بوصلة إيطاليا في ليبيا.. ظاهرها الهجرة وباطنها الطاقة
إثر جهود دولية مختلفة لحل الأزمة الليبية، كشفت إيطاليا، وهي إحدى الدول المهمة في المشهد، اليوم الجمعة، سبب توجيه بوصلتها ناحية طرابلس.
هذا السبب كشف عنه نائب رئيسة الوزراء ووزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاياني، خلال لقاء جمعه، الجمعة، في روما مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس البعثة الأممية لدى ليبيا، عبدالله باتيلي.
وعقب اللقاء، كتب تاياني عبر حسابه على “تويتر”: “أكدت للمبعوث الأممي أن استقرار ليبيا من أولويات السياسة الخارجية الإيطالية، ويمثل المصلحة الوطنية لروما، لمواجهة تدفقات الهجرة غير النظامية”.
وأكد المسؤول الإيطالي للمبعوث الأممي أيضا، دعم بلاده “الكامل لعمل البعثة في ليبيا”، مضيفا أن الحكومة الإيطالية ستعمل مع البعثة للحفاظ على وحدة ليبيا وتنظيم الانتخابات خلال العام الجاري”.
ومن جانبه، علّق المبعوث الأممي عبر “تويتر” أيضا، وقال: “أجريت اليوم في روما لقاء بناء مع نائب رئيس الوزراء في إيطاليا، حول التطورات السياسية والاقتصادية والأمنية في ليبيا”.
وأعرب باتيلي، للمسؤول الإيطالي، عن تقديره “لدعم روما المستمر لجهود الأمم المتحدة في تسهيل إجراء انتخابات خلال العام 2023”.
وجدد باتيلي والمسؤول الإيطالي دعوتهما “إلى جميع الأطراف في ليبيا بمن فيهم رئيسا مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، إلى تسهيل إجراء الانتخابات من خلال اتفاق واضح وقابل للتنفيذ على إطار دستوري”.
كما وجها دعوة أخرى”للمجتمع الدولي بتوحيد موقفه في دعم تطلعات الشعب الليبي لإجراء انتخابات وطنية شاملة”، وفق ما كتبه باتيلي على “تويتر”.
“هدف آخر”
وتعليقا على هذا اللقاء، قال المحلل السياسي الليبي يوسف الفزاني، إن “ما أعلنه المسؤول الإيطالي اليوم خلال لقائه المبعوث الأممي لدى ليبيا، ليس كل الحقيقة.. هناك هدف رئيسي آخر لتوجيه إيطاليا بوصلتها ناحية طرابلس”.
وأضاف الفزاني، في حديث لـ”العين الإخبارية”: أن “روما بالفعل يهمها استقرار ليبيا، ليُحل ملف الهجرة غير الشرعية التي تؤرق مضجع الإيطاليين وحكومتهم”.
ومضى قائلا “في غرب ليبيا، هناك العشرات من المليشيات التي تتخذ من تهريب وتجارة البشر مصدرا لجمع الأموال وتلك المليشيات تنشط في المدن الساحلية كالزوارة والقرابولي وصبراتة وهي جميعا مدن ليبية توازي شواطئها الشواطئ الإيطالية”.
وأوضح “أن نتاج عمل المليشيات يطول إيطاليا النصيب الأكبر منه، ثم تأتي باقي الدول الأوروبية في المرتبة الثانية من حيث الضرر”.
وذكر الفزاني أن “الحملة الدعائية لرئيسة الوزراء الإيطالية الحالية جورجيا ميلوني كانت تتمحور حول حل ملف الهجرة؛ فهي تعهدت قبل وبعد تعيينها في المنصب بحل الملف ومنع تدفق المهاجرين القاصدين إيطاليا انطلاقا من الشواطئ الليبية”.
وقبل ميلوني -وفق المحلل الليبي- كانت الحكومات الإيطالية تعمل على حل هذا الملف بطرق مختلفة “وصلت قبل أعوام لدفع أموال لعصابات تهريب البشر الليبية لمنع المهاجرين من الوصول إلي الشواطئ الإيطالية”، على حد قوله.
وتابع: “ذلك أحدث فيما سبق فضيحة لروما كون هذا التصرف ساهم في تقوية المليشيات بعد مدها بالمال، ومن ناحية أخرى زاد عنفهم الموجه للمهاجرين”.
فتّش عن الطاقة
ورغم أهمية ملف الهجرة لروما، يرى الفزاني أن هناك هدفا آخر لتوجيه الأخيرة بوصلتها نحو طرابلس، ألا وهو ملف الطاقة.
وعن ذلك، قال: “ملف الطاقة يمثل أولوية لروما؛ فهي قائدة الخطة الأوروبية لتوفير مصادر طاقة لأوروبا، وليبيا هي أحد المصادر البديلة المتوقعة؛ كون الأخيرة غير خاضعة لقرار منظمة أوبك القاضي بخفض الإنتاج النفطي”.
وتابع الفزاني: “الدليل على ذلك أنه خلال زيارة رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني لطرابلس أواخر شهر يناير/كانون الثاني الماضي، أشرفت بنفسها فقط على توقيع الاتفاق النفطي بين شركة إيني الإيطالية ومؤسسة النفط الليبية، في حين لم تعر ذات الاهتمام لتوقيع اتفاق مكافحة الهجرة الذي جرى في اليوم ذاته”.