بعد مقتل عشرات الجنود من البلدين.. الهند والصين تتوصلان لاتفاق لسحب قواتهما من منطقة النزاع الحدودي
توصلت الهند والصين، الثلاثاء 23 يونيو/حزيران 2020، إلى اتفاق لسحب جنودهما بشكل متبادل من المنطقة المتنازع عليها بين البلدين، وذلك بعد مباحثات عسكرية بين الطرفين، وفق ما أكده المتحدث باسم الخارجية الصينية، تشاو ليجيان، في تصريح للصحفيين.
المتحدث باسم الخارجية قال إن الجانبين أجريا مباحثات مفتوحة وعميقة حول القضايا المتعلقة بالسيطرة على الحدود، مضيفاً بأن بكين ونيودلهي وافقتا على اتخاذ التدابير الضرورية لتهدئة الوضع على الحدود بين البلدين.
الهند تؤكد: من جهة أخرى، أعلن بيان صادر عن الجيش الهندي، أن المباحثات العسكرية بين البلدين جرت في أجواء إيجابية وبناءة، وتم التوصل إلى تفاهم متبادل بخصوص سحب جنود البلدين من منطقة لداخ.
كما نفى المتحدث باسم الوزارة الصيني مقتل أكثر من 40 جندياً صينياً خلال الاشتباكات التي وقعت بين الجانبين في 15 /يونيو/حزيران 2020.
هذا الإعلان، يأتي بعد أن شهدت منطقة لداخ الحدودية تصعيداً كبيراً بين الهند والصين بعد أسابيع من التوتر على الحدود بين البلدين.
تصعيد الأزمة: في 5 مايو/أيار 2020، بدأت المناوشات فعلياً في وادي جالوان بمنطقة لداخ الحدودية، غيّر أنها بلغت ذروتها في 15 يونيو/حزيران.
بعد ذلك بيوم، أعلن الجيش الهندي، ارتفاع عدد القتلى بين عناصره إثر النزاع الحدودي الجاري مع الصين في وادي غالوان، بمنطقة لداخ الحدودية إلى 20 جندياً.
كما أضاف، في بيان، أن المواجهات المسلحة التي اندلعت بين الجيشين الهندي والصيني، أسفرت أيضاً عن 17 مصاباً على الأقل من جيش نيودلهي، حسبما نقلت وكالة “أني” الهندية (خاصة).
بيان الجيش الهندي، أشار إلى وقوع 43 ضحية بين قتيل ومصاب بين صفوف الجيش الصيني، وهو ما نفته بكين في وقت سابق.
تتهم الصين، الهند بشن هجمات “استفزازية” على قواتها في منطقة “لداخ” الحدودية بين البلدين، فيما كانت هذه المواجهة المسلحة هي الأولى بين العملاقين الآسيويين منذ عام 1975.
تدخل أممي: في 17 من شهر يونيو/حزيران، حثت الأمم المتحدة، كلاً من الهند والصين، على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، معربة عن “قلقها البالغ بشأن تقارير العنف والوفيات” بين الجانبين.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده فرحان حق نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة عبر دائرة تلفزيونية مع الصحفيين في مقر الأمم المتحدة بنيويورك.
فرحان قال حق للصحفيين: “لا أعتقد أنه من المناسب الكشف عن تفاصيل الاتصالات المختلفة التي أجراها الأمين العام (للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش) في هذا الخصوص، لكن رسائلنا معروفة”.
كما أضاف “أوضحنا أننا قلقون بشأن تقارير العنف والوفيات، ونحث كلا الجانبين على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس”.
قبل أن يختتم تصريحه بالقول: “بالتأكيد لاحظنا بشكل إيجابي مشاركة بعض البلدان لتهدئة الوضع بينهما”.