بيت الحكمة تصدر الترجمة العربية لرواية “بيت من القش”

صدر حديثا عن مجموعة بيت الحكمة للثقافة، الترجمة العربية لرواية “بيت من القش”، للأديب الصيني الشهير تساو ون شيوان، الحاصل عنها جائزة أندرسن الأدبية لعام 2016، وهو أول صيني يفوز بهذه الجائزة.
والرواية صادرة باللغة الصينية عن دار نشر العنقاء بجيانغسو، ومن ترجمة: جورجينا القس زكريا، وإيمان سعيد، وتقع الرواية في 454 صفحة من القطع المتوسط.
تلقي الرواية الضوء على تفاصيل الحياة في الريف الصيني، التي تتشابه مع الحياة في الريف المصري، حتى لنشعر أنها تتحدث عنا بنفس القدر الذي تتحدث فيه عن الصين، وقد بنى الروائي الصيني عالما كاملا داخل بلدة صغيرة، من خلال حكيه عن قصة طفولة مؤثرة وعاطفية حدثت في الريف الصيني في أوائل الستينيات من القرن العشرين، وتتطرّق إلى البراءة التي لا تشوبها شائبة بين الصغار، والتشابك العاطفي المربك بين الكبار.
من خلال أحداث الرواية، التي تدور في بلدة الكتان، نتعرف على قصة خمسة أصدقاء صغار من خلال حياة مدرسية ابتدائية لا تُنسى، وبطل القصة هو الطفل سانغ سانغ، ومعه معلمه جيانغ يي لون. ويشارك الطفل سانغ سانغ بشكل مباشر في سلسلة من القصص التي تبدو عادية ولكن مؤثّرة للغاية، أبطالها أهل البلدة الذين يتصفون بالبساطة والطيبة الشديدة، حتى في خلافاتهم الصغيرة التي تنتهي كما بدأت بلا ضغينة، كما جعل من مدرسة بلدة الكتان مركزا للأحداث التي تهم كل فرد في البلدة، فهي المكان الذي يقضي فيه أطفالهم معظم أوقاتهم. وهذا العالم الذي صنعه المؤلف يمنحنا طهارة البراءة والحنين إلى الهدوء الوديع لأيام طفولتنا البعيدة.
يذكر أن تساو ون شيوان قد وُلِد في يناير عام 1954، في قرية صغيرة بالريف الصيني لأسرة فقيرة، وتذوق مشكلات الحياة في طفولته؛ فشحذت عزيمته. التحق تساو ون شيوان بقسم علم المكتبات في جامعة بكين. وبفضل نبوغه في الكتابة والأدب، انتقل للدراسة في قسم اللغة الصينية بالجامعة. وبعد تخرجه، عمل في جامعة بكين، وهو حاليا أستاذ بقسم اللغة الصينية فيها، ومشرف على طلاب الدكتوراة، وعضو المجلس الوطني لرابطة الكتاب الصينيين، ونائب رئيس جمعية كتاب بكين، وأحد رؤساء تحرير المواد الدراسية للغة الصينية للمرحلة الابتدائية التي تصدرها دار الشعب للنشر التعليمي. حصل تساو ون شيوان على العديد من الجوائز، ويتميز أسلوبه بالسلاسة والشاعرية، ويصف اللحظات الصادقة والحقيقية، بل والحزينة، في الحياة. كما تُرجمت أغلب أعماله الأدبية إلى: الإنجليزية والفرنسية والألمانية واليابانية والكورية وغيرها.
بعد حصوله على جائزة أندرسن، قال تساو ون شيوان: “لقد وظفت الثروات المتنوعة في الصين، فهذه الثروات لا تمتلكها أي دولة أخرى. إن الشقاء الذي شهدته بلادي يعد ثروة لا تنضب للكتابة”، وهو ما نقرأه في رواية: “بيت من القش”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى