
وبعض القرارات الصادرة من مجلس الوزراء قد تسمح للأجانب بشراء عقارات من القبارصة الشماليين دون تسجيل البيع، في حين قال أوغوز لوسائل الإعلام المحلية الشهر الماضي إن هذا يخلق “ثغرة أمنية في البلاد”، مضيفاً أن قانوناً سيُعرض على البرلمان لتسجيل المبيعات التي لم تُسجل في السجلات الرسمية.
في المقابل، أفادت تقارير بتفاقم العداء تجاه أفراد الجالية اليهودية في شمال قبرص، بعد الحرب الإسرائيلية على غزة قبل أكثر من شهرين.
وذكرت وسائل الإعلام القبرصية أن الحاخام حاييم هيليل عظيموف، الذي استقر في شمال قبرص مع زوجته حوالي عام 2006، رحل إلى الولايات المتحدة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وقيل إنهما رحلا إثر مزاعم بيع العقارات وأخبار تتهم الحاخام بأنه كان يعمل مع المخابرات الإسرائيلية.