بوليتيكو: حكومة الدبيبة ترفض تعيين إيطالي سفيراً للاتحاد الأوروبي وتفضل فرنسياً
ولم تبرر حكومة الدبيبة قرار رفض تعيين أورلاندو، الذي صدر منذ أسابيع قليلة دون إعلان رسمي، لكن صحيفة بوليتيكو اعتبرته بمثابة ضربة لرئيسة الوزراء الإيطالية جوجيا ميلوني، التي تعهدت بمزيد من الانخراط مع دول شمال إفريقيا، وهو أحد أهداف سياستها الخارجية.
ويعمل أورلاندو، الذي ولد عام 1975، دبلوماسياً منذ عام 2001، وكان نائباً للسفير الإيطالي لدى طرابلس من 2017 إلى 2019، عندما كان يرأس التمثيل الدبلوماسي الإيطالي جوزيبي بيروني.
وتم تعيين أورلاندو في مايو/أيار 2021، مبعوثاً خاصاً لوزارة الخارجية الإيطالية لدى ليبيا.
وكان الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، أعلن سابقاً تعيين أورلاندو سفيراً جديداً للاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، بدلاً من الإسباني خوسيه ساباديل، الذي عقد آخر لقاء له مع الدبيبة في طرابلس، نهاية أبريل/نيسان.
إلى ذلك، توقع دبلوماسيان في الاتحاد الأوروبي، طلبا عدم الكشف عن هويتيهما في تصريحات لـ”بوليتيكو”، أن توافق حكومة الدبيبة على الفرنسي باتريك سيمونيه.
وأنهى المبعوث الحالي للكتلة الأوروبية لدى طرابلس، خوسيه ساباديل، فترة ولايته، الجمعة، فيما لم توافق السلطات الليبية حتى الآن على خليفته.
تنافس إيطالي فرنسي
ويأتي هذا التطور وسط تنافس فرنسي إيطالي على الموارد والنفوذ في ليبيا، بحسب “بوليتيكو”، التي أشارت إلى كون ليبيا مزوداً مهماً للنفط، ونقطة انطلاق رئيسية للمهاجرين المتجهين إلى أوروبا.
ورجّح الدبلوماسيان الأوروبيان أن يكون رفض حكومة الدبيبة للدبلوماسي الإيطالي أورلاندو راجعاً إلى الاعتقاد بأنه “غير مناسب للمنصب بسبب خبرته الواسعة في دول شمال إفريقيا”.
فيما قال دبلوماسي أوروبي إن “الليبيين ينظرون إليه على أنه شخص ملم بالشأن الليبي”، مشيراً إلى أن أورلاندو، باعتباره الممثل الخاص لإيطاليا لدى ليبيا، “تعامل على نطاق واسع مع قائد الجيش الليبي خليفة حفتر، والذي يُنظر إليه على أنه منافس للدبيبة”.
في المقابل، ليس لدى المرشح الفرنسي سيمونيه خبرة سابقة في ليبيا، رغم أنه عمل سابقاً مبعوثاً للاتحاد الأوروبي لدى السعودية والبحرين وسلطنة عمان.
كما أشار دبلوماسي في الاتحاد الأوروبي إلى أن “الحكومة الإيطالية أصيبت بخيبة أمل بسبب الرفض الليبي، رغم أنها لم تردّ رسمياً”.
ويتعاون الاتحاد الأوروبي بشكل وثيق مع الأمم المتحدة، ويشارك بنشاط في عملية برلين التي تقودها الأمم المتحدة من أجل ليبيا، بهدف استعادة السلام والاستقرار في جميع أنحاء البلاد.
ويعتبر الاتحاد الأوروبي من أكبر مقدمي الدعم في ليبيا، إذ بلغت قيمة مساعداته إلى طرابلس حوالي 700 مليون يورو خلال السنوات الماضية.
وتأثرت العلاقات التجارية بين الاتحاد الأوروبي وليبيا بالأزمة التي امتدّت لفترة طويلة، وعدم الاستقرار في البلاد.
وتعتبر ليبيا الشريك الوحيد بين دول الجوار الجنوبي الذي لم يبرم اتفاقية تجارة حرة مع الاتحاد الأوروبي، فيما تجري العلاقات التجارية بين الجانبين حتى الآن خارج الإطار القانوني الثنائي الذي ينظم العلاقات الثنائية، بحسب موقع بعثة الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا.