تركيا وإيطاليا تتفقان على إحلال السلام في ليبيا.. ومصر تدعو لاجتماع طارئ للجامعة العربية
قال وزير خارجية تركيا مولود تشاووش أوغلو، الجمعة 19 يونيو/حزيران 2020، إن بلاده ستعمل مع إيطاليا لإرساء سلام مستقر وعملية سياسية تفضي إلى نتائج في ليبيا. وأضاف أن على الحلفاء بحلف شمال الأطلسي أيضاً التعاون في شرق البحر المتوسط.
تشاووش أوغلو أضاف خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره الإيطالي، لويجي دي مايو، في أنقرة: “ندرك الدور الحاسم الذي تلعبه إيطاليا هنا (في ليبيا). نشكرهم على ذلك، حيث لعبوا دوراً متوازناً”.
وتدعم تركيا حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً في طرابلس. وتمكنت هذه الحكومة بدعم تركي، من صد هجوم استمر 14 شهراً على طرابلس، شنته قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة خليفة حفتر، بدعم من روسيا والإمارات العربية المتحدة ومصر.
وقال أوغلو إن إيطاليا لم تقف “إلى جانب الانقلابي حفتر مثل بعض دول الاتحاد الأوروبي، لكنها بذلت جهوداً صادقة من أجل وقف إطلاق النار و(دفع) العملية السياسية”.
وأضاف أنه أطلع نظيره الإيطالي على زيارته لليبيا التي أجراها الأربعاء، مع وفد تركي.
الوزير التركي أعرب عن رغبة تركيا في رؤية إيطاليا بمحافل ثنائية وثلاثية حول ليبيا، مبيناً أن أنقرة أبلغت روسيا ودول أخرى ذلك.
ومضى يقول إنه بوسع البلدين التعاون أيضاً في شرق البحر المتوسط، حيث تخوض أنقرة نزاعاً مع اليونان ولاعبِين إقليميِّين آخرين حول مكامن النفط والغاز في المنطقة.
تحدَّث تشاووش أوغلو، خلال المؤتمر الصحفي مع نظيره الإيطالي لويجي دي مايو، في أنقرة، قائلاً إن تركيا تريد أيضاً العمل مع إيطاليا لتلبية احتياجات ليبيا من الطاقة مثل الكهرباء.
تصريح الوزير الإيطالي: وزير الخارجية الإيطالي، لويجي دي مايو، شدد خلال المؤتمر الصحفي، على ضرورة التوصل إلى هدنة دائمة في ليبيا، تتجاوز “الخلافات المسلحة التي تفتح باب تقسيم البلاد”.
أشار دي مايو إلى أنه بحث مع نظيره التركي العلاقات الثنائية، إلى جانب ملفات ليبيا، والاتحاد الأوروبي، وشرق المتوسط.
دي مايو أكد ضرورة وقف الاشتباكات في ليبيا، ووقف تزويد الأطراف المتصارعة بالسلاح، وإخلاء البلاد من المسلحين المأجورين، وتطهيرها من الألغام والعبوات الناسفة؛ لإنقاذ حياة المدنيين.
أضاف: “دعمنا الخطوات التي من شأنها تطهير محيط طرابلس من الألغام، حيث كانت سبباً في وقوع ضحايا من المدنيين، وعلى ليبيا ألا تشكل بعد الآن خطراً على إيطاليا وأوروبا، من أجل هذا يجب إيجاد حل سياسي. نحن كإيطاليا، كما أفدنا في مؤتمر برلين، ندعم الحل السياسي برعاية الأمم المتحدة”.
وأعرب عن ترحيبه باستعداد الأطراف للجلوس من جديد إلى طاولة المباحثات، قائلاً: “نريد هدنة دائمة في ليبيا، يجب تجنيب البلاد الخلافات المسلحة التي قد تؤدي إلى تقسيم البلاد. من أجل هذا ينبغي في أقرب وقت، تعيين مبعوث خاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا”.
ولفت إلى أن بلاده تشارك في عملية “إيريني” الأوروبية بسواحل ليبيا، بقوات بحرية وجوية، بهدف إنهاء الصراع المسلح في ليبيا.
مؤخراً، حقق الجيش الليبي انتصارات، أبرزها تحرير كامل الحدود الإدارية لطرابلس، ومدينة ترهونة، وكامل مدن الساحل الغربي، وقاعدة الوطية الجوية، وبلدات بالجبل الغربي.
دعوة لاجتماع الجامعة العربية: بالتزامن مع التحرك التركي الإيطالي دعوة إلى اجتماع تلقت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، طلبا من مصر لعقد اجتماع افتراضي طارئ على مستوى وزراء الخارجية من أجل بحث تطورات الأوضاع في ليبيا.
حسام زكي، الأمين العام المساعد للجامعة، قال في بيان: “إن الأمانة العامة تلقت طلباً من وفد مصر لعقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، لبحث تطورات الأوضاع في ليبيا، وذلك عبر تقنية الفيديو كونفرنس”.
البيان أشار إلى أنه من المتوقع أن يُعقد الاجتماع خلال الأسبوع المقبل، “بعد أن حصل الطلب المصري على التأييد المنصوص عليه في النظام الداخلي، من جانب عدة دول”.