تعليق ترامب للمساعدات يفاقم معاناة الأوكرانيين «نفسيا»
تداعيات تعليق المساعدات الخارجية الأمريكية لم تتوقف على الواقع في ميدان المعركة بأوكرانيا فقط بل طالت الحالة النفسية للجنود.
ووفق صحيفة واشنطن بوست الأمريكية فإن برنامج ممولا من واشنطن كان يقدم استشارات نفسية وقانونية وطبية للجنود، بمن فيهم من يعانون من أزمات حادة قد تصل إلى التفكير في الانتحار، توقف بعد توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرا تنفيذيا الأسبوع الماضي، يقضي بتعليق معظم برامج المساعدات الخارجية الأمريكية لمدة 90 يومًا.
وبات كل من يتصل الآن بخط دعم المحاربين يتلقى رسالة مسجلة تقول: “خط الدعم غير متاح مؤقتًا. يشكر مركز قدامى المحاربين ثقتكم. سيعود المستشارون إلى العمل بمجرد أن يصبح ذلك ممكنًا”.
الصحيفة أوضحت أنه في حال استمر انقطاعه، فقد تتفاقم الأزمات النفسية التي يعاني منها الجنود.
هذه الخطوة المفاجئة من إدارة ترامب لتعليق المساعدات الخارجية دفعت العديد من الدول للبحث عن سبل لكيفية المضي قدمًا دون التمويل الذي حافظ على عمل البرامج الاجتماعية الأساسية لسنوات.
لكن أوكرانيا، كان الوضع أكثر سوءا، حيث أثارت التخفيضات تساؤلات حول مستقبل كل شيء، بدءًا من المساعدات الإنسانية لدعم الأفراد الأكثر تضررًا من الحرب مع روسيا، إلى التساؤلات بشأن استمرار واشنطن في تمويل الجيش الأوكراني.
وقد نشرت مؤسسة Veteran Hub، التي تعمل مع آلاف الجنود في جميع أنحاء أوكرانيا، نداءً لجمع التبرعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وتدير المؤسسة مركزين أحدهما في كييف، والآخر في مدينة فينيتسا وسط البلاد، حيث تخدم الأخيرة نحو 700 شخص شهريًا.
وإلى جانب الدعم الطبي والقانوني، يساعد المركز الجنود على إعادة الاندماج في المجتمع والبحث عن عمل مدني، لكن التخفيضات المفاجئة أجبرت المجموعة على إغلاق موقع فينيتسيا حتى إشعار آخر، وتعليق الخط الساخن تمامًا، وفقًا للصحيفة الأمريكية.
بالإضافة إلى تعليق التمويل لدعم منظمات أوكرانية مثل “مركز قدامى المحاربين”، الذي كان يدير الخط الساخن المغلق الآن، يؤثر التعليق أيضًا على تمويل برامج الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، التي قدمت أكثر من 7.6 مليار دولار كمساعدات إنسانية وتنموية لأوكرانيا منذ انطلاق العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في فبراير/ شباط 2022، بالإضافة إلى 30 مليار دولار من الدعم المباشر للميزانية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أوكراني، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، أن التعليق لم يؤثر على المساعدات الأمريكية المباشرة للميزانية، والتي تغطي تكاليف رئيسية مثل دفع رواتب الموظفين الحكوميين الذين يواصلون تشغيل البلاد رغم الحرب.
لكن العديد من البرامج الأخرى، التي تتراوح بين دعم المساعدات الإنسانية والمساعدة في مجال الطاقة إلى تمويل وسائل الإعلام والمبادرات المناهضة للفساد، قد توقفت.
يشار إلى أن تقييم التأثير الكامل للتعليق أمر بالغ الصعوبة نظرا لرغبة العديد من المنظمات التي تأثرت بالقرار الإعلان عن ذلك، خوفًا من مواجهة تداعيات أثناء عملية المراجعة إذا بدا أنها انتقدت إدارة ترامب.