تربى 38 عاماً في كنف عائلة أخرى! قصة فلسطيني هرَّبته أمه في “قدر طعام” لحمايته من مذبحة صبرا وشاتيلا
رصد تقرير نشرته وكالة الانباء الفلسطينية السبت 19 سبتمبر/أيلول 2020، قصة شاب اكتشف حقيقة جنسيته الفلسطينية بعد 38 سنة من حمله لوثيقة تثبت أنه تونسي وأنه نشأ في كنف أسرة لم تكن عائلته.
التقرير الذي نشرته الوكالة قالت إن أيمن بن هادية، اضطر إلى البحث عن جنسيته الحقيقية بعد وفاة السيدة التي رعته في بيتها، وكانت تقوم بمقام والدته وهي السيدة سميرة بن عبدالسلام بالإضافة إلى والده البديل أيضاً عبدالقادر بن هادية.
أسرته فلسطينية وليست تونسية: أشار التقرير إلى أن أيمن عثر على وثيقة سبق أن استلمتها السيدة التي قامت بتربيته وكذلك الرجل، تكشف أنهما تونسيان وليسا فلسطينيين وأنه فلسطيني وليس تونسياً وقد أصيب أيمن بن هادية بالصدمة جراء هذه الحقيقة.
اضطر الشاب الفلسطيني إلى البحث عن حقيقته، ما دفعه لاكتشاف أن الأسرة التي تربى في كنفها قد تبنته من منظمة التحرير بعد استشهاد والديه الفلسطينيين في مجزرة صبرا وشاتيلا، التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، وقوات الكتائب والميليشيا المتعاونة مع إسرائيل، في 16 سبتمبر/أيلول 1982، وراح ضحيتها ما يزيد على 3500 شهيد.
من جانبه، ووفقاً لتقرير الوكالة الفلسطينية، روى عبد القادر الذي كان يعمل مديراً في معهد الثقافة التونسي وتربطه علاقة قوية بمنظمة التحرير آنذاك لأيمن حقيقة ما جرى، وكيف عثر عليه مقاتلو المنظمة إبان المجزرة، بعد أن خبأته أمه عائشة داخل قدر لطهي الطعام بينما كان عمره ثلاثة أشهر، ومعه أوراقه الثبوتية، خوفاً من أن يتم قتله، ونقلوه إلى مقر المنظمة في العاصمة السورية دمشق مع باقي الأطفال الذين استشهدت عائلاتهم في المجزرة، وبقي هناك ثلاثة أشهر، قبل أن يأتي الزوجان التونسيان عبدالقادر بن هادية وسميرة بن عبدالسلام ويطلبا من المنظمة تبنيه.
وثائق الهوية الضرورية: بعد ذلك حصل الزوجان على الأوراق والوثائق اللازمة من مكتب منظمة التحرير، وتم عمل الإجراءات اللازمة بواسطة وزارة الخارجية التونسية لتسهيل دخول أيمن إلى تونس، وصار منذ ذلك الحين المواطن التونسي أيمن عبدالقادر بن هادية.
لكن في المقابل اضطر أيمن للبحث عن أسرته الفلسطينية بعد اكتشاف حقيقته، فسافر إلى لبنان ثم قام بزيارة قبري والديه الحقيقيين بعد أن سأل عن مكانهما فوجدهما مدفونين في مخيم شاتيلا في مقبرة جماعية.
تقرير الوكالة نقل عن أيمن قوله، أنه بكى بشدة أمام قبري والديه، فيما لم تتوقف رحلة بحث أيمن عن جذور عائلته، حتى اكتشف أن والده الحقيقي عبدالرحمن هاجر من غزة ثم إلى الأردن ثم إلى سوريا ثم إلى لبنان، ثم تزوج بعائشة وأنجب منها أيمن وطفلة.
كذلك أشار التقرير إلى أن أيمن يسعى للوصول إلى أخته في قطاع غزة والتي أعاقت القيود والحصار الوصول إليها فيما قالت شقيقته هدى الديراوي، وهي أم لخمسة أبناء وأربع بنات، وتسكن في المخيم الجديد بالنصيرات، أنها تحاول الوصول إلى نتيجة من إجراء اختبار “الدي إن إيه” للتأكد من أن أيمن هو شقيقها.