بينما يصنع الأطباء معداتهم من القمامة.. مسؤولون صينيون متهمون بـ «سرقة» أقنعة الوجه الخاصة بالطواقم الطبية

أثارت لقطات مصورة تُظهر مسؤولين حكوميين في مدينة ووهان الصينية وقد ارتدوا أقنعة الوجه المخصصة للعاملين الصحيين الذين يكافحون لمواجهة فيروس كورونا شديد العدوى، موجةً متنامية من الغضب فيما يتعلق بتعامل السلطات الصينية مع تفشي المرض.

وفق ما ذكره تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية، الأحد 2 فبراير/شباط 2020، كانت صور للعاملين في الطواقم الطبية وهم يصنعون معدات الوقاية من أكياس القمامة، وينامون في أروقة المستشفيات، ويبكون من فرط القلق والإنهاك، قد سيطرت على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية على مدى الأسبوعين الماضيين، محدثةً فيضاً كبيراً من مشاعر التعاطف والمسارعة إلى التبرع لتوفير الإمدادات.

لكن يبدو أن مقطع الفيديو الذي نشره موقع صحيفة The Beijing News يوم الأحد 2 فبراير/شباط 2020، يُظهر مسؤولين في الحكومة وقد أخذوا بعض تلك الإمدادات التي تبرع الناس بها.

غير أن بياناً صدر عن حكومة ووهان قال إن الموظفين الذين حضروا اجتماعاً بشأن إمدادات الطوارئ، يوم السبت 1 فبراير/شباط 2020، «تلقوا أقنعة ولوازم حماية أخرى ذات صلة» من الصليب الأحمر في الصين، وهو الجهة التي تشرف على التبرعات.

كما قال البيان وفقاً لصور نشرتها صحيفة Beijing News: «سنعمل على رفع معايير جمع وتخزين وتوزيع معدات الحماية للعاملين في الخطوط الأمامية… شكراً لوسائل الإعلام على اهتمامها ومتابعتها».

تصرُّف حكومي يُغضب الصينيين

أظهرت صور أخرى مسؤولين يرتدون أقنعة التنفس N95 المخصصة للمتعاملين مباشرة مع الحالات المصابة، في اجتماع مع أطباء كانوا، خلاف المفترض، يرتدون فقط أقنعة العمليات الجراحية.

سارع المعلقون عبر الإنترنت إلى انتقاد البيان ولقطات الفيديو، وهو ما أفضى إلى ظهور أكثر من مليوني تعليق تحت وسم «استجابة حكومة ووهان حيال أخذ أقنعة الوجه الخاصة بالطواقم الطبية».

كتب أحد المعلقين: «هذه الإمدادات مخصصة للأطباء، وليس للحكومة!». وقال آخر: «إنهم ما زالوا يستخدمون هذه الطريقة البيروقراطية المفتقرة إلى أي صدق، للتحدث إلى الناس؟ يا لها من خيبة أمل!»، وقال آخر: «يا للعار! فلتتحلَّوا ببعض الكرامة. البلد كله يتابعكم».

أشار آخرون إلى الامتيازات التي يحظى بها المسؤولون بعيداً عن عامة الناس. فقد أخذ الناس في أنحاء الصين يكافحون لشراء الأقنعة وغيرها من معدات الحماية. وكتب أحد مستخدمي موقع Weibo تحت الفيديو، موجهاً كلامه إلى المسؤولين: «إذا لم يكن بإمكانك أنت شراء الأقنعة، فمن أين تعتقد أن المواطنين العاديين سيذهبون لشرائها؟».

وهو ما تسبب في معاقبة بعضهم

يأتي ذلك في وقت يواجه المسؤولون الحكوميون على المستويين المحلي والمركزي موجةً متصاعدة من الغضب العام فيما يخص التعامل مع فيروس كورونا الجديد، الذي أفضى انتشاره إلى مقتل أكثر من 330 شخصاً وإصابة ما لا يقل عن 14.380 شخصاً.

يتحمل المسؤولون المحليون وطأة هذا الإحباط. وفي مقاطعة هوبي، كانت مسؤولة محلية عاملة بالقطاع الصحي قد أبدت تلعثماً خلال إجابتها عن أسئلة أساسية حول عدد الإصابات أو عدد الأسرَّة المتاحة في المستشفيات بمدينتها هوانغقانغ، وهو ما أفضى إلى إقالتها في وقت لاحق. وذكرت وسائل إعلام رسمية يوم الأحد، أن 337 من مسؤولي الحزب في هوبي قد «عوقبوا»، ومنهم ستة مسؤولين على مستوى المقاطعة فُصلوا من أعمالهم.

كما يلوم المواطنون المسؤولين على ادعائهم، على مدى أسابيع، أن انتشار الفيروس كان قابلاً للاحتواء، وتجاهلهم بالإضافة إلى تسترهم على علامات واضحة أشارت إلى أن معدلات تفشي المرض كانت خطيرة.

قال طبيب في ووهان، كان قد حاول تحذير زملائه وأصدقائه من الفيروس في ديسمبر/كانون الأول الماضي، قبل أن تُسكتهم الجهات الأمنية، يوم السبت، إنه قد أصيب.

كان لي وين ليانغ، وهو طبيب عيون في مستشفى ووهان المركزي، أحد ثمانية أطباء عاقبتهم الشرطة المحلية بتهمة «الترويج للشائعات» عندما حاولوا إنذار الناس من الفيروس في ديسمبر/كانون الثاني، قبل أسابيع من اعتراف المسؤولين بمدى خطورة تفشي المرض.

كتب «لي» على موقع Weibo، مؤكداً الأخبار ومثيراً غضب مزيد من الصينيين: «لقد سُوِّي كل شيء الآن. وجرى تأكيد الأمر أخيراً». وفي منشور آخر، قال: «لقد رأيت كثيراً من الدعم والتشجيع لي على الإنترنت، وقد ساعد ذلك حقاً في تحسين حالتي. شكراً لكل شخصٍ دعمني».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى