تواجدوا قديماً وزادوا بعد سقوط الأندلس.. هرّبتهم إسرائيل سراً ضد رغبة الملك.. قصة يهود المغرب

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تويتر، أن المغرب وإسرائيل ستقيمان علاقات كاملة، ليكون المغرب آخر المُطبّعين حتى الآن، في سلسلة التطبيع الأخيرة التي بدأت بالإمارات والبحرين ووصلت إلى السودان ثم المغرب. ولكن بعيداً عن السياسة هناك تاريخ لليهود في المغرب يمتد إلى ما يقارب ألفي عام وفق بعض المؤرخين، ويطلق عليهم يهود المغرب.

إسرائيل كانت عنصريةً مع يهود المغرب وقلبت حياتهم رأساً على عقب

وبينما كان يهود المغرب أحد مكوِّنات بلاد المغرب عبر التاريخ، فقد جاء إعلان تأسيس إسرائيل عام 1948 بمثابة القنبلة بالنسبة لهم، فقد غيّر هذا الإعلان وضعهم تماماً، واضطر بعضهم إلى السفر لإسرائيل، مع نمو مشاعر العداء لليهود عموماً بسبب المجازر الإسرائيلية بحقّ العرب والفلسطينيين.

لكن إسرائيل أيضاً كانت عنصريةً تجاه يهود المغرب، فوفقاً لما ذكره المؤرخ اليهودي المغربي حاييم الزعفراني في كتابه “ألف سنة من حياة اليهود بالمغرب”، فقد وضعت القيادة الإسرائيلية شروطاً لهجرة المغاربة إلى إسرائيل. ففضَّلت قبول الشباب المعافين، الذين يمكنهم العمل، بينما تحتّم على المسنين والمرضى أن يظلُّوا في المؤخرة، بل مات كثيرون منهم قبل أن يحصلوا على فرص الهجرة.

يهود المغرب
ملك المغرب محمد السادس

عندما أُعلِنَت إسرائيل كان المغرب تحت الاحتلال الفرنسي، وعندما نال المغرب استقلاله حرصت السلطات على تطمين يهود المغرب، بل جعلت السلطات الهجرة إلى إسرائيل غير شرعية، وهنا بدأت إسرائيل تهرّبهم من المغرب في السر.

ذهب السلطان محمد الخامس، ملك المغرب حينها، إلى أبعد الحدود لتطمين اليهود على دينهم وثقافتهم، فعيّن وزيراً يهودياً في الحكومة، كما عيَّن وزيراً للبريد. ولكن في المحصلة النهائية، كانت إسرائيل في أواخر الخمسينيات، قد استطاعت تهريب نحو 30 ألف يهودي من المغرب بشكل غير شرعي، وعكس رغبة ملك المغرب.

ومن الجدير بالذكر أن ملك المغرب قد عارض عام 1940 تطبيق “قانون فيشي” المعادي لليهود، الذي حاولت تطبيقه فرنسا على يهود المغرب.

تواصلت الهجرات اليهودية إلى إسرائيل حتى بلغ عدد المهاجرين إليها من يهود المغرب 250 ألف يهودي مغربي. وقد كان عدد يهود المغرب حين الاستقلال المغربي 250 ألف نسمة، بما يوازي 10% من سكان المغرب.

يهود المغرب.. هل وصلوا من الأندلس أم قبل ألفي عام؟

بالطبع سيظهر على السطح سؤال عن أصل وجود يهود المغرب، فبينما يعتبر بعض المؤرخين أنهم وُجدوا بسبب هجراتهم من الأندلس بعد سقوطها، اعتبر البعض أنهم موجودون منذ ألفي عام أو أكثر.

تقول بعض المنظمات اليهودية، إن يهود المغرب يعود وجودهم إلى قرابة عام 580 قبل الميلاد، فبعدما دمّر البابليون القدس اضطر اليهود إلى الهجرة إلى شمال إفريقيا، واستقروا في منطقة الأطلسي المغربية. عاش يهود المغرب بين القبائل المغربية، التي يُعتقد أن بعضها اعتنق اليهودية فوسَّعوا دائرة يهود المغرب، أي إن يهود المغرب مغاربة وليسوا وافدين. وهكذا كلما حدثت أي أحداث كبرى لبعض مجتمعات اليهود نزحوا إلى المجتمعات اليهودية في المغرب، فهي الأكثر استقراراً لهم بالمنطقة.

كما كان المغرب دائماً ضمن النطاق الأندلسي باعتبار أنه البوابة الطبيعية للأندلس، وقد كان اليهود في الأندلس يتمتعون بوضعٍ ممتاز، فقد برز من بينهم أطباء وعلماء؛ بل وزراء في الدول الأندلسية المتلاحقة، حتى إن أحدهم وهو صاموئيل هاناجيد، كان وزير مملكة غرناطة.

وعندما بدأت محاكم التفتيش في الأندلس كانت تستهدف المسلمين واليهود معاً، وهكذا هاجر كثير من اليهود إلى المغرب واستقروا به، وبعضهم هاجر إلى الدولة العثمانية.وهؤلاء الذين هاجروا إلى المغرب والدولة العثمانية هم الذين يطلق عليهم اسم يهود “السفارديم”. وقد مرّ الزمان وتوالت الدول في المغرب، ولم يتبقَّ منهم سوى قرابة 3 آلاف يهودي، فيما كانوا يشكلون نحو 10% من سكان المغرب منذ 70 عاماً مضت فقط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى