تمتد لمدة 35 عاما… لماذا أصدرت السعودية سندات “يوروبوندز”؟
في أول إصدار لسندات يوروبوندز لعام 2020، كشفت وثيقة مصرفية عن إصدار المملكة العربية السعودية لسندات بقيمة 5 مليارات دولار مقسمة على 3 شرائح، لآجال تتراوح بين 7 و12 و35 عاما.
وبدأت المملكة تسويق السندات بسعر استرشادي 110 نقطة أساس للسندات التي مدتها 7 سنوات، وسندات الـ12 عاما عند سعر استرشادي في نطاق 135 نقطة أساس، و180 نقطة أساس للسندات التي تبلغ مدتها 35 عاما.
وعادت الحكومة السعودية لأسواق السندات، ضمن خطة لاقتراض 32 مليار دولار من الأسواق الدولية هذا العام، وجمعت 5 مليارات دولار في إصدار سندات جذب طلبات بـ20 مليار دولار، وتراوحت العوائد ما بين 2.54%، 2.88%، و3.84% على التوالي، وفقا لقناة “العربية”.
ويعد إصدار سندات لمدة 35 عامًا، المرة الأولى من نوعها في السعودية، وهو ما أثار عدة تساؤلات بشأن العوائد الاقتصادية التي يمكن أن تستفيد منها السعودية، والسبب وراء إصدار مثل هذه السندات.
سندات سعودية
وبعد إصدار السندات فوضت الرياض البنوك “Citigroup وMorgan Stanley وStandard Chartered” كمنسقين عالمين ومديرين رئيسيين للطرح.
وأشارت وكالة “بلومبيرغ” للأنباء إلى أن المملكة تسعى للاستفادة من انخفاض تكلفة الاقتراض حول العالم، إلى جانب سد جزء من العجز المتزايد في الموازنة بإصدار ديون خارجية بقيمة 32 مليار دولار على مدار العام.
وكانت السعودية قد أصدرت للمرة الأولى سندات مقومة باليورو، في يوليو الماضي، بعدما عينت الحكومة السعودية كلا من “غولدمان ساكس” و”سوسيتيه جنرال” كمنسقين عالميين ومديري دفاتر، لترتيب اجتماع مع المستثمرين العالميين، وذلك بحسب وثيقة صادرة عن أحد البنوك التي تقود العملية.
وحصل، آنذاك، كل من “BNP Paribas وMorgan Stanley وSamba” على تفويض المرتبين الرئيسيين ومديري الدفاتر، بحسب الوثيقة.
وأصدرت المملكة السندات على شريحتين، لآجال تتراوح بين 8 إلى 20 عاما. وكانت المملكة قد أصدرت سندات قيمتها 7.5 مليار دولار في يناير من العام الماضي.
الأول من نوعه
ماجد بن أحمد الصويغ، المستشار المالي والاقتصادي السعودي، قال إن “قوة الاقتصاد، والنظرة المستقبلية المستقرة للملكة دفعتها لإصدار سندات مقومة بالدولار لمدة 35 عامًا، كأول إصدار من هذا النوع”.
وأضاف في تصريحات أن:
“هذا الطرح هو الثامن للسعودية من السندات والصكوك الدولية المسعرة بالدولار، والتي بدأتها وزارة المالية في 20 أكتوبر/ تشرين الأول عام 2016، وكان آخر إصدار لها في سبتمبر/ أيلول من العام الماضي 2019”.
وتابع: “أصدر المملكة العربية السعودية ما يعادل من 52 مليار دولار سندات في الأسواق الدولية، وكان الإقبال عليها تاريخيًا، تجاوز الـ 4 أضعاف، بإجمالي قيمة مالية بلغت وقتها 202 مليار دولار”.
فوائد اقتصادية كبيرة
وعن سبب لجوء المملكة لإصدار هذه السندات، قال المستشار المالي والاقتصادي، إن “الهدف منه ذلك الطرح جمع التمويل اللازم لمشروعات قادمة لخدمة التنمية الوطنية والاقتصادية، وهو ما يعود بالرخاء على المواطن السعودي والمقيمين”.
وأشار إلى أن “السندات تدعم النظرية المستقبلية لرؤية المملكة 2030، ويمنها توفير الكثير من الوظائف للمواطنين والمقيمين، وتساهم في رخاء الأمة السعودية”.
وأنهى حديثه قائلًا: “بعض الدول تستخدمها لسد عجز الموازنة، لكن المملكة تثبت متانة اقتصادتها، ونظرتها البعيدة وثقة المستثمرين فيها، للاستثمار معها في أدوات الدين، والتي ترغب المؤسسات الحكومية ضخ أموالها فيها لضمان دخل ثابت، وسط ما تتمتع به المملكة من استقرار أمني وسياسي واقتصادي”.
تنويع مصادر الدين
من جهته قال عطا الله الشمري، الإعلامي المتخصص بالشأن الاقتصادي السعودي، إن “هذا النوع من السندات يعتبر تنويع لأدوات الدين لدى وزارة المالية، خاصة الدين العام”.
وأضاف في تصريحات : “إذا ما نظرنا للدين العام العام نجد بأنه سار بوتيرة معينة مع العجز ففي ٢٠١٩ وصل العجز إلى ١٣١ مليار ريال والدين العام ٦٧٨ مليار ريال وتتوقع وزارة المالية أن يكون العجز ١٨٧ مليار ريال في ٢٠٢٠، بينما سيصل الدين العام إلى ٧٥٤ مليار ريال، بينما سينخفض العجز في ٢٠٢٢ إلى ٩٢ مليار ريال وسيصل الدين العام إلى ٩٢٤ مليار ريال في ٢٠٢٢ وفق الخطة الاستراتيجية للدين العام للمملكة”.وتابع: “أن هذه التوقعات للدين العام للمملكة تجعل من تنويع مصادر وأدوات الدين مسألة مهمة وأعتقد هذا النوع من السندات التي امتدت لـ ٣٥ سنة ستكون مهمة لاسيما مع انخفاض الفائدة فهذا التوقيت موفق للوزارة”.
وكانت السعودية قد أصدرت العام الماضي نحو 12 إصدارا للصكوك المحلية، و3 إصدارات دولية. وبلغ إجمالي القروض خلال العام الماضي 118 مليار ريال، وملياري ريال لخدمة الدَين.