تفاؤل رغم العقبات.. رياح يناير تبشر بهدنة وشيكة في غزة
رغم استمرار بعض الفجوات بين طرفي مفاوضات هدنة غزة، إلا أن رياح التفاؤل هبت من العاصمة القطرية، مع وصول وفد إسرائيلي رفيع المستوى للمشاركة في المحادثات.
ونقلت شبكة «سي إن إن» الأمريكية، عن مصدر مطلع قوله، إن وفدًا إسرائيليًا رفيع المستوى، يضم مدير الموساد ديفيد برنياع، وصل إلى الدوحة، في أعقاب مؤشرات واضحة على تحقيق تقدم في مفاوضات الأسرى ووقف إطلاق النار.
فجوات
وبحسب المصدر، فإن المجالات التي لا زالت تشهد فجوات بين طرفي المفاوضات، هي: ممر فيلادلفيا – وهو شريط ضيق من الأرض على طول الحدود بين مصر وغزة – ووجود قوات الدفاع الإسرائيلية في غزة، وكذلك العبارات المتعلقة بنهاية الحرب.
وأوضح المصدر أن هناك فجوات أيضا بين قيادة حماس في غزة وقيادة الحركة في الخارج.
ويواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي التقى مبعوث الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف يوم السبت، ضغوطا من الإدارتين الأمريكيتين الحالية والمقبلة للتوصل إلى اتفاق بحلول 20 يناير/كانون الثاني الجاري.
ورغم هذه الضغوط، قال المصدر إن قرار إرسال وفد رفيع المستوى إلى محادثات الدوحة اتخذ لأن معظم الأطراف المشاركة في المفاوضات تريد التوصل إلى اتفاق، مضيفا أن الظروف مهيأة.
وفيما قلل المصدر من تأثير «الضغوط الأمريكية على دفع إسرائيل باتجاه إبرام اتفاق»، اعترف مسؤول إسرائيلي لشبكة «سي إن إن»، يوم السبت بأن الضغوط من جانب الولايات المتحدة محسوسة بوضوح داخل الحكومة الإسرائيلية.
ويضم الوفد الإسرائيلي -أيضا- نيتسان ألون، رئيس وحدة احتجاز الرهائن في الجيش الإسرائيلي، ورونين بار، رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك).
وبدا أن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود منذ أشهر، رغم جهود الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن. وفي الوقت نفسه، حذر ترامب من أن «الجحيم سوف يندلع» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن بحلول موعد تنصيبه في 20 يناير/كانون الثاني.
فرصة تاريخية
ورحب منتدى عائلات المختطفين بقرار إرسال الوفد الإسرائيلي، واصفا الخطوة بأنها «فرصة تاريخية لتأمين إطلاق سراح جميع أحبائنا».
وفي بيان صادر عنه يوم السبت، قال المنتدى: «لا تتركوا حجرا على حجر، وعودوا باتفاق يضمن عودة جميع الرهائن حتى آخر واحد».
يأتي هذا التفاؤل في الوقت الذي تستمر فيه حرب إسرائيل على حماس في غزة، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي يوم السبت عن مقتل أربعة جنود، شمال القطاع.
وشنت إسرائيل الحرب ردًا على هجمات حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 1200 شخص وأسر أكثر من 250 آخرين. فيما قتل على الجانب الفلسطيني ما لا يقل عن 46537 شخصًا وأصيب أكثر من 109571 آخرين، وفقًا للسلطات الصحية في غزة.
وفيما أطلق سراح العشرات من الرهائن كجزء من اتفاق قصير الأجل لوقف إطلاق النار في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، تعتقد الحكومة الإسرائيلية أن 98 رهينة لا يزالون محتجزين في غزة – وقد تم احتجاز جميعهم تقريبًا في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ويُعتقد أن العشرات منهم لقوا حتفهم.