ثقافة وأدب
ترجمة إسبانية لديوان “أرقام سرية” لـ ميسرة صلاح الدين
ويُعَد “أرقام سرية” ثالث ديوان للشاعر المصرى ميسرة صلاح الدين، وأحد أعماله الرئيسية، نُشِرَ فى عام 2010 عقب فوزه بالجائزة الأولى لشعر العامية المصرية فى مسابقة الهيئة العامة لقصور الثقافة التابعة لوزارة الثقافة المصرية وترجمت عدد كبير من قصائده للإنجليزية والفرنسية والإيطالية.
ويتميز “أرقام سرية” بقصائده القصيرة التى تُكثِّف اللحظة الشعرية فى عبارات وتعبيرات قوية وصور بلاغية تنقل ما هو يومى ومُعاش إلى عالم الشعر وآفاق الفن الخالص، حيث يقدم في ثلاثة وعشرين قصيدة تجربة ذاتية وشخصية شديدة العذوبة، لكنها ترتبط على نحوٍ صادقٍ وفريد بتجارب الآخرين، فتعبر عن أفكارهم ومشاعرهم ببساطة تتسم بالغموض والعمق. يرسم الشاعر، طبقًا لشومان، صورًا تعتمد على لحظات إنسانية قوية ما بين الحب والخوف والفقد. لهذا فالقارئ يجد في القصائد ذكريات الطفولة ومعاناة الشباب وآلام الفقد والخوف من الموت وغموضه والأسئلة حول جدوى الحياة وضرورة استمرار العالم في إيقاعه العصري وهكذا، يتحاور الشاعر من خلال القصائد مع نفسه ومخاوفه، طارحًا أسئلة تورِّط القارئ في التفكير دون أن تتركه بسهولة بعد أن يمضي ويطوي صفحات الديوان. وهي ذاتها الأسئلة التي يطرحها إنسان العصر الحديث على نفسه طوال الوقت حول مختلف تجارب الحياة، دون أن يعثر على إجابات قاطعة.
وبالرغم من صغر حجم أرقام سرية وقِصَر قصائده، فهو يحمل بداخله روحًا يمتزج بها العمق والبساطة بشكل إنساني متفرد مما يدعو إلى التأمل في تفاصيل المشاعر والشخصيات والأماكن بسلاسة لا تخلو من الصدق والمتعة.
ومن أجواء الديوان
” أجمل نجوم السما
نِزل فـ إيدي اليمين
حسيت براءته فـ كفي
ونوره على وشي
غمّضت عيني .. إنما
روّض خيالي الشوف”
“النضارة السودة
القلب المتقفل دايمًا
بالأرقام السرية
العطر حيادي الإحساس
أنا دلوقتي
مسلح جدًا
ممكن أواجه كل الناس”
“بعد ما صرَّخ أوي مـ الخوف
خاف ليكون الناس شايفينه
غمَّى مشاعره
وكرمش عينه
مثِّل أنه ما بيصَّرخش
لكن الدنيا
عشان بتخوِّف
كل الناس ..حبُّوا التمثيل”
“من غير ما ابعت رسايل
قاعد..
مستنى…
رد”
وميسرة صلاح الدين شاعر وكاتب مسرحي ومترجم، صدر له العديد من الدواوين والمسرحيات الشعرية والغنائية، وحصل على عدد من الجوائز والتكريمات المحلية والعربية، كما شارك في العديد من المهرجانات والفعاليات الثقافية والفنية كمؤتمر الأدب السنوي الذي تنظمه جامعة كليفلاند الأمريكية، ومهرجان دبا الحصن للمسرح الثنائي بالشارقة، ومعرض أبو ظبي الدولي للكتاب، ومعرض القاهرة الدولي للكتاب وغيرها، ترجمت بعض من قصائده للغة الإنجليزية والإيطالية والإسبانية، وقدمت العديد من نصوصه المسرحية على خشبة المسرح، له إسهامات متنوعة في مجال الترجمة حيث ترجم عدد من الأعمال الأدبية الهامة، منها رواية “شوجي بين” الفائزة بجائزة البوكر العالمية للكاتب الأسكتلندي دوجلاس ستيوارت و”رسائل ستيفان زفايج”، ورواية “الناقوس الزجاجي” للشاعرة الأمريكية سيلفيا بلاث.