أسلحة وعبارات قيل إنها وُجدت مع جثث جنود كوريين شماليين في ساحة القتال بأوكرانيا، تكشف عن عقليتهم وأسلوب تدريبهم واستراتيجياتهم في الحرب.
هذا ما ذكرته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، في تقرير لها
تقول الصحيفة إن القوات الأوكرانية أطلعت مراسليها على قائمة مكونة من 23 عبارة كورية وروسية، إلى جانب رسائل رأس السنة الجديدة مكتوبة بخط اليد ومنسوبة إلى زعيم كوريا الشمالية كيم كونغ أون.
تم تأريخ الرسالتين المكتوبتين بخط اليد اللتين تنقلان رسائل من زعيم كوريا الشمالية، في 31 ديسمبر/كانون الأول و1 يناير/كانون الثاني. وقد ترجمت “واشنطن بوست” الوثائق.
ووفق المصدر، تم العثور على هذه العبارات مع جثة جندي كوري شمالي كان يقاتل في منطقة كورسك الروسية.
خبايا قوات كوريا الشمالية
ولفتت الصحيفة إلى أن القوات الأوكرانية تستخدم مثل هذه الوثائق وغيرها من العناصر التي استعادتها من ساحة المعركة “لفهم عقلية الآلاف من القوات الكورية الشمالية التي كانت تهاجم مواقعها في الأسابيع الأخيرة، في أحدث تصعيد عالمي في الحرب بين روسيا وأوكرانيا”.
وترسم العناصر وروايات الجنود الأوكرانيين عن المواجهات مع القوات الكورية الشمالية صورة للقوات الكورية الشمالية السرية – التي لم تؤكد روسيا أو كوريا الشمالية وجودها – على أنها ذات دوافع عالية، ومنظمة، ومدربة تدريبا جيدا، ومجهزة بشكل أفضل من المشاة الروس، حتى مع معاناتهم من خسائر فادحة. وفق المصدر نفسه.
ولفتت الصحيفة إلى أنه عندما ظهرت القوات الكورية الشمالية لأول مرة في ساحة المعركة الشهر الماضي، صُعق الجنود الأوكرانيون من كيفية تحركهم في مجموعات كبيرة وعدم محاولتهم حتى الاختباء من الطائرات الأوكرانية بدون طيار.
وقال الأوكرانيون إن العديد منهم قُتلوا بسهولة في تلك الموجات الأولية، ولكن في المعارك التي تلت ذلك، أثبت الوافدون الجدد أنهم مستعدون للقتال ولياقتهم البدنية ورماة ماهرون.
التوقيت
ويبدو أن أوكرانيا حريصة بشكل متزايد على جمع الأدلة حول دور كوريا الشمالية في الحرب مع استعداد الرئيس المنتخب دونالد ترامب لتولي منصبه، اليوم الإثنين، سيما وأنه كان قد التقى زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، عدة مرات، خلال فترة ولايته الرئاسية الأولى.
وتنظر القوات الأوكرانية إلى هذه العناصر بأهمية بالغة بسبب مدى صعوبة القبض على الكوريين الشماليين واستجوابهم أثناء القتال.
وعلى عكس العديد من القوات الروسية، التي يقول الجنود الأوكرانيون إنها تستسلم طواعية في كثير من الأحيان، قاتل الكوريون الشماليون حتى الموت أو قتلوا أنفسهم بالقنابل اليدوية للتهرب من الأسر.
يقول فلاد، 31 عاما، وهو عضو في الكتيبة الأولى من فوج العمليات الخاصة الثامن في أوكرانيا، الوحدة التي أظهرت المعدات والوثائق لصحيفة واشنطن بوست: “يبدو أن روسيا اتبعت عقلية “الأفضل للضيف” عند إعداد حلفائها للمعركة”.
وأضاف “كان الروس مجهزين بشكل أسوأ بكثير. حاول الروس التباهي أمام الكوريين الشماليين”. على حد قوله.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، كشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن ما يصل إلى 4000 جندي كوري شمالي قُتلوا أو جُرحوا في الأسابيع الأخيرة، ولم يُقبض إلا على اثنين منهم على قيد الحياة.
يلعقون جراحهم
وفي الأيام الأخيرة، وبعد أسابيع من الهجمات المتواصلة، لم تظهر القوات الكورية الشمالية على ساحة المعركة تقريبا، كما تقول القوات الأوكرانية، حتى مع استمرار الهجمات الروسية. بحسب الصحيفة الأمريكية.
وقد يشير غيابهم المفاجئ إلى إعادة تجميع صفوفهم وتقييم تحركاتهم المستقبلية، أو قد يكون انعكاسا لإصابات واسعة النطاق وإرهاق بعد الهجمات الأخيرة.
يروي فيتالي، 25 عامًا، وهو جندي آخر في كتيبة القوات الخاصة وقضى ثماني ساعات محاصرًا في تبادل لإطلاق النار مع القوات الكورية الشمالية الشهر الماضي”أنهم يلعقون جراحهم”.
