حرائق واحتجاجات.. صرخات ألم تجار “قونية” تملأ سماء تركيا
وأضرم المحتجون النيران في الكراسي والطاولات الموجودة في محلاتهم تعبيرا عن سخطهم عن القرارات الأخيرة لوزارة الصحة التركية.
وفي وقت سابق أعلنت وزارة الصحة عن أن “قونية” من المناطق الخطرة بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد، وبناء عليه تقرر غلق الكافيهات والمطاعم ومحلات الحلوي وغيرها، إلا أن المواطنين لم يتقبلوا القرارات واحتشدوا غاضبين في ميدان “مولانا”، قائلين: إنهم يعيشون أوضاعًا اقتصادية مريرة بسبب طول فترة الغلق.
ووفقا لما نقله موقع” جازته دوفار” فقد أحرق أصحاب المطاعم والكافتريات الكراسي والطاولات مرددين “لم نعد نستطيع التحمل أكثر.. ارهقتنا الديون.. العدالة والتنمية لا يبحثون عنا إلا إذا أرادوا أصواتنا في الانتخابات أما الآن فلا يعبئون بنا.. مؤتمرات حزب العدالة والتنمية مكتظة.. هل الفيروس عندنا فقط؟!”.
وطالب المحتجون والي “قونية” وحيد الدين أوزقان ورئيس بلدية قونية أوغور إبراهيم الطاي بالسماع لشكواهم والعمل على حلها.
بيد أن قوات الأمن سرعان ما فرقت المحتجين بالغاز المسيل للدموع.
و في تعقيب على الأحداث، نشر فائق أوزتراك المتحدث باسم حزب الشعب الجمهوري على حسابه بموقع “تويتر” مقطع من الاحتجاجات وعلق قائلا: صرخات ألم التجار تعلو في كل شبر في البلاد.. أصحاب المطاعم احرقوا الكراسي في ميدان مولانا في قونية.
انهيار اقتصادي
وتعيش تركيا حاليا على وقع أزمة اقتصادية حادة نتيجة انخفاض قيمة عملتها المحلية مما تسبب في موجة غلاء وارتفاع التضخم.
وفقد الاحتياطي النقدي الأجنبي للبنك المركزي التركي 23 مليار دولار خلال عام واحد، ضمن محاولاته إنقاذ الليرة المتراجعة.
واستنادا إلى بيانات الاحتياطي النقدي الأجنبي للبنك المركزي التركي، أن صافي الاحتياطيات الأجنبية من النقد تراجعت حتى نهاية فبراير/شباط الماضي إلى 54.4 مليار دولار أمريكي.
وكان احتياطي النقد الأجنبي قد سجل 77.4 مليار دولار أمريكي في الفترة المقابلة من العام الماضي، أي أن حجم التراجع بين الفترتين بلغ 23 مليار دولار، وسط تراجع ثقة السوق المحلية بالعملة التركية (الليرة).
وفي أزمة أخرى قالت هيئة الإحصاءات التركية إن عدد الأفراد العاطلين عن العمل من سن 15 سنة فأكثر، بلغ 3.86 مليون حتى نهاية يناير/كانون الثاني الماضي.
وبلغ معدل بطالة الشباب في الفئة العمرية 15 – 24 سنة 24.7%، فيما بلغ معدل التوظيف 30.1% بالنسبة لفئة الشباب، مقارنة مع 37% كمتوسط عالمي، ما يعني أن النسبة الأكبر من العاطلين عن العمل هم من فئة الشباب.