جريمة وعد بلفور.. ونهاية الخرافة – 2
سليم يونس الزريعي
مدخل
إنه لمن التبسيط ربط وعد بلفور باللورد آرثر جيمس بلفور كشخص، كون ذلك التعهد هو تعبير عن إرادة ونية الدولة البريطانية في ارتكاب جريمة زرع كيان غريب مع سبق الإصرار والترصد في فلسطين، أقدمت عليها بريطانيا كدولة، ضد الشعب الفلسطيني صاحب الأرض حاضرا وعلى امتداد التاريخ. من أجل تمكين المستجلبين اليهود بكافة تنوعهم العرقي والقومي( تحت مسمى الشعب اليهودي)، فيما أَطلَقَ عليه المؤرخ اليهودي شلومو ساند المدرس في جامعة “تل أبيب” مسمى الـ”خرافة”.
الوعد الجريمة المستمرة
لكن من المهم أن وعي أن وعد بلفور لم يأتي كقفزة في الهواء، أو كهدية عابرة من قبل مسؤول أوروبي لطائفة معينة، بل أتى نتيجة عمل امتد طوال 120سنة استخدم فيها يهود أوروبا مختلف أساليب الدهاء السياسي والاقتصادي لتحقيق حلمهم على حساب الفلسطينيين أصحاب الحق والأرض(13).
وفي 2 نوفمبر1917 وافق مجلس الوزراء البريطاني، برئاسة ديفد لويد جورج، على إصدار وعد بريطاني لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، كُتب الوعد على صيغة رسالة من وزير الخارجية آرثر بلفور إلى اللورد الصهيوني ليونيل ولتر روتشيلد، باسم الحكومة البريطانية.
نص الوعد
دشنت الرسالة التي بعث بها وزير الخارجية البريطانية عام 1917 إلى اللورد روتشيلد أحد زعماء الحركة الصهيونية في تلك الفترة وعرفت فيما بعد باسم وعد بلفور، هي أول خطوة يتخذها الغرب لإقامة كيان لليهود على تراب فلسطين. وقد قطعت فيها الحكومة البريطانية تعهدا بإقامة دولة لليهود في فلسطين. وجاء في التعهد البريطاني (رسالة بلفور) التي أرسلها في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني سنة 1917.
عزيزي اللورد روتشيلد
يسرني جدا أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالته، التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وقد عرض على الوزارة وأقرته:”إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جليا أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى”.
ويكشف نص الوعد حالة الإنكار والعدوانية البريطانية المبيتة تجاه الشعب الفلسطيني صاحب الأرض، ذلك أن بريطانيا لم تستطع في نص الوعد أن تخفي عدوانيتها ونفاقها وكذبها وتنكرها لأبسط قواعد العدالة وهي تتآمر على الشعب الفلسطيني، وانعدام العدالة والنزاهة تبرز عندما تتحدث عن عدم الانتقاص من الحقوق المدنية والدينية لمن سماهم الوعد الطوائف وليس الشعب الفلسطيني، فيما هي تصادر وطنهم وحريتهم وتمنحها لمجموعة غازية، ولا تعاملهم على قدم المساواة كما تعاملت مع المستجلبين الصهاينة.
ويكشف الوعد عن نوايا بريطانيا المبيتة، عندما وعدت الصهاينة الذين بقوا في أوطانهم الأوروبية بحقوقهم السياسية كمواطنين في البلدان الأخرى، في حين تجاهلن في وعدها عن عمد منح هذه الحقوق للشعب الفلسطيني صاحب الأرض منذ الأزل)(14).
ويتجلى مستوى التآمر المبيت بشكل فاضح، عندما تتعهد الحكومة البريطانية لمن سمتهم، الشعب اليهودي، بينما تتجاهل الشعب الفلسطيني هو صاحب الأرض والمقيم فيها، في حين أن الحقائق التاريخية تؤكد أنه لا يوجد ما يمكن تسميته “شعب يهودي” وهي حقائق أكدها مؤرخون وعلماء آثار يهود مقيمين في فلسطين المحتلة.
