“بنت الحارة”.. رواية المؤرخ الكبير طارق منصور تنتصر لثوابت مصرية
يشارك المؤرخ الكبير والكاتب والروائي الدكتور طارق منصور في معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام برواية جديدة بعنوان “بنت الحارة” عن دار لوتس للنشر والتوزيع.
تقع الرواية في مائتين وخمسين صفحة، وتتوافر لجمهور الكتاب أيضا بمكتبات دار المعارف ودار الهلال، وجناح لوتس بالمعرض.
وتدور أحداثها داخل الحارة المصرية الشعبية بكل ما فيها من دقائق المجتمع المصري.
وقال الدكتور طارق منصور لموقع الهيئة المصرية العامة للكتاب “المعرض”، إن الرواية تكاد تكون صورة مصغرة من مصر بكل ما فيها خلال الفترة التي تدور فيها الأحداث، وتبدأ باغتيال الرئيس السادات واستشهاده عام 1981 وتنتهي قرب منتصف الثمانيات من القرن الماضي.
وأردف منصور: “هي حقبة زمنية دقيقة للغاية تمثل سنوات البرزخ في عمر مصر. والمتصفح للرواية سيكتشف للوهلة الأولى أن هناك مجموعة من السمات العامة التي أردت أن أبرزها، بتناول مجتمع الحارة بما فيه من شهامة ورجولة وهمة وتكافل وتراحم، إلى جانب رصد ظاهرة الزوايا وما أفرزته من خلايا متطرفة في تلك الفترة كان لها أثرا سلبيا على المجتمع”.
يبرز المؤلف أيضا العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في مجتمع الحارة، عاكسا روح المحبة التي تسود بينهم، ويصف كيف أصبحت الحارة نسيجا واحدا.
في الإطار العام للرواية يظهر الحب بأشكال تختلف ما بين مجتمع الحارة ومجتمع الأحياء الراقية، التي ربما كانت المرأة أو الأنثى رخيصة الثمن فيها، على عكس الحارة التي تحيا على مبادئ ثابتة جاء بها ساكنوها، كل حسب عادات وتقاليد بيئته الأصلية.
وجاءت تجربة حب البطلة الأساسية في الرواية مثيرة وقرينة للنجاح وإثبات الذات، كما نجح المؤلف في تقديم صورة متعددة الألوان لأبطال الحارة في تلك الحقبة، مبرزا من نجح منهم وكسر طوق الحارة، ومن فشل وجر أذيال الخيبة على نفسه وأهله.
رواية “بنت الحارة”، تتاح لجمهور معرض القاهرة الدولي للكتاب إلى جانب “زيزي هانم”، تلك الرواية لنفس المؤلف المبدع التي طرحها قبل عام وتظل أصداؤها في المنتديات الثقافية حتى الآن؛ بجانب كتابه “رسائل الفرح”.
في سمات الكاتب الكبير الدكتور طارق منصور ما يجعل قلمه محدثا الفارق في عالم الرواية، فهو أستاذ التاريخ بكلية الآداب جامعة عين شمس، وقام بالتدريس بعدد من الجامعات العربية والأوروبية، وعايش مجتمعات متباينة رصد معها فروقات استطاع برؤيته تشخيص حالاتها وعقد مقارنات بين بيئاتها والمجتمع المصري، عبر مقالات عدة انتصر فيها لثوابت وطنية، نشرتها صحف مصرية وعربية مختلفة خلال السنوات الأخيرة.
ظلت خبرة الأستاذ الجامعي متجددة بتواصله الدائم مع الأجيال المتعاقبة، عبر إشرافه على الأنشطة الطلابية بالجامعة منذ أكثر من عقدين، حتى إشرافه على العشرات من الرسائل العلمية لهذه الأجيال، مرورا بمهامه الرسمية في خدمتهم ومجتمعه عبر مناصب إدارية شغلها بالجامعة.
قدم الأستاذ الدكتور طارق منصور حلولا غير تقليدية لمشكلات التعليم الجامعي في مصر بعد تشخيص أزماته، وسعى إلى تطوير نظام التعليم والإمتحانات بجانب التعليم المفتوح قبل تغييره، وشارك بأوراق بحثية ورؤى نقدية في العديد من الفعاليات والمؤتمرات العلمية داخل وخارج مصر، متحدثا بلغات شتى جعلته ظاهرة معاصرة لكاتب متكامل الحضور والأثر، يكمل بما يقدمه مسيرة مؤرخين قلائل انتقلوا بعلمهم وثقافتهم من منصات الجامعات إلى جمهور الثقافة في مجتمع أصبح أكثر انفتاحا على المستوى المعلوماتي بالأخص. وهو أحد أبرز فرسان نشاط “بيت العائلة المصرية” الذي ظهر خلال السنوات الأخيرة جامعا الأزهر والكنيسة، وشهدت فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب منذ دورة يناير 2016 تخصيص واحد من لقاءاته السنوية لجمهور المعرض.