بعد 3 عقود.. الكشف عن مقبرة “ضباط الانقلاب” بالسودان
أعلن الجيش السوداني، الإثنين، عن مكان مقبرة 28 ضابطا أعدمهم نظام الرئيس المعزول عمر البشير عام 1990م بتهمة تدبير محاولة انقلابية.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي اليوم للمتحدث للقوات المسلحة السودانية، عامر محمد الحسن.
وقال الحسن إن المقبرة وفق نتائج التحقيق تقع في جبل سكناب بمنطقة كرري شمال مدينة أمدرمان، بجوار معسكر للتدريب يتبع جهاز الأمن والمخابرات الوطني.
وأوضح أن لجنة التحقيق عثرت على أشلاء من الجثث عن طريق الحفر بآلة “اللودر” وجرف مياه الأمطار، وستسمح لذوي الضحايا بزيارة المقبرة لاحقا.
وكان رئيس مجلس السيادة، القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبدالفتاح البرهان، أعلن عثورهم على مقبرة ضباط 28 رمضان، لكنه لم يفصح عن مكانها، وهي المرة الأولى التي يسمى فيها مكان دفن هؤلاء الضباط.
وقال المتحدث باسم الجيش السوداني إن البرهان أصدر رسميا قرارات برد اعتبار الضباط بترقيتهم إلى رتبتين للأعلى وتسوية معاشاتهم مع رفقائهم الأحياء واعتبارهم “شهداء”.
وأعدم نظام البشير 28 ضابطا بتهمة تدبير محاولة انقلابية دون تقديمهم لمحاكمة، وقام بإخفاء جثثهم ومتعلقاتهم الشخصية.
وانطلقت حركة الخلاص الوطني التي قادها “ضباط 28 رمضان” من داخل الجيش السوداني، في أبريل/نيسان 1990 أي بعد عام واحد من استيلاء البشير على السلطة بانقلاب عسكري في 30 يونيو/حزيران 1989م.
ومنذ العام 1990 ظلت قضية إعدام هؤلاء الضباط والتي عُرفت محليا بـ”شهداء 28 رمضان” محل اهتمام الرأي العام السوداني الذي أظهر تعاطفاً كبيرا مع ذوي الضحايا، الذين ظلوا يحيون ذكراهم سنوياً رغم التضييق الذي تمارسهم بحقهم السلطات الحكومية في حقبة حكم عمر البشير.
وما زال ذوو ضباط 28 رمضان يرفضون تلقي العزاء فيهم، مشترطين رد اعتبارهم بكشف مكان دفنهم ومتعلقاتهم الشخصية ومحاسبة الذين ارتكبوا هذه الجريمة بحقهم.