تكلفة إطلاق سراح مؤسس ويكيليكس.. لماذا أصبح جوليان أسانج مديناً بنصف مليون دولار خلال ساعات؟
إذ غادر أسانج بريطانيا على متن طائرة خاصة بعد أن وافقت السلطات الأمريكية على إسقاط طلبها بتسليم مؤسس ويكيليكس من المملكة المتحدة، وذلك عقب صفقة معه.
لكن حريته لم تكلفه سنوات حبسه الـ 5، ومعركة قضائية لـ 14 عاماً وحسب، بل أيضاً ديون تتجاوز النصف مليون دولار مقابل رحلة السفر وحدها، وقد أصبحت ديوناً يتحمل مسؤولية ردها إلى الحكومة الأسترالية.
يدين أسانج بمبلغ 520 ألف دولار مقابل رحلة نقلته من مطار لندن ستانستد (London Stansted Airport) إلى جزيرة سايبان، وهي عاصمة جزر ماريانا الشمالية، إحدى الكومنولثات الأمريكية في المحيط الهادئ.
إذ أشارت زوجته ستيلا إلى أن أسانج سيدين بمبلغ 520 ألف دولار للحكومة الأسترالية مقابل رحلة الطيران المستأجرة.
ولفتت إلى أنه لم يُسمح له بالسفر على الخطوط الجوية التجارية أو الطرق إلى جزيرة سايبان ومن ثم إلى أستراليا.
فيما بدأت في جمع التبرعات للمساعدة في سداد ديون زوجها، إذ كتبت عبر حسابها على موقع “إكس” (تويتر سابقاً): “نداء طارئ للتبرعات لتغطية دين ضخم بقيمة 520,000 دولار أمريكي للطائرة”.
مضيفةً: “رحلة جوليان إلى الحرية تأتي بتكلفة باهظة: سيتعين على جوليان دفع مبلغ 520,000 دولار أمريكي وهو ملزم بسداده للحكومة الأسترالية مقابل رحلة الطيران المستأجرة VJ199”.
وأنهت تغريدتها بكتابة: “أي مساهمة كبيرة أو صغيرة ستكون موضع تقدير كبير”.
وبالفعل كانت الاستجابة سريعة، إذ جمع رابط جمع التبرعات على Crowdfunder ما يزيد عن 300 ألف جنيه إسترليني (380 ألف دولار أمريكي) في أقل من 24 ساعة من بدء جمع التبرعات.
وقد رافق أسانج على هذه الرحلة محامٍ من ويكيليكس، وممثل عن الحكومة الأسترالية، وطبيب لمراقبة حالته الصحية.
فيما توقفت الرحلة المستأجرة في بانكوك للتزود بالوقود في طريقها إلى سايبان.
سافر أسانج إلى محكمة على جزيرة سايبان، حيث من المتوقع أن يقر بالذنب، يوم الأربعاء 26 يونيو/حزيران، بتهمة جنائية واحدة في صفقة ينال بها حريته ويتمكن من العودة إلى عائلته في أستراليا.
إذ اشترطت الصفقة إقرار أسانج البالغ من العمر 52 عاماً بالذنب بتهمة واحدة هي التآمر للحصول على ونشر معلومات تتعلق بالأمن الوطني، مقابل الحكم عليه بمدة قضاها بالفعل في سجن بريطاني، وكانت 62 شهراً (5 سنوات وشهرين)، والسماح له بالعودة إلى أستراليا.
وقال المدعون الأمريكيون إن أسانج أراد الذهاب إلى محكمة قريبة من وطنه أستراليا (على بعد حوالي 3,000 كيلومتر جنوباً)، ولكن ليس في القارة الأمريكية، كما أشارت النسخة الإنجليزية لوكالة “رويترز“.
التهم الموجهة إلى أسانج تستوجب بموجب القانون الأمريكي أن يواجهها بينما يكون في إقليم أمريكي، وفقاً لموقع شبكة Sky News البريطانية.
عن جزيرة سايبان النائية.. مستعمرة
سايبان هي عاصمة جزر ماريانا الشمالية (NMI)، وهي كومنولث أمريكي في غرب المحيط الهادئ يبدأ تقريباً على بعد 70 كيلومتراً شمال جزيرة غوام ويمتد عبر 14 جزيرة.
وتُعرف جزيرة سايبان الاستوائية في المحيط الهادئ بشواطئها الرملية وحطام السفن من الحرب العالمية الثانية.
بعد أن كانت مستعمرة لإسبانيا وألمانيا ثم اليابان، سيطرت الولايات المتحدة على الجزيرة في الحرب العالمية الثانية.
مثل غوام أو بورتوريكو، تعد جزر ماريانا الشمالية جزءاً من الولايات المتحدة دون أخذها الوضع الكامل للولاية.
فبعد عقود من السيطرة الأمريكية، صوت السكان في عام 1975 للانضمام إلى الولايات المتحدة كإقليم.
يبلغ عدد سكانها حوالي 51,000 نسمة وهم مواطنون أمريكيون ولكن لا يمكنهم التصويت في الانتخابات الرئاسية.
كما أن للإقليم مندوباً دائماً في مجلس النواب الأمريكي، رغم أنه لا يمكنه التصويت.
لكن جزيرة سايبان تضم أيضاً محاكم أمريكية، حيث سيدلي أسانج باعترافه في إحداها.
قضية جوليان أسانج
كان أسانج قد خاض معركة قانونية في المملكة المتحدة بشأن تسليمه، والتي شملت لجوءه إلى سفارة الإكوادور في لندن في العام 2012 قبل احتجازه في سجن بلمارش منذ مايو/آيار 2019.
أسانج أسس موقع ويكيليكس الذي كشف في العام 2010 عن أسرار حكومية ودبلوماسية للعديد من السياسيين والدبلوماسيين حول العالم، وكان أبرزها الملفات العسكرية الأمريكية المرتبطة بحربي العراق وأفغانستان.