وهاهو المؤرخ البروفسور شلومو ساند، أستاذ التاريخ في جامعة تل أبيب، يدحض مقولة( الشعب اليهودي) في كتابه “اختراع الشعب اليهودي” قائلا: إن الحديث عن شعب عاد إلى وطنه هي خرافة قومية فاقعة.
وهو يرى أن وصف اليهود كشعب مشرد ومعزول من المنفيين الذين “عاشوا في تنقل وترحال على امتداد الأيام والقارات ووصلوا إلى أقاصي الدنيا وفي نهاية المطاف استداروا مع ظهور الحركة الصهيونية كي يعودوا جماعياً إلى وطنهم الذي شردوا منه” ما هو إلاّ “خرافة”(15).
ويفند المؤرخ اليهودي ما وصفها بـ “خرافة الشعب اليهودي” بأن أرجع أصول ما يسمى بالشعب اليهودي إلى ” شعوب متعددة اعتنقت اليهودية على مرّ التاريخ في أماكن شتى من حوض البحر الأبيض المتوسط والمناطق المجاورة، وإن هذا يشمل أيضاً يهود اليمن (بقايا مملكة حمير في شبه الجزيرة العربية التي اعتنقت اليهودية في القرن الرابع الميلادي) ويهود أوروبا الشرقية الإشكنازيين (وهم من بقايا مملكة الخزر البربرية التي اعتنقت اليهودية في القرن الثامن الميلادي)(16).
النظرة الميثولوجية ( الأسطورة)
وكي يكشف مكمن ذلك الزيف وتلك الخرافة التوراتية، يعود ساند في بحثه آلاف السنين إلى الوراء، ساعياً إلى إثبات أن الشعب اليهودي لم يكن أبداً “شعبا عرقيا” ذا أصل مشترك، وإنما هو خليط كبير ومتنوع لمجموعات بشرية تبنت خلال مراحل مختلفة من التاريخ الديانة اليهودية. وبحسب قوله فإن النظرة الميثولوجية( الأسطورة) إلى اليهود كشعب عريق أدّت بعدد من المفكرين الصهيونيين إلى تبني فكر عنصري تماماً.
فيما يدحض البروفيسور زئيف هرتسوغ بدوره ، عبر علم الآثار زيف ما يسمى الحق التاريخي “الإسرائيلي”(17).
ذاهبا إلى أبعد من مجرد دحض مقولات الشعب اليهودي وارتباط اليهود بفلسطين إلى التأكيد أن التوراة التي يتكئون عليها لاختراع شعب يهودي هي “ميثولوجيا، أي(أساطير) وتزوير للتاريخ. لأن (الحفريات تدحض خرافة الشعب اليهودي، وتؤكد أن لا تاريخ يهودي في فلسطين)(18).
ويكشف عالم الآثار البروفيسور زئيف هرتسوغ أنه “بعد سبعين عاما من الحفريات الأثرية المكثفة في أرض فلسطين، توصل علماء الآثار إلى استنتاج مخيف وهو أن: الأمر مختلق من الأساس. فأفعال الآباء هي مجرد أساطير شعبية، ونحن لم نهاجر لمصر ولم نُرحّل من هناك. ولم نحتل هذه البلاد وليس هناك أي ذكر لامبراطورية داوود وسليمان، والباحثون والمختصون يعرفون هذه الوقائع منذ وقت طويل، ولكن المجتمع لا يعرف(19).
ومن ثم فإن السؤال ماذا تبقى من هذه الخرافة إذا كان مصدرها هو التوراة كونها الأساس الفكري لإقامة الكيان الصهيوني بجعله من مجرد كتاب ديني إلى برنامج عمل وكمصدر للتاريخ للادعاء بالحق التاريخي في فلسطين، في حين أن أغلبية الباحثين في هذا الحقل ترى في هذا الكتاب مجرد أساطير لا يمكن الاستناد إليها.
