تحقيق بسويسرا: السعودية والبحرين أهدتا 100 مليون دولار سراً لملك إسبانيا السابق.. والأخير حوّل نصفها لعشيقته
قالت تقارير إعلامية إن ملك إسبانيا السابق، خوان كارلوس الأوّل، تلقّى من ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة مبلغ 1.9 مليون دولار، وإنه قد حمل معه تلك النقود في حقيبة سفرٍ إلى سويسرا تلقّاها عام 2010، حين كان يتولى عرش البلاد وقبلها تلقى 100 مليون من السعودية، وفق ما أوردت صحيفة El Pais الإسبانية الجمعة 1 مايو/أيار 2020.
يحقق المدّعون العامّون السويسريون حالياً في مسألة هذه النقود للتأكّد مما إذا كانت هذه الهِبة ترتبط بعمولات غير قانونية، فيما سُرِدت تفاصيل دفع هذا المبلغ في بيانٍ قدّمه أرتورو فاسانا، مدير حساب الملك السابق في بنك ميرابو السويسري، إلى كبير محققي جنيف.
لم يُعرف بعد سبب منح ملك البحرين، حمد بن عيسى آل خليفة، ذلك المبلغ إلى خوان حسب تقرير صحيفة The Times البريطانية ولكن حين سأل المُحققون فاسانا، قال إن “خوان كارلوس الأوّل هو شخصٌ يحظى بالتقدير في بلدان الخليج”.
أضاف مدير حسابات الملك السابق: “لقد جاء إلى منزلي في جنيف. وأراد أن يتناول الغداء معي، وقال لي إنه تلقّى 1.9 مليون دولار أمريكي من حاكم البحرين، الذي منحه هذه الأموال”. وقال فاسانا في بيانه إن ملك إسبانيا السابق قد أتى إلى منزله حاملاً حقيبة السفر التي تحتوي على النقود.
زيارته للبحرين: زار خوان كارلوس الأوّل، البالغ من العمر 81 عاماً، البحرين عام 2014، قبل تنازله عن العرش بفترة وجيزة إثر فضيحة عطلة صيد فخمة، قضاها بصحبة 3 من وزراء الحكومة الإسبانية ووفد من رجال الأعمال خلال جولة في منطقة الخليج. وكان الهدف من الرحلة هو إيجاد استثمارات وتوقيع عقود لصالح إسبانيا. وفي عام 2016، حضر خوان سباق جائزة البحرين الكبرى والتقى بالملك حمد.
أثار ما أُزيح عنه الستار مُؤخراً بشأن خوان كارلوس غضب الإسبانيين، وعلّق البعض على الإنترنت بوجوب خضوعه للتحقيق. وطالب آخرون بتحوّل إسبانيا إلى النظام الجمهوري.
ابن الملك يتصرف بشكل سريع: يأتي ذلك بعد أسبوعين فحسب من تسبب مزاعم فساد ولّي العهد الإسباني، ابن خوان وخليفته في الحكم، فيليبي السادس، في سحب الامتيازات المالية من والده وإيقاف راتبه السنوي. كما تخلّى عن ميراثه الشخصي لينأى بنفسه عن مزاعم ارتكاب مخالفات.
جاء تصرّف فيليبي على هذا النحو بعدما وُصِف كـ”مُستفيد” من أموال سرّية من خارج البلاد ذات صلة بهديّة تقدّر بملايين الدولارات قدّمتها المملكة العربية السعودية لوالده. فيما أنكر فيليبي، البالغ من العمر حالياً 52 عاماً، معرفته بالشأن.
العشيقة نالت نصيب الأسد: ضُخَّ المبلغ الذي دفعته البحرين إلى الحساب نفسه الذي انطوي على هدية المملكة العربية السعودية البالغة 100 مليون دولار أمريكي. وكانت ملكية الحساب ترجع لمؤسسة Lucum المُسجّلة في بنما. ولاحقاً، حوّل خوان كارلوس 65 مليون يورو من هذا الحساب إلى حساب عشيقته السابقة كورينا سو زاين فيتجينشتاين، البالغة من العمر 56 عاماً. وقال مُحاميها روبين راثميل إنها تلقّت “هديّة لم ترغب في تلقّيها”.
يريد المحققون السويسريون التأكّد من أن الهدية السعودية على صلة بما يُزعم أنه عمولات غير قانونية نظير تشييد خط سكّة حديد عالي السرعة في المملكة على يد إحدى المؤسسات الإسبانية.
جدير بالذكر أنه في ديسمبر/كانون الأوّل 2014، أعلن فيليبي أن عائلته لا يمكنها قبول “هدايا تتخطّى الاستخدامات المُعتادة على سبيل المُجاملة”.