بوتين يكشف للإسرائيليين عن حقيقة تاريخية صادمة بخصوص لينينغراد
صرح الرئيس فلاديمير بوتين، بأنه على الرغم من بقاء لينينغراد 872 يوما تحت الحصار الألماني، وكان سكانها يموتون من الجوع، إلا أنهم تبرعوا على مدار هذه الفترة بـ 144 طنا من الدم.
وعانى من الحصار مليونان و544 ألف شخص من أهالي المدينة، بمن فيهم 400 ألف طفل و343 ألفا من أهالي ضواحي لينينغراد الذين دافعوا عن المدينة. وكانت احتياطيات الطعام والوقود كافية لبضعة أشهر فقط.
لكن المعاناة التي عاشها أهالي لينينغراد كانت أكبر مما يتصوره العقل البشري، وليس مصادفة أبدا أن تحمل المدينة لقب “المدينة البطلة” لما اجترحته من مآثر في الحرب الوطنية العظمى.
بدأ حصار لينينغراد باحتلال الألمان لقلعة شليسلبورغ في 8 سبتمبر عام 1941، ليستمر نحو 900 يوم، توفي خلالها أكثر من 600 ألف شخص جراء القصف والمجاعة والبرد.
حاصرت القوات الألمانية لينينغراد من اليابسة، لتبقى بحيرة “لادوغا” الطريق المائي والوحيد الذي يربط المدينة بالبلاد، خاصا في فصل الشتاء حينما يتجمد سطح البحيرة.
عبر هذا الممر المائي الجليدي الوحيد الذي حمل اسم “طريق الحياة” كان الجنود السوفيت والأهالي ينقلون الإمدادات من الأغذية والوقود للمحاصرين، ويقومون بإجلاء الأطفال والنساء والمرضى والجرحى من المدينة، متحدين القصف الألماني المتواصل وبرودة الطقس، إذ كان شتاء عامي 1941 و1942 من أصعب مراحل الحصار.
فخلال ذاك الشتاء وحده سقط 360 ألف مواطن سوفيتي تحت وطأة القتال والجوع والبرد، ما يساوي تقريبا عدد ضحايا بريطانيا على مدار الحرب العالمية الثانية كلها.
كانت لينينغراد محاصرة بالقوات الألمانية من اليابسة. لكن بحيرة لادوغا كانت طريقا مائيا وحيدا يربط المدينة بالبلاد. وأطلق عليه “طريق الحياة” الذي مرت به إمدادات الأغذية والوقود رغم القصف الألماني المستمر.
وكانت البحيرة تتجمد في وقت الشتاء مما سمح بإجلاء الأطفال والنساء والمرضى والجرحى من المدينة. وكان شتاء عامي 1941 و1942 أصعب مرحلة في تاريخ الحصار.
وبنتيجة حملة “إيسكرا” أي “الشرارة” التي شنتها القوات السوفيتية منتصف يناير عام 1943 تم اختراق الطوق العسكري الألماني حول المدينة.
وتمكن الجنود السوفييت في 18 يناير عام 1943 من فتح ممر على طول ضفة بحيرة لادوغا ليصل إلى مدينة لينينغراد المحاصرة. لتبدأ بذلك عملية كسر حصار المدينة الذي استمر 872 يوما.
أما الكسر النهائي لحصار لينينغراد فلم يتحقق إلا بعد عام، أي في يناير عام 1944 حين انتقلت قوات جبهتي لينينغراد وفولوخوف يوم 14 يناير إلى الهجوم بعد تحرير مدينة نوفغورود. واضطرت القوات الألمانية التابعة للجيش الـ18 إلى الانسحاب مهددة بالمحاصرة التامة وتقدمت القوات السوفيتية إلى مسافة 60 كيلومترا لتكسر الحصار تماما. ويعتبر يوم 27 يناير عام 1944 آخر أيام الحصار.
مرت عقود عدة على كسر الحصار عن لينيغراد، إلا أن صفحات التاريخ القاسية بقيت محفورة في ذهن أهالي لينينغراد وأبنائهم وأحفادهم والشعب السوفيتي والروسي ككل.