جديد مقتل بن لادن.. نصيحة بايدن لأوباما في غرفة العمليات
رغم مرور 9 سنوات على مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، إلا أن العملية برمتها ما زالت حبلى بكل ما هو جديد.
جديد العملية التي استفاق عليها العالم يوم الثاني من مايو/أيار عام 2011، هي النصيحة التي قدمها الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن حين كان نائبا للرئيس الأسبق باراك أوباما.
نصيحةٌ بـ”التريث”، يقول بايدن إنه قدمها لأوباما والذي بدوره لم يأخذ بها، خلال متابعتهم للعملية التي نفذتها القوات الأمريكية، شمالي العاصمة الباكستانية.
أقوال بايدن جاءت في فيلم وثائقي لشبكة “سي إن إن” عن نواب الرؤساء في الولايات المتحدة، والذي من المقرر أن تبثه يوم السبت، بمشاركة كل من الرئيس المنتخب، وديك تشيني ، آل جور ، ودان كويل ووالتر مونديل.
“أرض الميعاد”
وكان أوباما نفسه تحدث في مذكراته “أرض الميعاد” التي نشرها الشهر الماضي، عن الأمر حين قال إن بايدن ووزير الدفاع وقتها روبرت جيتس، كانا قلقين من “العواقب الهائلة لفشل العملية”.
وعلى ذمة أوباما، نصحاه بايدن وجيتس “بتأجيل أي قرار حتى يكون عناصر الاستخبارات المشاركون في العملية على يقين بأن زعيم القاعدة موجود في ذلك المجمع” في إشارة للمبنى العسكري الذي كان يقيم فيه بن لادن في أبوت آباد شمالي، إسلام آباد.
ولطالما كانت نصيحة بايدن بشأن غارة بن لادن مصدر جدل خلال انتخابات هذا العام، التي فاز فيها المرشح الديمقراطي بشكل حاسم على الجمهوري دونالد ترامب.
جدلٌ فجره هجوم من قبل الجمهوريين بأن نائب الرئيس السابق عارض مقتل زعيم القاعدة تماما.
وفي مذكراته كتب أوباما عن بايدن الذي اختاره نائبا له في انتخابات عام 2008، بأن السيناتور ذا الخبرة الواسعة من ولاية ديلاوير، الذي يكبر الرئيس بـ19 عاما والرئيس السابق للجنة العلاقات الخارجية، سيكون مصدر النصيحة الأخير له، على صعيد القرارات الكبرى.
لكن في يوم الثاني من مايو/أيار 2011 لم يكن بايدن هو ذلك النصوح الذي جاء في مذكرات أوباما.
الانتظار واليقين
ففي روايته للأحداث لـ”سي إن إن ، قال بايدن “كان الرئيس يتجول في الغرفة.. أعتقد أنه كان هناك 17 شخصا حول الطاولة: مستشار الأمن القومي، وزير الخارجية، وكالة المخابرات المركزية، رئيس هيئة الأركان المشتركة، وصولاً إلى وزير الدفاع، إلخ”.
وأضاف “من وجهة نظري، كان هناك خيار واحد متبق: كان بالإمكان القيام بغارة أخرى منخفضة جدا.. التجسس على الموقع (المبنى العسكري) لتحديد ما إذا كان هذا بن لادن، لأنه مرة أخرى لم يكن هناك يقين”.
“نظرت حول الطاولة وقلت للرئيس لنمنحه مساحة، أعتقد أنه يجب عليك الانتظار”، يكمل بايدن حديثه عن ذلك اليوم.
ومرددا صدى أوباما مرة أخرى، أشار بايدن إلى أنه والرئيس أجريا نقاشا خاصا لاحقا نصح فيه الرئيس باتباع حدسه.
وهو ما جاء على لسان أوباما في مذكراته “كما كان صحيحا في كل قرار رئيسي اتخذته كرئيس، أقدر استعداد جو لمخالفة المزاج السائد وطرح أسئلة صعبة، والتي غالبا ما تكون من أجل إعطائي المساحة التي أحتاجها للمداولات”.
واليوم بعد مرور تسع سنوات على مقتل زعيم القاعدة، يقول بايدن إن أوباما “خاطر برئاسته بالكامل” حين قرر القيام بتلك العملية. “لكن الأمر تطلب شجاعة حقيقية، ولو كلفه الأمر (أوباما) لتتبع بن لادن حتى أبواب الجحيم ليقتله”.