لا في كتابة التاريخ القديم لفلسطين، ولا في منح الحق لليهود في فلسطين(20). وقال البروفيسور زئيف شيف بصفته ابن للشعب اليهودي، وكتلميذ للمدرسة التوراتية، إنني أدرك عمق الإحباط النابع من الفجوة بين التوقعات وإثبات التوراة كمصدر تاريخي وبين الوقائع المكتشفة على الأرض(21).
ويكشف المؤرخ اليهودي أن التوراة “اختُلق” في أيام النفي البابلي، ذلك أن الحفريات في فلسطين لم تكتشف أي شهادة يمكن أن تؤكد هذا التسلسل التاريخي. بل إن الاكتشافات الكثيرة تقوض المصداقية التاريخية للوصف التوراتي.
التمكين البريطاني للصهاينة
بدايةً، يجب الإشارة إلى أهمية وعد بلفور بالنسبة لليهود، فوفق أكثر الاستفتاءات سخاءً مع الصهيونية، كان عدد اليهود في فلسطين في سنة 1922 نحو 83,000 نسمة، أي أنهم شكلوا 11¬% من سكان فلسطين، إلاّ إن عددهم وصل في سنة 1947 عشية قرار التقسيم إلى ما يقارب 650,000 نسمة، أي ما يعادل ثلث سكان فلسطين(22).
ويفضح هذه الفرق في عدد الصهاينة المستجلبين بين عام 1922 مع بدء الانتداب البريطاني وعام 1947 عملية التمكين التي مارستها دولة الانتداب ضد الشعب الفلسطيني وبالتالي، يتبيّن أن خلال الفترة السابقة كلها لوعد بلفور، هاجر إلى فلسطين بعض عشرات الآلاف فقط (شكلوا مع يهود فلسطين الأصليين قبل بداية الهجرة ما مجموعه 83,000 مثلما ذكرنا أعلاه)، في حين أن عدد المهاجرين اليهود زاد بنحو 600,000 مهاجر خلال العقود الثلاثة من الوجود البريطاني. وهذا بطبيعة الحال يدل على أهمية الدور البريطاني في إنشاء «الوطن القومي اليهودي» تنفيذاً لوعد بلفور الذي لم يكن مجرد تعبير عن تعاطف دولة عظمى مع فكرة الوطن القومي، وإنما تَحَوَل، مثلما نعلم، إلى وثيقة رسمية دولية تبنّتها عصبة الأمم عندما أقرّت صك الانتداب على فلسطين. ونتيجة توكيل الانتداب إلى بريطانيا، تحول الوعد من وثيقة دولية تتمتع بالإجماع الدولي في تلك الفترة إلى سياسة رسمية تنفذها دولة يسيطر جيشها على فلسطين(23).
والدور البريطاني في إنشاء «الوطن القومي اليهودي» تنفيذاً لوعد بلفور لم يكن مجرد تعبير عن تعاطف دولة عظمى مع فكرة الوطن القومي، وإنما تحول، مثلما نعلم، إلى وثيقة رسمية دولية تبنّتها عصبة الأمم عندما أقرّت صك الانتداب على فلسطين. ونتيجة توكيل الانتداب إلى بريطانيا، تحول الوعد من وثيقة دولية تتمتع بالإجماع الدولي في تلك الفترة إلى سياسة رسمية تنفذها دولة يسيطر جيشها على فلسطين.
ومن أهم التغييرات التي أدخلها البريطانيون كي يسهّلوا عملية إنشاء وطن قومي تلك التي تتعلق بقوانين الهجرة وملكية الأراضي، فتمكّن المهاجرون اليهود من الوصول إلى فلسطين بدايةً، ثم تمكنوا من اقتناء الأراضي والاستيطان فيها.
وبرعاية بريطانيا بدأ الاستيطان اليهودي والاستيلاء على الأراضي وتغيير ملامحها، واندلعت الثورة الفلسطينية عام 1936 وسحقها البريطانيون بوحشية، وبدأت الشكوك تحوم حول إمكانية نجاح المشروع الصهيوني وقيام دولة إسرائيل(24).
وقد اختارت بريطانيا لهذا الغرض مندوبها السامي الأول هربرت صامويل، من أصل يهودي وذا ميول صهيونية واضحة. فمباشرة بعد توليه المنصب، قام بإجراءات توحي بأن البلد ثنائي القومية، وكان على رأس هذه التغييرات الاعتراف الرسمي بالمؤسسات التمثيلية اليهودية مثل المنظمة الصهيونية العالمية، وما بات يُعرف لاحقاً باسم الوكالة اليهودية، بصفتهما ممثلين شرعيين ووحيدين، لا لليهود في فلسطين فحسب (وذلك ضمن البند 4 لصك الانتداب نفسه)، بل كممثلين لليهود ولمصالحهم أينما يكونوا، أي باعتبارهم ممثلين لأمة كونية فوق الجغرافيا. وقد يصح القول في هذه الحالة إن اليهود قبل أن يكونوا شعباً، كان لهم ممثلون معترف بهم على اعتبار أنهم شعب، أي أن التعامل معهم كأنهم شعب، حوّلهم فعلاً إلى شعب.
ممّا لا شك فيه أن المشروع الصهيوني لم يكن من الممكن أن يتحول من مجرد حلم يراود هيرتسل إلى مشروع عمل وبرنامج سياسي لولا تدخّل الدول الكبرى، وأساساً بريطانيا.
فالحرب الكونية الأولى منحت اليهود وعد بلفور، والحرب الكونية الثانية حوّلت الوعد إلى حقيقة(25).
نهاية الخرافة
إن عملية التمكين البريطانية للحركة الصهيونية تأكدت في عام 1948 في شكل الكيان الصهيوني، وذلك هو أحد أوجه الصورة ضمن وعد بلفور ونتائجه، أما الوجه الآخر للمشهد فخلاصته تقول، إنه بعد 104 سنوات من وعد بلفور و124 سنة من المؤتمر الصهيوني الذي عقد في بازل، فإننا نؤكد أن الكيان الصهيوني يعيش مأزقا وجوديا، كون أصحاب الأرض ما يزالون هم الثابت المستمر، فيما المتغير الذي اقتربت نهايته هو هذا الكيان الكولنيالي العنصري، وترجمة ذلك، مفادها أن نهاية الخرافة (أي وجود الكيان الصهيوني في فلسطين) قد اقتربت.
وهذا ليس تحليلا أو تنجيما ولكنه من واقع ما يقوله الصهاينة من مؤرخين وعلماء آثار وسياسيين وغيرهم، ومن ثم إذا كان صحيحا أن بريطانيا من خلال وعد بلفور قد تمكنت من استجلاب معتنقي الديانة اليهودية واحتلال فلسطين فإن الصحيح الذي سيضع حدا لجريمة بريطانيا هول أن الشعب الفلسطيني الصامد الذي استخدم كافة أشكال النضال من أجل استعادة كامل وطنه على قرن ونيف ووضع حد لهذه الخرافة، قد استشرفه الكثير من نخبهم.
ولعل أحد أهم تلك المؤشرات على تلك النهاية هو الوجود الفلسطيني ذاته، خاصة في مناطق الـ48 الذي شكل دورهم النضالي صدمة بالمعني السياسي والفكري والنفسي لعتاة الصهاينة في أحداث سيف القدس، وهي ظاهرة صدمت أغلب الخبراء والقيادات السياسية الصهيونية إلى الحد الذي حذر معه الرئيس الصهيوني رؤوفين ريفلين Reuven Rivlin من حرب أهلية على قاعدة أن فلسطيني الـ 48 يحملون الجنسية الإسرائيلية بحكم الاحتلال.
فيما يندم المؤلف والباحث الإسرائيلي ياكوف شاريت ابن موشي شاريت أحد مؤسسي الكيان، “على المشروع الصهيوني بأكمله” ويكشف أنه من الناحية النفسية كان ثمة ترقب ليوم سيئ سوف يأتي ويضطرون للمغادرة مع حقائبهم(22).
وكتب منذ بضعة أعوام، المثقف اليهودي الأميركي، بنجامين شوارتز، مقالا لافتا بمجلة أتلاتنك منثلي، بعنوان: هل تعيش إسرائيل مائة عام؟
بل إن رئيس الكنيست الإسرائيلي الأسبق أبراهام بورج تحدث في كتابه الشهير “مواجهة هتلر” عن النهاية حيث يقول بورج: في تاريخ اليهود الوجود الروحي أزلي بينما الوجود السياسي مؤقت وإسرائيل مؤقتة(23).
ويكشف افيغدور ليبرمان وزير الأمن السابق ورئيس حزب (إسرائيل بيتنا) عما اعتبرها حقيقة صادمة، وهي أن ما يعتبرونه أقوى جيش في المنطقة، المفتوح على الترسانة العسكرية الأمريكية والبريطانية والألمانية قد هزمته المقاومة المحاصرة في غزة بقدراتها المحدودة نتيجة الحصار، فكيف سيكون المصير في حال الحرب مع حزب الله أو إيران)(24).
فيما يكشف بعض رجال الأمن السابقين عبر توتير، عن شعور اليأس والخوف فيقول أفراييم هليفي، رئيس جهاز الموساد السابق “نحن على أبواب كارثة. إنه ظلام ما قبل الهاوية”.
أما مئير دغان، رئيس جهاز الموساد السابق فيصرح: “إنني أشعر بخطر على ضياع الحلم الصهيوني”.
ويتحدث كارمي غيلون، رئيس جهاز الشاباك السابق عن “خراب إسرائيل”، إذا استمرت ما سماها” السياسات المتطرفة ضد المسجد الأقصى التي ستقود إلى حرب يأجوج ومأجوج ضد الشعب اليهودي”(25).
وقال روني دانييل المحلل العسكري في القناة 12 الثانية: “أنا غير مطمئن أن أولادي سيكون لهم مستقبل في هذه الدولة، ولا أظن أنهم سيبقون في هذه البلاد”.
وبدورة قال المحلل السياسي المعروف في قناة 12 أمنون أبراموفيتش، “إن أخطر ملف تواجهه إسرائيل هو ليس ملفات فساد نتنياهو، وإنما الأخطر منها هو ملف خراب إسرائيل الثالث”(26).
وينقل ناحوم برنييع، المحلل السياسي في صحيفة يديعوت أحرونوت كيف وصف صديقه المؤرخ اليهودي الأمريكي من أن “إسرائيل قصة قصيرة”.
وقال المؤرخ اليميني ابيني موريس: “إنه وخلال سنوات سينتصر العرب والمسلمون، ويكون اليهود أقلية في هذه الأرض إما مطاردة أو مقتولة، وكتب الصحافي المعروف يارون لندن في كتاب مذكراته، الذي صدر نهاية العام 2014: “إنني أعدّ نفسي لمحادثة مع حفيدي لأقول له إن نسبة بقائنا في هذه الدولة لن يتعدى50%.ولمن يغضبهم قولي هذا فإنني أقول له إن نسبة 50% تعتبر جيدة، لأن الحقيقة أصعب من ذلك”.
من جهته أعلن افيغدور ليبرمان الوزير اليميني فشل المشروع الصهيوني في عمليات التهويد الفكري والسياسي والمجتمعي بطمس الهوية الوطنية الفلسطينية والشعور القومي لدي الفلسطينيين في المناطق المحتلة عام 1948،
ولعل في سؤال ليبرمان الذي وجهه بعد معركة سيف القدس والهبة الفلسطينية الشاملة، إلى كل مستجلب من الخارج، وهو منهم؛ في مقاله له في صحيفة معاريف، عندما كتب: “أقترح على كل مواطنٍ في إسرائيل أن يسأل نفسه: إذا كان هذا هو وضعنا في مواجهة حماس، فما هو موقفنا في مواجهة حزب الله وإيران؟ ما يشير إلى أن المستقبل في الكيان يسير نحو النهاية الحتمية، وهي بالضرورة نهاية كل مشروع أسس على الكذب والخداع، كون المقدمات هي التي تحدد النتائج سلبا أو إيجابا، والمشروع التوراتي الصهيوني بني على الخرافة، ومصيره بالتأكيد سيكون كذلك.
سؤال ليبرمان المحمل بكل الخوف من المستقبل المشكوك فيه، يمكن بلورته في سؤال” مآل خرافة استمرار زرع الكيان الصهيوني في فلسطين” بعد مئة وأربعة سنوات من وعد بلفور، وهنا نستحضر إجابة السؤال مما قاله أو كتبه مؤرخون وعلماء آثار ورجال فكر وسياسيون وأصحاب رأي يهود ويهود إسرائيليون وصهاينة يهود وغيرهم ومن الوقائع التاريخية.
إن شرط الوصول إلى الإجابة العلمية الموضوعية لسؤال “مآل خرافة المشروع الصهيوني في فلسطين” ولتحصين الذاكرة وشحذ الوعي، فيما يسمى بـ”المسألة اليهودية” التي هي صناعة أوروبية، في حين أن أتباع الديانة اليهودية في الوطن العربي كانوا يعيشون حياتهم كمواطنين في بلدانهم كغيرهم، دون تمييز إثني أو ديني، إلى أن نجح المشروع الصهيوني الغربي من زرع مستجلبيه الأوروبيين في فلسطين عام 1948، هي في أن الكيان يحمل تناقضات تمس بنيته وهو كيان مأزوم، وأن الشعب الفلسطيني بوعيه وصموده وكفاحيته قادر على تعميق التناقضات داخل الكيان، وهو مع شروط مآزق الكيان الداخلية قادر على طي صفحة هذه الخرافة مع الوقت.
وومن ثم يمكن القول إن العامل المقرر في إنهاء الخرافة هو الشعب الفلسطيني، وهو ما بدا واضحا في رد المقاومة على العدوان الصهيوني على غزة في مايو 2021، الذي صدم الصهاينة على كل المستويات، مما جعل العديد منهم يتساءل هل اقتربت نهاية خرافة المشروع الصهيوني في فلسطين؟
المصادر
13- علاء البرغوثي، مصدر سبق ذكره.
14- الموسوعة الحرة ويكيبديا.
15- https://www.madarcenter.org/
16- https://www.madarcenter.org/
17- هآرتس 28/11/1999 https://www.facebook.com
18- البروفيسور زئيف هرتسوغ، علم الآثار يكشف زيف الحق التاريخي “الإسرائيلي”.
19- المصدر السابق ذكره.
20- المصدر السابق ذكره.
21- المصدر السابق ذكره.
22- مازن النجار، استمرار المأزق الوجودي للمشروع الصهيوني الاستيطاني بعد 66 عاما على قيامه، https://fairforum.org/
23- نفس المصدر السابق.
24- ياكوف شاريت نجل مؤسس إسرائيل، 16/1/2020، في حوار مع موقع ميدل إيست البريطاني، https://www.aljazeera.ne
25- مازن النجار، مصدر سبق ذكره.
26- ياكوف شاريت نجل مؤسس إسرائيل،مصدر سبق ذكره
27- صحيفة معاريف 14/5/2021؛ https://www.almayadeen.net/press/israel/
28- هآرتس، 14/5/2021،https://www.klyoum.com/
29- Jun 11, 2020•Twitter
30- Jun 11, 2020•Twitter