“جاؤوه وقالوا أنت مُصاب بكورونا واعتقلوه”! نيويورك تايمز: السعودية أوقفت نجل الملك الراحل عبدالله
كشفت صحيفة The New York Times، الجمعة 17 أبريل/نيسان 2020، عن أن السلطات السعودية اعتقلت نهاية الشهر الماضي الأمير فيصل بن عبدالله، نجل الملك السعودي الراحل، بحجة أنه مُصاب بفيروس كورونا.
اعتقال الأمير من منزله: الصحيفة الأمريكية أشارت إلى أن الأمير فيصل كان قد تولى رئاسة الهلال الأحمر السعودي، ونقلت عن 3 مصادر مقربة من العائلة -لم تذكر أسماءهم- أن توقيف الأمير حدث يوم 27 مارس/آذار 2020.
تنقل الصحيفة عن المصادر قولها إن أسرة الأمير فيصل لم تمتلك أدنى فكرة عن سبب احتجازه، وأشارت إلى أن ضباط أمن جاؤوا إلى منزله قرب الرياض وأخبروه بأنه مُصاب بفيروس كورونا المستجد (كوفيد -19).
تؤكد المصادر أن الأمير نفى أن يكون مُصاباً، “بل وأكد أنه كان يعيش في عزلة على أي حال”، لكنه مع ذلك اعتُقِل. وقال المقربون الثلاثة منه إن أسرته لم يَرِدْها شيء منه منذ ذلك الحين، ولا تعرف سبب أو مكان احتجازه.
تشير الصحيفة إلى أن اعتقال الأمير فيصل بن عبدالله يثير تساؤلات، إذ لم يكن من الشخصيات التي تتمتع بأي سلطة أو نفوذ كبير، على خلاف أمراء آخرين اعتقلهم وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، منذ ارتقاء والده العرش في عام 2015، عندما كان يوطد موقعه باعتباره الحاكم الفعلي للمملكة.
تضيف The New York Times أن الأمير فيصل، الذي يعيش منتصف عقده الرابع، “لم يقم بشيءٍ يُذكَر للفت الانتباه العام”، مضيفةً أنه سبق وأن تم احتجاز الأمير فترة قصيرة في فندق الريتز كارلتون عام 2017.
أحد المقربين منه قال إن الأمير فيصل تنازل عن بعض أصوله المالية للحكومة مقابل الإفراج عنه، وكان يعيش منذ ذلك الحين على ما تبقّى من ثروته.
اعتقال الأمراء: سبق أن شهدت المملكة، في منتصف سبتمبر/أيلول 2017، توقيف عشرات الأشخاص بينهم كُتّاب وصحفيون ورجال دين، أبرزهم الداعية المعروف الشيخ سلمان العودة وعوض القرني وعلي العمري.
بعد نحو شهر ونصف الشهر أوقفت السلطات، في نوفمبر/تشرين الثاني، عشرات الأمراء ورجال الأعمال والسياسيين لثلاثة أشهر، فقامت بسجنهم في فندق الريتز كارلتون الفخم في الرياض، ولم تطلق سراحهم إلا بعد التوصل لتسويات مالية.
كانت آخر حملة اعتقالات طالت أمراء بارزين في السعودية، قد حدثت في الأسبوع الأول من مارس/ آذار 2020، حيث أعلنت وكالة رويترز عن اعتقال الأمير أحمد بن عبدالعزيز، الشقيق الأصغر للملك سلمان، والأمير محمد بن نايف ابن شقيق العاهل السعودي، فيما ذكرت صحف غربية أن الاعتقالات طالت أيضاً الأمير نواف بن نايف.
الوكالة نقلت حينها عن مصدر خاص قوله إن “الملك سلمان وقّع على أمر الاعتقالات”، وأضاف أن المعتقلين يواجهون اتهامات بـ”الخيانة بسبب التحضير لمخطط للانقلاب على ولي العهد الأمير محمد بن سلمان”.
يُشار إلى أن السلطات السعودية لا تعلق على اعتقال الشخصيات الأميرية في البلاد، باستثناء الاعتقالات التي حدثت في الريتز كارلتون التي قالت عنها السلطات إنها جاءت لمحاربة الفساد.