آخر الأخبارأخبار عالمية

تدمير نووي إيران.. إسرائيل تنتظر «مفتاح بي-2» الأمريكي

وسط تسارع السباق نحو المواجهة، تجد إسرائيل نفسها أمام معضلة كبرى: لا يمكنها القضاء على المنشآت النووية الإيرانية دون دعم القوة الجوية الأمريكية، لكن أي تدخل مباشر سيؤدي إلى تصعيد غير مسبوق في المنطقة.

وفي ظل تضاؤل فرص التوصل إلى اتفاق نووي، تتزايد المؤشرات على أن الخيار العسكري بات أقرب من أي وقت مضى، خصوصًا بعد مهلة الشهرين التي منحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن ضرورة حسم الملف الإيراني.

فهل إسرائيل قادرة على توجيه ضربة لإيران؟

يقول موقع «بيزنس إنسايدر»، إن إسرائيل تحاول شن ضربات استباقية على إيران لكنها ستحتاج على الأرجح إلى قوة جوية أمريكية، الأمر الذي يعتبره محللون عسكريون تصعيدًا كبيرًا خاصة إذا استهدفت الضربات تدمير المنشآت النووية تحت الأرض.

وفي مقابلة مع قناة “فوكس نيوز”، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ٦ مارس/آذار الجاري “هناك طريقتان للتعامل مع إيران إما عسكريًا أو من خلال إبرام صفقة.. أفضل إبرام صفقة”. وأضاف أن الولايات المتحدة “في وضع حرج مع إيران، سيحدث قريبًا جدًا”.

لكن المؤشرات الأولية للاتفاق كانت غير مبشرة مع تصعيد ترامب للضغط على إيران بعد الضربات الأمريكية على الحوثيين محذرًا من أن “كل رصاصة يطلقها الحوثيون ستُعتبر، من الآن فصاعدًا، طلقة أطلقتها أسلحة وقيادة إيران” وذلك وفقا لما ذكره موقع “بيزنس إنسايدر” الأمريكي.

وفي تصريحات لـ«بيزنس إنسايدر»، قال ريان بول، كبير محللي شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في شركة RANE لاستخبارات المخاطر إنه «للقضاء على المنشآت النووية الإيرانية، ستحتاج الولايات المتحدة وإسرائيل إلى تنفيذ ضربات متكررة بأسلحة بعيدة المدى مثل صواريخ كروز».

وقد تتطلب مثل هذه الضربات أيضًا قاذفة «نورثروب بي-2 سبيريت» الشبحية والتي تُعد الطائرة الوحيدة القادرة على حمل قنبلة “جي بي يو-57” الخارقة للذخائر الضخمة الأمريكية التي يبلغ وزنها 15 طنًا، وهي أكبر قنبلة أمريكية خارقة للتحصينات، وواحدة من أقوى القنابل غير النووية والتي سبق وقصفت مواقع أسلحة تحت الأرض مُحصنة تابعة للحوثيين في اليمن في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وقال بول: «سيكون ذلك إنجازًا كبيرًا في تاريخ الحروب إذا شهدنا ضربة إسرائيلية أمريكية مشتركة على إيران»، مضيفًا: «سيُعطينا ذلك فكرةً عن كيفية أداء هذه الأنظمة الأمريكية ضد روسيا والصين».

ووسط التراشق بين إدارة ترامب وإيران، أجرت قاذفة قنابل من طراز «بي-52 ستراتوفورتس» تابعة لسلاح الجو الأمريكي تدريباتٍ مع طائرات “إف-35” الشبحية ومقاتلات “إف-15” التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، كما أجرى سلاح الجو في البلدين عدة تدريباتٍ في السنوات الأخيرة استعدادًا لهجومٍ مُحتمل على إيران.

وكانت أكبر مناورة على الإطلاق هي مناورة “جونيبر أوك” في يناير/كانون الثاني 2023، عندما أسقطت طائرات الشبح الأمريكية والإسرائيلية من طراز إف-35، وطائرات بدون طيار، وقاذفات استراتيجية أمريكية، أكثر من 180 ألف رطل من الذخائر الحية.

وقال بول: “منحتنا مناورة جونيبر أوك نظرة ثاقبة على كيفية تطور سيناريو التصعيد الأقصى في ظل العمليات المشتركة بين إسرائيل والولايات المتحدة”.

ويتكون أسطول إسرائيل المقاتل من طائرات “إف-15″ و”إف-16” أمريكية الصنع من الجيل الرابع، وطائرات “إف-35” الأكثر تطورًا من الجيل الخامس من إنتاج شركة “لوكهيد مارتن”، لكنها لا تمتلك قاذفات ثقيلة قادرة على حمل ذخائر كبيرة خارقة للتحصينات.

أهداف الضربات

والهدفان الرئيسيان لأي ضربات سيكونان منشأتي تخصيب اليورانيوم تحت الأرض الأولى في نطنز وتقع في عمق الأرض، ومحمية بالخرسانة المسلحة في محافظة أصفهان بوسط البلاد، حيث أشارت صور الأقمار الصناعية عام 2023 إلى أن إيران حفرت أنفاقًا عميقة بالقرب من الموقع بحيث لا يمكن حتى لقنبلة” GBU-57″ تدميرها، أما المنشأة الثانية فتقع في فوردو وقد حفرتها إيران داخل جبل لبنائها بالقرب من مدينة قم المقدسة.

ويجب أن تكون الغارات الجوية الأمريكية الإسرائيلية جزءًا من حملة أوسع وأكثر تعقيدًا تستهدف أيضًا الدفاعات الجوية الإيرانية والصواريخ الباليستية بذخائر تُطلق من الجو والبحر، والمسيرات والهجمات الإلكترونية، وقد تكون الغارات محدودة، وفقًا لنيكولاس هيراس، المدير الأول للاستراتيجية والابتكار في معهد نيو لاينز.

كانت إسرائيل قد ألحقت بالفعل أضرارًا واسعة النطاق بدفاعات “إس-300” الجوية الإيرانية روسية الصنع خلال غاراتها الجوية في 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي وقد تكون جولة أخرى من الضربات، وخاصةً بمشاركة أمريكية، أكثر تدميرًا.

وإذا ترددت أمريكا وإسرائيل في شن حملة طويلة وإذا لم تستهدف الحملة الأمريكية الإسرائيلية الترسانة العسكرية الإيرانية على نطاق واسع، فقد تشن طهران ردًا انتقاميًا كبيرًا.

ولسنوات، امتلكت إيران أكبر ترسانة من الصواريخ الباليستية في المنطقة لكن هذه الصواريخ فشلت في إلحاق أضرار جسيمة خلال الهجمات على إسرائيل في أبريل/نيسان وأكتوبر/تشرين الأول 2024 إلا أنها لا تزال قادرة على تهديد القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط أو إجبار إسرائيل على إنفاق المزيد من صواريخها الاعتراضية الباليستية عالية الارتفاع من طراز “آرو” باهظة الثمن والمحدودة العدد لصدّها.

وقال بول “من الممكن أن تتجاوز إيران أسوأ السيناريوهات وتعيد بناء نفسها”، لأن القنابل والصواريخ قد تفشل في تدمير جميع أجهزة الطرد المركزي الإيرانية المستخدمة لتخصيب اليورانيوم.

هيراس من معهد نيولاينز أضاف: “لا شك أن حملة عسكرية أمريكية إسرائيلية مشتركة ضد البرنامج النووي الإيراني ستكون واحدة من أكبر الحملات، وبالتأكيد الأكثر تقدمًا من الناحية التكنولوجية، في تاريخ البشرية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى