ترامب يشك بأن جون بولتون هو من يقف وراء التسريبات التي تفضحه
يشك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أنَّ مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون يحاول إيذاءه، وأنه هو من يقف وراء التسريبات التي تفضح الرئيس.
ورحل بولتون عن البيت الأبيض في شهر سبتمبر/أيلول الماضي، وتدهورت علاقته مع ترامب تدهوراً بالغاً، لدرجة أنَّهما تنازعا حول ما إذا كان قد استقال بمحض إرادته أم أُقيل رغماً عنه، وفقاً لما ذكره موقع Salon الأمريكي، الثلاثاء 15 أكتوبر/تشرين الأول 2019.
بولتون ينفي التُهمة
ويشك ترامب الآن في أنَّ بولتون هو الذي يقف وراء طوفان التسريبات الأخيرة التي تفضحه، حسبما ذكر موقع The Daily Beast الأمريكي.
إذ قال ثلاثة أشخاص على درايةٍ بمحادثات ترامب الخاصة، إنَّ الرئيس الأمريكي تكهَّن بأنَّ مستشاره السابق هو الذي يقف وراء الحسابات المجهولة التي أدرجت بولتون ضِمن قائمة كبار المسؤولين الذين انزعجوا بشدة من حملة الضغط على أوكرانيا.
وقال أحد المصادر: «كان (ترامب) يشير ضمنياً بوضوح إلى شخصٍ معيَّن حين قال: (يا إلهي! أتساءل من هو مصدر ذلك)».
وكان بولتون قد أكَّد للموقع الأمريكي في الشهر الماضي، أنَّ المزاعم بأنَّه مصدر التسريبات «غير صحيحة تماماً».
ولم يُعلِّق بولتون ولا البيت الأبيض على شكوك الرئيس الأمريكي، لكنَّ مات شلاب، صديق ترامب، قال للموقع الأمريكي إنه يعتقد أن التسريبات تأتي من «موظفين داخل الإدارة يكرهون ترامب»، لكنَّه أعرب عن عدم تيقُّنه من أنَّ بولتون هو الذي يقف وراءها.
وأضاف شلاب، الذي استقالت زوجته مرسيدس شلاب من منصب مديرة الاتصالات الاستراتيجية بالبيت الأبيض في يوليو/تموز الماضي، وصارت تعمل الآن في حملة ترامب الانتخابية، متحدثاً عن بولتون: «إنَّه أذكى من ذلك، مع أنَّه يدافع عن نفسه بشراسة».
«جنون الشك»
وقال الموقع الأمريكي إنَّ ترامب مصابٌ بجنون الشك حيال التسريبات منذ فترةٍ طويلة، لكنَّ شكوكه تعمقت منذ الكشف عن شكوى أحد المبلّغين عن مكالمة الرئيس الأمريكي مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في الشهر الماضي، والتي أسفرت عن بدء تحقيقٍ يهدف إلى عزله من منصبه.
وتضمنت الشكوى اتهاماً لترامب بأنه مارس ضغوطاً على زيلنسكي للإساءة إلى منافسه الانتخابي جو بايدن.
وعارض ترامب الاقتراحات التي نصحته بتشكيل فريقٍ قانوني خارجي من أجل التصدي للعزل، ويرجع أحد أسباب ذلك إلى أنَّه يجد صعوبة في العثور على محامين يساعدونه، وكذلك لأنَّه لا يثق بأي شخص آخر لتمثيله، باستثناء نفسه، ومحاميه رودي غولياني، الذي ربما يشارك معه في المؤامرات التي يحيكها.
وهذا النهج جعل حلفاءه الجمهوريين متوترين، إذ قال جون برابندر المستشار المخضرم في الحزب الجمهوري: «هناك مستوى معين من الإحباط، بسبب أنَّ الرئيس فجأةً يقول شيئاً ما، ثم يتحرك رودي، ولا يكون هذا متسقاً دائماً. لذا هناك شعور بالإحباط، لأنَّ الجميع لا يعرفون ما يتعين عليهم فعله. ليست المسألة أنهم لا يستطيعون الدفاع عن الرئيس، بل شعور بالإحباط، لأنهم لا يعرفون بالضبط كيف ينبغي لهم أن يدافعوا عنه».
ترامب يعتبر مسألة عزله «مؤامرة»
وذكر بعض الأشخاص الذين يعرفون ترامب، أنَّه يعتبر التحقيق الذي يهدف إلى عزله جزءاً من مؤامرة مستمرة لتقويض رئاسته، وأنَّ استجابته لما يحدث حتى الآن مدفوعةٌ بجنون الشك.
لكنَّ حلفاءه يشعرون بالقلق من أن هذا النهج يجعله غير قادر على قبول المشورة، والتركيز على أداء مسؤوليات منصبه الأخرى.
وقال سام نونبيرغ المساعد السابق في حملته الانتخابية: «من واقع تجربتي، يمكنني القول إنَّ ترامب يكره أن يكتب شخصٌ ما عنه أنَّه يشعر بأنَّه مُحاصَر بالانتقادات وأنَّه يشعر بكذا ويُفكِّر بهذه الطريقة. يكره أن يقول الناس ما يفكر فيه».
وذكر نونبيرغ أنَّ ترامب يُسرِّب أشياء عن نفسه لمواجهة تلك التسريبات الخارجية.
وأضاف: «إحدى أكثر حِيَلِه شيوعاً فيما يتعلق بالحديث عن نفسه دون الكشف عن أنَّه هو صاحب الحديث، هي أن يجعل أحد الصحفيين يقول إنَّ (صاحب الحديث شخص على دراية بأفكار الرئيس)».
وأكَّد نونبيرغ إنه لم يرَ أي تقارير حديثة تشير إلى أنَّ ترامب يطلب من الصحفيين التحدُّث على لسانه دون الكشف عن مصدره، لكنَّ الرئيس الأمريكي يعتمد على وسائل الإعلام لمحاربة عزله.
وقال مصدرٌ في مجلس الشيوخ مشيراً إلى رسالةٍ بريدية إلكترونية أرسلها البيت الأبيض إلى كل أعضاء مجلس الشيوخ، لإقناعهم بمقالة رأي كتبتها كيمبرلي ستراسيل في صحيفة Wall Street Journal: «يبدو أنه قلِق للغاية بشأن الحصول على تأييد أعضاء الحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ، لقد أرسل إليهم مقالة رأي منشورة في صحيفة Wall Street Journal تهاجم التحقيق الذي يجريه مجلس النواب».