جمعوا المصاحف بغرفة وأحرقوها وسرقوا التبرعات! صدمة للجالية المسلمة بلندن بعد استهداف مركز ثقافي لها
وبدأت واقعة اقتحام معهد الفلاح بمقاطعة هايز في 26 سبتمبر/أيلول، حين حطم مُتسلّلون الباب الأمامي للمعهد، وعقب التفتيش، وجد الموظفون أنَّ صناديق التبرعات فُتِحَت عُنوة والمعهد تعرض لبعض الأضرار الداخلية.
ووفقاً للمعهد، تواصل الموظفون مع الشرطة بشأن عملية الاقتحام، لكن قيل لهم إنَّ الضباط مشغولون للغاية بحيث لا يمكنهم الرد.
ثم في وقت لاحق من تلك الليلة، أبلغت شركة أمن المركز فرقة الإطفاء المحلية بأنَّ حريقاً قد اندلع، بعد توقف كاميرات المراقبة عن العمل.
وقال الموظفون وأفراد المجتمع الإسلامي، لموقع ميدل إيست آي، إنَّ الحريق اندلع عندما جُمِعَت نسخٌ من القرآن الكريم في غرفة وأُشعِلَت النيران فيها.
فيما قالت مريم طارق، أمينة ورئيسة المركز، لموقع ميدل إيست آي: “كتبنا المقدسة، التي نتعامل معها بأقصى قدر من الاحترام، صارت الآن بقايا محترقة”، وأضافت مريم: “المشهد يُدمِي القلب؛ إنه اعتداء على جوهرنا الروحي والمجتمعي”.
وانتقد جون ماكدونيل، النائب العمالي عن منطقة هايز وهارلينغتون، لموقع ميدل إيست آي، الحادث، واصفاً إياه بأنه “عمل إجرامي مشين من أعمال التخريب”.
وقال ماكدونيل: “لا يمكننا التأكد من وجود دافع عنصري، لكن في الوقت نفسه علينا أن نأخذ هذا الاحتمال على محمل الجد. نحن مجتمع متعدد الثقافات ونفخر حقاً بالطريقة التي يعيش بها مجتمعنا في وئام معاً. لذلك فإنَّ هذه الواقعة بمثابة صدمة حقيقية. ومهما كان الدافع وراء هذا الهجوم، فلن نسمح له بأن يهزمنا”.
بينما قال متحدث باسم شرطة العاصمة لموقع ميدل إيست آي: “نتعامل مع الحريق على أنه حريق متعمد”، وأضاف المتحدث: “قبل عدة ساعات، أُبلِغنا بعملية سطو في نفس الموقع. ونتعامل مع الحادثين على أنهما مرتبطان”.
وقالت زُليخة رجا، أحد أمناء المعهد، لموقع ميدل إيست آي، إنَّ المجتمع المحلي كان في حالة حداد بعد الهجوم، وأضافت: “معهد الفلاح ليس مجرد هيكل، بل كان يمثل تطلعاتنا وأحلامنا”.
وتابعت: “التعاليم الدينية ودروس الطبخ كانت ركيزة أساسية للوحدة والنمو والمرونة”.
وافتتح المعهد أبوابه في لندن لأول مرة في عام 2011 وكان بمثابة مكان للصلاة والتعلم واللقاءات المجتمعية. ويقدم دروساً في اللغة الإنجليزية والرياضيات بالإضافة إلى القهوة الصباحية.
وقال أكبر مجلس إسلامي في المملكة المتحدة لموقع ميدل إيست آي: “لقد شعرنا في المجلس الإسلامي في بريطانيا بحزن عميق عندما سمعنا عن الهجوم والحريق المدمر في معهد الفلاح”.
وأضاف المجلس: “من غير المعقول أن يتحول المركز الذي كان مقراً للصلاة والتعلم واللقاء المجتمعي لمدة 12 عاماً إلى خراب”.
وأحدث الهجوم صدمة في أوساط الجالية المسلمة وتزامن مع موجة من الهجمات ضد المسلمين في بريطانيا.
وفي العام الماضي، كشف تقرير صادر عن منظمتي Muslim Engagement and Development وMuslim Census أنَّ نسبة صادمة تصل إلى 35% من المساجد تتعرض للهجوم مرة واحدة على الأقل في السنة.