تراجع “التشييد” في أمريكا يفوق التوقعات.. مؤشر يثير الشكوك

سجل الإنفاق على التشييد في الولايات المتحدة هبوطا غير متوقع في مايو/أيار الماضي، متأثرا بتراجع الإنفاق على مشاريع التشييد للقطاع الخاص، وهو ما يثير الشكوك في قدرة الاقتصاد الأول على التعافي السريع من تداعيات فيروس كوفيد-19.

وقالت وزارة التجارة الأمريكية، الأربعاء، إن الإنفاق على التشييد انخفض 2.1%.

وعدًلت الوزارة البيانات لشهر أبريل/نيسان الماضي لتظهر أن الإنفاق هبط 3.5% بدلا من 2.9% في البيانات الأولية.

وكان خبراء اقتصاديون استطلعت رويترز آراءهم قد توقعوا أن يتعافى الإنفاق على التشييد بنسبة 1.0% في مايو/أيار الماضي.

وتراجع الإنفاق على مشاريع التشييد الخاصة 3.3% ليغطي على زيادة قدرها 1.2% في الإنفاق على تشييد المشاريع العامة.

وهذ المؤشر يأتي فيما أكد مسؤولون أمريكيون أن أكبر اقتصاد في العالم بدأ بالتعافي في وقت أبكر من المتوقّع، لكن الاستمرار في طريق التعافي سيظل رهن كورونا وبإجراءات الدعم التي ستتخذها الحكومة الأمريكية.

وقال مستشار بارز للبيت الأبيض الإثنين إن الاقتصاد الأمريكي ما زال يتجه فيما يبدو نحو تعاف قوي على الرغم من انتكاسات في مساعي إعادة فتح الاقتصادات في بعض الولايات التي أغلقت لاحتواء فيروس كورونا.

وأبلغ لاري كودلو مدير المجلس الاقتصادي القومي قناة سي إن بي سي التلفزيونية “في الوقت الحالي الأمر يبدو جيدا جدا. نحن نتجه صوب تعاف قوي.”

وتابع: “هل هذا ربما يتغير؟ نعم ربما ونحن ننظر لهذا بعناية شديدة.”

وأدت قفزة في حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا في عدد من الولايات الأمريكية إلى تراجع عدد منها عن إجراءات لإعادة فتح اقتصاداتها.

وأثار هذا تساؤلات بشأن مدى السرعة التي قد يتعافى بها الاقتصاد الأمريكي من هبوطه العميق المرتبط بفيروس كورونا.

وقال كودلو إن الهدف الرئيسي لإدارة ترامب هو تقديم حوافز لتشجيع عودة المزيد من الأمريكيين إلى العمل.

وأعلن رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يوم الإثنين أنّ الاقتصاد الأمريكي بدأ بالتعافي في وقت أبكر من المتوقّع، محذّراً في الوقت نفسه من أنّ انتعاشه سيكون رهناً باحتواء وباء كوفيد-19 وبإجراءات الدعم التي ستتّخذها الحكومة.

وخلال جلسة استماع للجنة الخدمات المالية في مجلس النواب أمس الثلاثاء، قال باول إنّ “الطريق أمام الاقتصاد غير مؤكّدة بالمرّة، وستكون إلى حدّ كبير رهناً بنجاحنا في احتواء الفيروس”.

وأضاف أنه “من غير المرجّح أن يستعيد الاقتصاد عافيته بالكامل إلى أن يثق الناس بأنّه من الآمن الانخراط في مجموعة واسعة من الأنشطة”.

وإذ نوّه باول بأنّ الاقتصاد الأمريكي بدأ يتعافى أسرع مما كان متوقعاً، لفت إلى أنّ معدلات البطالة لا تزال أعلى بكثير ممّا كانت عليه قبل تفشّي الوباء.

وقال “لقد دخلنا مرحلة جديدة مهمّة وفعلنا ذلك في وقت أبكر مما كان متوقّعاً”، لكنّ معدّلات الإنتاج والتوظيف لا تزال في مستويات أقل بكثير مما كانت عليه قبل الوباء”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى