آخر الأخبارتحليلات و آراء

جريمة معتقل سديه تيمان..تقول لنتنياهو..من هم الهمج..؟!

سليم الزريعي

ما جرى في معتقل سديه تيمان في صحراء النقب جريمة تعبر عن ذهنية شاذة يوجد بينها وبين القيم الإنسانية حالة قطع في بعديها العام والقانوني، وهي نتيجة هوس ديني لهذه الزمر المجرمة من فاشيي الصهيونية الدينية والصهيونية القومية والحريديم
وهي من ثم تعكس بالضبط جوهر السلوك الرسمي لهذا الكيان وترد على أكاذيب رئيس وزرائهم عندما تحدث عن الكيان الغاصب في الكونجرس بأن زعم أن كيانه يخوض في غزة الحرب ممثلا لقيم الحضارة في مواجهة ما سماها الهمجية، في حين أن ما جرى في فلسطين ولبنان وسوريا ومصر منذ عام 1948 ، وما جرى في غزة على الأقل منذ 7 أكتوبر الماضي، وما حدث في معتقل سديه تيمان في النقب يكشف أن كيانه وحثالاته البشرية من النواب وقطعان المستوطنين والجنود هي التي تمثل الهمجية بامتياز، وهو المجرم المطلوب لمحكمة الجنايات الدولية على رأسهم. بسبب جرائمه المستمرة التي لم يجف دم ضحاياها في قطاع غزة بعد، وسيكون بالتأكيد مصير كل أولئك الذين تعدوا على كرامة المعتقلين الفلسطينيين هو العقاب الذي سيلاحقهم أينما كانوا ، ناهيك عن أنهم سيكونون أهدافا مشروعة كمجرمين للمناضلين الفلسطينيين.
ومن ثم فإن على السلطة الوطنية الفلسطينية بصفتها الرسمية أن تتابع ظاهرة التعدي والتنكيل والقتل العمد ل 36 معتقلا جرت تصفيتهم حسب صحيفة هآرتس الإسرائيلية، منذ 7أكتوبر العام الماضي، أولا كقضية رأي عام لكشف من هم الهمج بالفعل ، وثانيا للجهات القضائية الدولية من أجل ملاحقة هؤلاء المجرمين أمام القضاء الدولي, وفي أي دولة توجد فيها فرصة لهذه الملاحقة الجنائية ،
ولأن حماس لا تملك تلك المكنة فإن عليها أن تدعم السلطة الوطنية الفلسطينية في ذلك بعيدا عن الحسابات الفصائيلة الضيقة، من أجل ملاحقة الكيان الفاشي العنصري عن كل جرائمه، وهي فرصة لفتح ملف مجازر غزة لتتبع نتنياهو وكل من أجرم في حق غزة وأهلها على مدار العشرة أشهر من المحرقة. التي ارتكبت فيها آلاف المجازر راح ضحيتها أكثر من 40 ألف شهيد و10 آلاف مفقود و90 ألف مصاب.ناهيك عن تدمير كل مظاهر الحياة في القطاع. على قاعدة أنه قد حان وقت الحساب في ظل انفضاح سلوكه الذي يعبر عن جوهره ككيان غاصب مجرم .
وقد كشفت محاولات نواب ومليشيات الوزير الإرهابي إيتمار بن جفير وزير الأمن القومي اقتحام مقر المحكمة في القاعدة العسكرية سدية تيمان لإطلاق سراح المتهمين وتواطؤ الشرطة معهم، من هم الهمج حقا. وعن أي كيان نتحدث.
وقد استشعر رئيس حزب العمل الإسرائيلي يائير غولان مدى خطورة هذا السلوك على تماسك الكيان كون المستهدف هو الجيش بما يمثل في نظره ، فطالب بسجن أعضاء الكنيست الإسرائيلي الذين شاركوا باقتحام قاعدة “سديه تيمان” العسكرية في النقب جنوبا، لإطلاق سراح المتورطين في التعدي الجنسي على أحد معتقلي غزة. واتهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بـ”تشكيل مليشيات مسلحة” داخل الجيش.
واعتبر غولان بأنه يجب التحقيق في تورط قادة بالشرطة وأعضاء كنيست ووزراء في محاولة الانقلاب، مضيفا:”مسؤولون كبار في الجيش أكدوا امتناع الشرطة عن إرسال تعزيزات إلى السجن لمدة 3 ساعات”.
و يمكن القول أخيرا إن هذا السلوك الشاذ وهذه العدوانية في تجلياتها المختلفة، إنما هي مكون أساس لثقافة وسلوك هذا القطيع الذى جرى استجلابه من عشرات الإثنيات من معظم دول العالم لتؤكد هشاشة هذا الكيان التي كشفتها حربه على غزة وتداعياتها عليه، التي تؤكد أن وجوده وجود مؤقت، وأن هذا الوقت قد قارب على النفاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى