تقرير: انقسام أوروبي في براغ حول سبل الاستجابة لأزمة الطاقة
في وقت تواجه فيه أوروبا أزمة حادة إثر تداعيات الأزمة الأوكرانية، واجه قادة الاتحاد الأوروبي في براغ أمس الجمعة انقسامات بشأن كيفية التعاطي مع أزمة ارتفاع أسعار الطاقة.
مخاطبا القادة الأوروبيين، حض الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي على فرض مزيد من العقوبات على قطاع الطاقة الروسي ومنح بلاده مزيدا من الأسلحة.
في حين ناقش القادة سبل حماية البنية التحتية الحيوية بشكل أفضل في أعقاب التسريبات من خطي أنابيب الغاز الروسيين-الأوروبيين نورد ستريم اللذين تعرضا لعملية “تخريب”، لكن الخلافات الحادة حول كيفية معالجة أزمة الطاقة كانت محور الاهتمام الرئيسي، حيث تجادلت الدول الأعضاء حول أفضل السبل لمحاولة خفض الأسعار، إذ تواجه أوروبا أزمة في الطاقة مع ارتفاع تكلفة توليد الكهرباء بشكل كبير بسبب الزيادة الهائلة في أسعار الغاز.
من جهته، قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال إن “روسيا أطلقت صاروخا من الطاقة على القارة الأوروبية والعالم”، حيث تسارع الحكومات في أنحاء الاتحاد لخفض فواتير المستهلكين، لكنها تعتمد على مصادر طاقة مختلفة وتنقسم حول الحلول.
وقال شارل ميشال على أن الاتحاد الأوروبي “لن يتعرض للترهيب” بعد أن حذر الرئيس الأميركي جو بايدن من خطر “نهاية العالم”.
هذا واقترحت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين “خارطة طريق” تشمل تدابير للمساعدة في تخفيف العبء، بما في ذلك اجراءات محتملة لوضع سقف لأسعار الغاز، دون الإجماع حول فعالية وضع سقف لأسعار الغاز، بينما أنه ليس من المقرر أن يتخذ القادة قرارا حاسما حول الموضوع حتى قمتهم في بروكسل في وقت لاحق من هذا الشهر.
من جانبه، قال المستشار الألماني أولاف شولتس قائلا: “سيكون لدينا الكثير من العمل هذا الخريف والشتاء ولن يكون الأمر سهلا”.
هذا وضغطت أكثر من نصف دول الاتحاد الأوروبي على التكتل لتحديد سقف لسعر الغاز الذي يصل إليها سواء عبر خطوط الأنابيب أو المسال، مع بدء فصل الشتاء في شمال الكرة الأرضية، لكن ألمانيا عارضت الخطوة حتى الآن خشية تسببها بتحويل مسار الإمدادات بعيدا عن أوروبا.
واعتبر رئيس الوزراء اللاتفي كريسيانيس كارينز أن “وضع سقف لسعر الغاز سيكون عظيما إذا تحقق، مع التنبيه من أنه لا يمكننا تعريض أمن الإمدادات للخطر”، متابعا: “لا يمكننا تحديد السعر بشكل يدفع الأطراف الأخرى لعدم بيع الغاز إلى أوروبا”، فيما تعرضت برلين لانتقادات شديدة من أعضاء الاتحاد الأوروبي لمماطلتها في هذه المسألة وبعدما أعلنت عن صندوق بمئتي مليار يورو (199 مليار دولار) لتمويل السقف الذي حددته للأسعار على الصعيد الوطني.
وعلق رئيس الوزراء البولندي ماتيوس مورافيتسكي قائلا: “رسالتي إلى ألمانيا هي أن تحافظ على وحدة الصف مع الباقين بأن على الجميع الاتفاق على عامل مشترك في الأوقات الصعبة”.