تهديد بالاغتيال../ قلق.. !
مشاكسات
سليم يونس
“إنها محاولة للإضاءة على الأحداث من زوايا أخرى، بقراءة تستهدف استنطاق الأقوال والتصرفات بما لا يفصح عنه ظاهرها، من خلال مشاكسة الظاهر من اللغة، بتفكيك محتواها عبر طرح الأسئلة المخالفة التي ربما لا ترضي الكثيرين، كونها تفتح نافذة للتفكير ربما المفارق… ولكنه الضروري، من أجل أن نعيد لفضيلة السؤال والتفكير قيمته…أليست مشاكسة”؟
تهديد بالاغتيال..
قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، إن الأمين العام لحركة “الجهاد الإسلامي”، زياد النخالة، “لن يكون بأمان أينما كان”.
وفي مقابلة مع قناة “كان” الإسرائيلية، أشار غانتس إلى الرحلة الأخيرة التي قام بها زياد نخالة إلى طهران وهدد بأن الأخير “لن يكون بأمان أينما كان بدون شهادة تأمين”.
مشاكسة.. ما الفرق بين أن تغتال مسؤولا فلسطينيا أو مناضلا ممن يواجهون الاحتلال منذ أن كانت الغزوة الصهيونية؟ ثم كم من مسؤول فلسطيني جرى اغتياله، لكن هذا الشعب المعطاء قادر على التعويض مباشرة، واستمر الاشتباك؟ لكن أليس الغدر هو أحد السمات التي تميز المشروع الصهيوني الإحلالي في فلسطين؟ ثم إذا كان المشروع الصهيوني وزارعيه قد عملوا على اغتيال الشعب الفلسطيني في كليته وفشلوا، فأليس من الطبيعي أن يمارس هذا السلوك ضد قادته ونخبه، وقد فعلت ذلك طوال العقود الماضية؟ ثم أليس من حق الفلسطينيين في سياق معركتهم ضد الاحتلال أن يستهدفوا قادته العسكريين والسياسيين كما يفعل الصهاينة؟ ثم ألم يمثل تصفية مناضلي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وزير السياحة الصهيوني السابق رحبعام زئيفي، في فندق ريجنسي في القدس المحتلة، في 17أكتوبر2001، بعد فترة قصيرة من اغتيال الأمين العام للجبهة الشهيد أبو علي مصطفي بتاريخ 27 أغسطس من ذات العام، مثالا على قدرة الشعب الفلسطيني على استعارة الأسلوب الصهيوني ووضع كبار الصهاينة محل استهداف أيضا؟
قلق..!
أعربت الأمم المتحدة عن قلقها الشديد بشأن العنف المتصاعد في الضفة الغربية المحتلة، داعية جميع الأطراف إلى إظهار التهدئة.
وهي نعبر عن القلق إزاء تصاعد العنف في الضفة الغربية المحتلة، “بما في ذلك مقتل ثلاثة فلسطينيين في نابلس وفلسطيني في الخليل خلال اشتباكات مع قوات الأمن الإسرائيلية”.
مشاكسة .. هل على الفلسطينيين أن يشكروا المنظمة الأممية على تكرمها إبداء قلقها على ما سمته العنف؟ لكن أين النزاهة في بعديها الفكري والأخلاقي في تصريح المتحدث باسم المتحدة عندما يخلط البديهيات اللغوية والقانونية والسياسية، بحديثة عن العنف كمعطى عام دون أن يحدد من هي الجهة التي تمارس العنف والطرف الآخر الذي هو ضحية هذا العنف؟ أليس العنف هو فعل أنتجه سلوك أحد طرفيه على الطرف الآخر؟ والسؤال يا منظمة الأمم المتحدة من هو الطرف الذي يعتبر ضحية هذا العنف؟ أليس هو الشعب الفلسطيني الذي تجاوز عدد ما قدنه نت شهداء منذ بداية العام حتى الآن أكثر من 150 شهيدا ، وأن من يمارس فعل العنف هو الكيان الصهيوني المحتل وفق قرارات الأمم المتحدة؟ ثم أليس الاحتلال هو أعلى أشكال العنف؟ ثم ألم يشرع ميثاق الأمم المتحدة للشعوب الواقعة تحت الاحتلال الحق في النضال بكل الطرق من أجل تحرير أرضها وصولا للحرية والاستقلال؟ ثم أليس معيبا أن لا تملك الأمم المتحدة الحد الأدنى من الصدقية، وتحدد أن الكيان الصهيوني باحتلاله الأرض الفلسطينية هو التجسيد المادي للعنف، وأن لا عنف مُجرَّم سوى عنف الاحتلال الصهيوني؟