تبرئة 3 رجال سود من سرقة قبل 50 عاماً.. شهادة “زور” من “شرطي فاسد” زجت بهم في السجن

قبل نحو 50 عاماً حُكم على 3 رجال سود في بريطانيا بالسجن بعدما اتهمهم شرطي وبعض زملائه بالسرقة، لكن محكمة الاستئناف في لندن رأت، الثلاثاء 6 يوليو/تموز 2021، بعد مرور نصف قرن أن المتهمين أبرياء وأن الشرطي اتهمهم زوراً.

وفق ما ذكرته وسائل إعلام بريطانية، تعد هذه ثالث مرة تُلغى فيها أحكام إدانة في قضايا على صلة برجل الشرطة الأبيض ديريك ريد جويل المعروف بعنصريته.

فقد كان ريد جويل يعمل في شرطة النقل قبل أن يُسجن لضلوعه في مؤامرة سرقة أكياس بريدية، وتوفي في السجن سنة 1982 إثر نوبة قلبية.

شهادة “زور” من شرطي بريطاني

كان الرجال الذين برّأتهم المحكمة -وهم كورتني هاريوت وبول غرين وكليفلاند ديفيدسون- قد أوقِفوا في فبراير/شباط 1972، بشبكة مترو لندن، وتراوحت أعمارهم حينها بين 17 إلى 20 عاماً.

اتُّهم الثلاثة بمحاولة سرقة ريد جويل ثم أدينوا -مع ثلاثة أصدقاء آخرين- في أحكام استند القضاء إلى حد كبير في إصدارها على اتهامات الشرطي.

دفعوا جميعهم بالبراءة قائلين إن أفراداً من الشرطة أدلوا بإفادات كاذبة وهددوهم وأساءوا معاملتهم، لكن المحكمة لم تقبل الدفوع التي قدمها المتهمون وأدينوا جميعاً -باستثناء واحد- ثم أرسلوا إلى السجن أو الإصلاحية، وذلك بعد شهادة زور من ريد جويل وبعض رفاقه.

بول جرين (يسار) وكليفلاند ديفيدسون خارج محاكم العدل الملكية في لندن
بول جرين (يسار) وكليفلاند ديفيدسون خارج محاكم العدل الملكية في لندن

بعد الاحتكام إليها من مجلس مراجعة الأحكام الجنائية، أعادت محكمة الاستئناف النظر في إداناتهم وبرأت هاريوت وغرين وديفيد سون.

فيما اعتبر القاضي جوليان فلو عند إعلانه إلغاء إدانتهم أنه “من المؤسف للغاية أن الأمر استغرق ما يقرب من 50 عاماً لتصحيح الظلم الذي تعرض له” المحكومون الثلاثة.

بينما لم يُعثر بعد على العضوين الآخرين في المجموعة التي أدين أفرادها في القضية.

دمر حياة رجال سود أبرياء

في تصريحات أدلى بها أمام المحكمة، قال كليفلاند ديفيدسون -الذي كان يبلغ 17 عاماً عند القبض عليه- إن القضية دمرت حياته.

وصف قرار محكمة الاستئناف قائلاً: “إنه اعتراف بأننا كنا أبرياء في ذلك الوقت”، وقال إن ما حصل يعود إلى “حيلة” من الشرطي ديريك ريد جويل الذي وصفه بأنه “مخادع وشرير”.

قالت جيني ويلتشير، من شركة المحاماة التي مثلت الرجال الثلاثة الذين أعلنت المحكمة براءتهم: “في حين أن تبرئة هؤلاء الرجال الأبرياء نبأ سار، إلا أنه من المقلق للغاية أن الأمر استغرق وقتاً طويلاً”.

كما أشارت إلى أنه تم تحذير كل من شرطة النقل البريطانية ووزارة الداخلية من أكاذيب ريد جويل في عام 1973. ومع ذلك لم تفعل أي من المنظمتين أي شيء سوى نقله إلى وحدة شرطة مختلفة.

“حتى عندما أدين ريد جويل بالسرقة في عام 1980، لم ينظروا مرة أخرى في العديد من الإدانات الجنائية غير الآمنة التي من الواضح أنها استندت إلى شهادة شاهِده”.

أضافت: “بالنسبة للعديد من ضحايا ريد جويل الأبرياء وعائلاتهم، فإن الأمر قليل جداً، وقد فات الأوان كثيراً”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى