تعِد المهاجرين بأموال ووظائف.. عصابات تهريب البشر تنشط بشكل علني على إنستغرام
يستدرج مهربو البشر المهاجرين الإيرانيين نحو بريطانيا بوعدهم بوظائف وفيرة ذات أجور عالية، وترحيب حارّ من السكان المحليين غير العنصريين وطقس ممتاز، إذ تعلن عصابات المهربين صراحة عن مسارات هجرة إلى أوروبا وجوازات سفر مزورة أو مسروقة معروضة للبيع على إنستغرام ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى، فضلاً عن تصويرهم بريطانيا على أنها جائزة.
حسب تقرير لصحيفة The Times البريطانية، السبت 21 أكتوبر/تشرين الأول 2020، فإنه يعتقد أن الأسرة المكونة من خمسة أفراد والذين غرقوا في بحر المانش، هذا الأسبوع، في أثناء محاولتهم الوصول إلى إنجلترا، من الأكراد الإيرانيين، سافروا عبر أوروبا بمساعدة عصابات التهريب.
مأساة عائلة إيرانية
يتمكن المهاجرون الإيرانيون من الوصول إلى البحر المتوسط وأوروبا عبر تركيا، التي تشترك معها في حدود جبلية.
أقارب العائلة، التي غرق أفرادها هذا الأسبوع، يقولون لمنظمة Hengaw الحقوقية التي تمثل الأكراد في إيران وشمال العراق، إنهم اضطروا إلى السفر، بسبب الصعوبات الاقتصادية.
وكان الأب، رسول إيران نجاد، قد قال لإخوته إنه ينوي السفر إلى ألمانيا وسويسرا بعد اعتقاله وتفتيشه في اليونان. وقالوا إنهم لا يعرفون ما الذي دفعه إلى تغيير رأيه والتوجه إلى بريطانيا بدلاً من ذلك.
غير أن عصابات التهريب التي استعان بها إيران نجاد، والتي دفع لها نحو 26 ألف دولار وفقاً للعائلة، تملك شبكات ممتدة تضم عملاء ينظمون القوارب في بحر المانش.
“الكل يعرف من هم”
في السياق نفسه، قال مهاجر إيراني تمكن من الوصول إلى بريطانيا، إن الرسوم الإضافية، التي تصل إلى نحو 2300 دولار لكل عملية عبور، تستحق عناء الترويج لبريطانيا.
الشخص نفسه صرح بأنهم “يقولون لهم وجهاً لوجه، إنه من الأفضل الذهاب إلى بريطانيا. وهذا لأن ذلك يوفر لهم مزيداً من المال. ويظن المهاجرون أنها ستكون جنة، وأنهم سيحصلون على المال والمساعدة من الحكومة”.
كما قال المهاجر السابق، الذي طلب عدم ذكر اسمه للحفاظ على سلامته، إن عصابات المهربين تعمل من إيران ومعسكرات بشمال فرنسا ومحلات صرافة في لندن.
وأضاف : “الكل يعرف من هم”، وتساءل عن سبب عدم اتخاذ أي إجراء لوقفهم. وقال إن العديد منهم ارتكبوا جرائم أخرى، من بينها جرائم جنسية بحق المهاجرات.
تصعب مراقبتها
من جانبها، تقول إيران إنها تعمل مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، الذي عرَّف إيران على أنها نقطة عبور مهمة لمهربي البشر، فيما شجب المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي هذه المشكلة علناً.
غير أنه في تقرير صدر العام الماضي، قالت المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود، إن طول الحدود الإيرانية الشمالية يجعل من شبه المستحيل مراقبتها بالكامل، وإن الحرس غالباً ما يتلقون رشاوى لغضّ الطرف.
وأضافت أن إعادة فرض الإدارة الأمريكية عقوبات مشددة على إيران زادت الطين بلَّة. وقالت: “إيران بدأت تعتمد من جديد على البضائع المهربة نتيجة العقوبات الجديدة”.