بلينكن يعود للمنطقة بضغط أمريكي.. ومقترح هدنة غزة «على المحك»
وسيزور وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مصر وإسرائيل اليوم الإثنين، وفي وقت لاحق من الأسبوع الجاري يتوجه إلى الأردن وقطر، في إطار جولته الثامنة للمنطقة منذ اندلاع الحرب على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ومع عدم وجود رد حازم حتى الآن من حركة حماس على الاقتراح الذي تلقته قبل 10 أيام، سيبدأ بلينكن مهمته الدبلوماسية الثامنة، مستهلها بالقاهرة حيث سيلتقي الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، قبل أن يتوجه إلى إسرائيل للقاء عدد من المسؤولين في مقدمتهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت.
تعقيد المشهد
وبينما أشاد الرئيس الأمريكي جو بايدن وبلينكن ومسؤولون أمريكيون آخرون بعملية إنقاذ الرهائن، فقد أسفرت العملية عن مقتل أكثر من 250 فلسطينيا في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، الأمر الذي يُعقد- من وجهة نظر مراقبين- عملية وقف إطلاق النار من خلال تشجيع إسرائيل وتقوية تصميم حماس على مواصلة القتال.
وقال مستشار الأمن القومي لبايدن، جيك سوليفان، يوم الأحد: “من الصعب أن نقول كيف ستتعامل حماس مع هذه العملية بالذات وما ستفعله لتحديد ما إذا كانت ستقول نعم أم لا. لم نحصل على رد رسمي من حماس في هذا الوقت”.
وفي محادثاته مع السيسي والقادة القطريين، الذين يعدون الوسطاء الرئيسيين مع حماس في مفاوضات وقف إطلاق النار، سيشدد بلينكن على أهمية إقناع حماس بقبول الاقتراح المكون من ثلاث مراحل المطروح على الطاولة. وفق ما ذكرته وكالة أسوشيتد برس.
مخاوف أخرى
على الرغم من وصف الصفقة بأنها مبادرة إسرائيلية وتظاهر آلاف الإسرائيليين دعما لها، فإن نتنياهو أعرب عن شكوكه، قائلا إن ما تم تقديمه علنا ليس دقيقا، ورفض الدعوات الموجهة إلى تل أبيب بوقف جميع القتال حتى القضاء على حماس.
وهدد حلفاء نتنياهو اليمينيون المتطرفون بانهيار حكومته إذا نفّذ الخطة، واستقال بيني غانتس، وهو وسطي يتمتع بشعبية كبيرة، يوم الأحد من حكومة الحرب المكونة من ثلاثة أعضاء بعد أن قال إنه سيفعل ذلك إذا لم يقم رئيس الوزراء بصياغة خطة جديدة لغزة ما بعد الحرب.
وفي جميع رحلاته السابقة إلى إسرائيل، التقى بلينكن، نتنياهو وغالانت وغانتس وزعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميللر يوم الجمعة إن بلينكن سيستغل الرحلة “لمناقشة كيف سيفيد اقتراح وقف إطلاق النار كلا من الإسرائيليين والفلسطينيين”.
وأشار ميلر إلى أن الصفقة لن تخفف الأزمة الإنسانية في غزة فحسب، بل ستمهد الطريق أيضا لتقليل التوتر على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية وتهيئ الظروف لتكامل إسرائيلي أوسع مع جيرانها العرب، مما يعزز أمن إسرائيل على المدى الطويل.
في هذه الأثناء، حثّت حركة حماس على لسان القيادي سامي أبو زهري، الولايات المتحدة على الضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب في غزة.
وقال أبو زهري: “نطالب الإدارة الأمريكية بالضغط على إسرائيل لوقف الحرب على غزة”، مضيفا “حركة حماس مستعدة للتعامل بشكل إيجابي مع أي مبادرة تضمن إنهاء الحرب”.
وعلى الرغم من الزيارات التي يقوم بها بلينكن إلى المنطقة بمعدل مرة واحدة تقريبا في الشهر منذ بدء الحرب، فقد استمر الصراع مع مقتل ما يقارب من 37 ألف فلسطيني، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
وفي الوقت نفسه، أعاقت الحرب بشدة تدفق الغذاء والدواء والإمدادات الأخرى إلى الفلسطينيين، الذين يواجهون الجوع على نطاق واسع.
وتقول وكالات الأمم المتحدة إن أكثر من مليون شخص في غزة قد يواجهون أعلى مستوى من المجاعة بحلول منتصف يوليو/تموز.