تركيا تغازل مصر: ندعو القاهرة للحوار بدلا من تجاهلنا
بعد نحو 7 سنوات من طرد مصر للسفير التركي بها، بدا واضحا أن أنقرة وعبر وزير خارجيتها مولود تشاووش أوغلو تحاول مغازلة القاهرة “لإعادة العلاقات بين البلدين”.
وفي تصريحات لمولود تشاووش أوغلو لقناة “إن تي في” التركية، الخميس، اعتبر أن “الطريقة الأكثر عقلانية لعودة العلاقات التركية المصرية، تكون عبر الحوار والتعاون مع تركيا بدلا من تجاهلها.”
وعلى عكس ما حاول رجب طيب أردوغان إظهاره على مدار سنوات، أقر تشاووش أوغلو بأنه أجرى اتصالات مختلفة مع مصر في السابق بتفويض من الرئيس التركي.
واعترف وزير الخارجية التركي “ضمناً” بثبات الموقف المصري تجاه القضية الليبية، بتأكيده أن “التوازنات في ليبيا أدت إلى توتر العلاقات قليلا والتي كان يسعى لتحسينها.”
ومضى الرجل الذي يعد لسان أردوغان في قوله: “عند النقطة التي وصلنا إليها، تطبق الطريقة الأكثر عقلانية، وهي إجراء حوار وتعاون مع تركيا بدلا من تجاهلها”.
وأبرزت وسائل إعلام تركية رغبة نظام رجب طيب أردوغان في “استقرار مصر دائما”، على حد قول وزير خارجيته، معتبراً أن العالم العربي والإسلامي والشرق الأوسط بحاجة لمصر قوية ومستقرة.
التلويح التركي بتحسين العلاقات مع مصر يأتي بعد أيام قليلة من أخذ الرئيس المصري زمام المبادرة في ليبيا، بإطلاق “إعلان القاهرة” والذي مثل خارطة طريق متكاملة لإيجاد حل سياسي للأزمة الليبية، والذي كان مشمولا بموقف مصر الثابت برفض الإرهاب واستخدام ليبيا كساحة لجلب المرتزقة والإرهابيين.
والسبت، أعلن الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح والمشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الليبي بالقاهرة عن التوصل لمبادرة شاملة ومشتركة لإنهاء الصراع في ليبيا.
وأوضح أن المبادرة تدعو لاحترام كافة الجهود الدولية وإعلان وقف إطلاق النار في ليبيا، مشيرا إلى أن وقف إطلاق النار سيبدأ من السادسة صباح يوم الإثنين المقبل.
وأكدت المبادرة المصرية على وحدة وسلامة الأراضي الليبية واستقلالها واحترام كافة الجهود والمبادرات الدولية وقرارات مجلس الأمن والتزام كافة الأطراف بوقف إطلاق النار.
وارتكزت المبادرة، التي لاقت ترحيبا واسعا عربيا ودوليا، على مخرجات مؤتمر برلين والتي نتج عنها حلا سياسيا شاملا يتضمن خطوات تنفيذية واضحة (المسارات السياسية والأمنية والاقتصادية) واحترام حقوق الإنسان واستثمار ما انبثق عن المؤتمر من توافقات بين زعماء الدول المعنية بالأزمة الليبية.
وفي 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2013، أعلنت الخارجية المصرية، سحب سفير القاهرة من أنقرة نهائياً، وتخفيض التمثيل الدبلوماسي معها، والطلب من السفير التركي المغادرة بسرعة باعتباره شخصاً غير مرغوب فيه.
آنذاك، قررت الحكومة المصرية تخفيض التمثيل الدبلوماسي إلى مستوى القائمين بالأعمال وهو المعمول به إلى الآن.
ودأبت تركيا على استضافة اجتماعات لما يسمى “التنظيم الدولي للإخوان” الإرهابي، وهو ما اعتبرته القاهرة تعبئة وحشداً ضدها.