تونس تسجل أول حالة وفاة بجرثومة “شيغيلا” القاتلة
سجلت تونس، الأربعاء، أوّل حالة وفاة بجرثومة ‘شيغيلا” في البلاد لطفلة تبلغ من العمر 8 سنوات، فيما يتلقى عشرات العلاج في المستشفى.
وأكّد المسؤول بوزارة الصحة التونسية، طارق بن نصر، أن الطفلة كانت تعاني من أعراض بكتيريا “شيغيلا”، وتوفيت يوم الأحد الماضي إثر تدهور حالتها، مشيرا إلى أنّه كان من الممكن إنقاذها لو تلقّت العلاج منذ بداية إصابتها لكنّ تأخر نقلها إلى المستشفى حال دون ذلك، حسب تعبيره.
وقال بن نصر في تصريحات إعلامية إن “بكتيريا ”شيغيلا” يمكن أن تؤدي إلى الوفاة لهذا يجب أخذ الاحتياطات اللازمة، خاصة غسل اليدين وتعقيم الخضروات والغلال قبل استهلاكها”.
ولفت إلى تسجيل 69 إصابة ببكتيريا “شيغيلا” في صفوف الأطفال تم نقلها إلى مستشفى الأطفال في “باب سعدون” بالعاصمة، وقد تماثلوا جميعهم للشفاء، نافيا وجود حالات في أقسام الإنعاش.
كما شدّد طارق بن نصر على ضرورة استشارة الطبيب بمجرد ظهور أعراض الإصابة، والمتمثلة في ارتفاع درجات الحرارة والإسهال وآلام البطن.
وكانت السلطات الصحية التونسية قد سجلت خلال الأيام الأخيرة، تزايدا في عدد الإصابات بجرثومة “شيغيلا” خاصة في صفوف الأطفال، في عدد من مناطق البلاد، وذلك بعد سنوات من اختفائها.
وأعراض الإصابة بجرثومة الجهاز الهضمي، تتمثل في الإسهال الحاد والدموي في بعض الأحيان وآلام البطن الشديدة والحمى والغثيان. وتنتقل الجرثومة عبر لمس الأشخاص المرضى أو استهلاك مياه ملوثة.
“شيغيلا” هي بكتيريا تصيب الجهاز الهضمي وتسبب الإسهال، وكانت منتشرة في الثمانينيات والتسعينيات في تونس، قبل أن تختفي لسنوات.
وتعتبر بكتيريا “شيغيلا” من الأمراض الخطيرة التي تسبب الجفاف لدى الأطفال، ومضاعفات صحية خطيرة، قد تؤدي للوفاة”.
وأدى تحسن ظروف الحياة، خاصة جودة المياه، إلى انحسار بكتيريا “شيغيلا” بشكل كبير، خاصة أنها تنتقل عبر المياه الملوثة أو الخضر والغلال المروية بالمياه الملوثة. ومن المرجح أن الجرثومة التي نقلت العدوى الجديدة في تونس، مستوردة.
وكانت منظمة الصحة العالمية حذرت في مارس/ آذار الماضي، من ارتفاع وصفته بغير العادي في عدد حالات بكتيريا “شيغيلا” المقاومة للأدوية على نطاق واسع.
وأُبلغ عن تلك الحالات في المملكة المتحدة وأيرلندا الشمالية، وعدة بلدان أخرى في الإقليم الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية منذ أواخر عام 2021، في النمسا، بلجيكا، الدانمرك، فرنسا، ألمانيا، أيرلندا، إيطاليا، النرويج، إسبانيا.
وتشيع تلك العدوى في المناطق المتسمة بتدني مستوى النظافة، وتنتقل للإنسان عن طريق أكثر من وسيلة، مثل الماء والغذاء الملوثين بها، كما تنتقل أيضا من جسم لآخر عن طريق التلامس.
وتنتقل العدوى عند ابتلاع بكتيريا شيغيلا، ويحدث هذا في حالات لمس الفم من خلال المخالطة المباشرة بين الأشخاص وهي الطريقة الأكثر شيوعًا لانتشار المرض. وذلك بحسب موقع “مايو كلينك”، الذي يوضح أنه في حالة عدوى شيغيلا الحادة، فإن المضادات الحيوية تقلل من مدة المرض.
على أن بعض الأنواع من بكتيريا شيغيلا مقاومة للأدوية. لهذا السبب، قد لا يُوصي طبيبك بتناول المضادات الحيوية إلا في إذا أصبحت العدوى حادة.