بلينكن يعلق على الاستقالات المتتالية داخل الخارجية الأمريكية بسبب الأوضاع في غزة
علّق وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، على تقديم عدد من موظفيه استقالاتهم، احتجاجا على موقف أمريكا الداعم لإسرائيل في حربها على قطاع غزة الفلسطيني، بعد إطلاق حركة “حماس”، عملية ”طوفان الأقصى”.
وبعث بلينكن برسالة إلى جميع موظفي وزارة الخارجية الأمريكية، يعترف فيها بـ”الأثر العاطفي”، الذي خلفته الحرب بين إسرائيل و”حماس” على الدبلوماسيين الأمريكيين، وذلك وسط تقارير تتناول انشقاقا داخليا حول تعامل واشنطن مع الصراع، وفقا لتقارير أمريكية.
كما أشار بلينكن في رسالته إلى الظروف “الصعبة” التي تؤثر على السلك الدبلوماسي الأمريكي، إذ يشعر بعض الدبلوماسيين “بموجات الخوف والتعصب”، التي ولّدها الصراع، بحسب نص الرسالة.
وفي يوم الخميس الماضي، قدّمت مسؤولة جديدة في وزارة الخارجية الأمريكية، استقالتها لتنضم إلى جوش بول، مدير مكتب شؤون الكونغرس والشؤون العامة، الذي قدّم استقالته، في وقت سابق.
وكان بول قد تقدم باستقالته اعتراضًا على طريقة تعامل واشنطن مع الأوضاع في غزة، وهي ذات الأسباب التي دفعت لارا فريدمان، للاستقالة أيضا.
وتتولى فريدمان رئاسة مؤسسة “السلام في الشرق الأوسط”، التي تسهم في توجيه السياسات الأمريكية المتعلقة بالصراع العربي- الإسرائيلي.
وكان جوش بول، قد برر استقالته بعدم قدرته على مواصلة العمل في ضوء الدعم العسكري المتزايد، الذي تقدمه واشنطن لإسرائيل، معتبرًا أن رد فعل البيت الأبيض يعتمد على ما وصفه بـ”الإفلاس الفكري”، بحسب قوله.
يذكر أن المحلل السياسي الأمريكي والصحفي السابق في قناة “فوكس نيوز”، تاكر كارلسون، حذر من خسارة الولايات المتحدة الأمريكية، لأي حرب في الشرق الأوسط، إذا شاركت فيها روسيا والصين وتركيا.
وقال كارلسون إن “المخاطر تفوق بكثير ما يدركه العديد من الأمريكيين، حيث أنه من السهل أن نتخيل عدة دول أخرى تنجذب إلى الصراع بين إسرائيل وحماس”.
ولفت إلى أن “الجيش الأمريكي أضعف من ما كان عليه، في الخمسين سنة الماضية، بسبب صراعين لا معنى لهما في العراق وأفغانستان”، مشيرًا إلى أن “هناك انقسام داخلي بسبب سياسات البنتاغون الهزلية”.
وقال كارلسون: “هذا ليس الوقت المناسب لحرب عالمية، فسوف نخسرها، لكن قائدنا الأعلى لا يدرك ذلك (في إشارة إلى بايدن)”.
يذكر أن حركة “حماس” الفلسطينية أطلقت، يوم السبت 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، عملية “طوفان الأقصى” لوضع حد “للانتهاكات الإسرائيلية”، بينما ردت إسرائيل بإعلان الحرب وبدء عملية عسكرية تحمل اسم “السيوف الحديدية”، شملت قصفا وغارات جوية عنيفة ضد قطاع غزة أدت إلى استشهاد نحو 3800 فلسطيني وإصابة نحو 12 ألفا و500 آخرين، وأعلنت بعدها الولايات المتحدة الأمريكية، أنها تدعم إسرائيل بكل السبل، وقام وزير خارجيتها بزيارة تل أبيب مرتين، بينما قام الرئيس الأمريكي جو بايدن، بزيارة أخرى لتأكيد دعم واشنطن لإسرائيل.