حراك سياسي مستجد في لبنان…والتعويل على اتفاق يؤدي إلى انتخاب رئيس للجمهورية
تشهد الساحة السياسية اللبنانية حراكًا نشطًا على الرغم من دخول البلاد عطلة عيدي الميلاد ورأس السنة.
ويتصدر الحراك رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الذي التقى تباعًا كلا من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.
وكان باسيل بعد أن هنأ البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بعيد الميلاد المجيد، أعلن أنه “لا كلام الآن ولا عطلة بل سنعمل خلال الأعياد لنحاول أن يكون عندنا موقف متكامل في نهاية أول أسبوع من السنة”.
ويطرح هذا الزخم السياسي المستجد على الساحة المحلية، جملة أسئلة تتمحور حول إمكانية أن تتمكن القوى السياسية من إنجاز استحقاق الإنتخابات الرئاسية في الربع الأول من السنة الجديدة، بعد أن برزت مؤخرًا مطالبات محلية بتدويل الأزمة اللبنانية بسبب عجز القوى السياسية الرئيسية على الاتفاق على اسم موحد يتولى منصب رئاسة الجمهورية.
في هذا السياق قال عضو المكتب السياسي في التيار الوطني الحر وليد الأشقر، إن هناك مبادرة جديدة ستنطلق بعد الأعياد وستطرح أفكارا جديدة، آملًا أن يكون هناك إيجابية من باقي الأطراف.
وأضاف في تصريحات لوكاةـ”سبوتنيك”، أن “التيار الوطني الحر يعتبر أنه معني بانتخابات رئاسة الجمهورية ولا نقبل بالفراغ بمنصب رئاسة الجمهورية، ونحن الفريق السياسي الوحيد الذي يسعى ويقدم مبادرات للوصول إلى تسوية أو توافق سياسي معين لانتخاب رئيس للجمهورية”، لافتًا إلى أن “الآخرين متمسكين بعرضهم، وعلى سبيل المثال الفريق المتمسك بترشيح ميشال معوض ونحن نعلم أنه من سابع المستحيلات إيصاله إلى الرئاسة ولم يقبلوا لا بالجلوس على طاولة الحوار ولا أن يقدموا طروحات بديلة”.
وأوضح الأشقر أن “التيار قدم أكثر من طرح، وفي اللقاء الأخير عند البطريرك الراعي قال الوزير جبران باسيل إنه يوجد مبادرة جديدة سيطلقها بعد رأس السنة، وهذه المبادرة لربما تخرق جدار الصمت الحاصل في انتخابات رئاسة الجمهورية”، مضيفًا: “نتأمل أن نخرج من موضوع عدم تأمين الأكثرية لأي مرشح كان على أمل أن يكون لدينا مرشح يتم التوافق عليه ونركز في هذا الموضوع على نقطة أساسية أن الأهم من المرشح هو برنامجه”.
من جهته اعتبر الكاتب والمحلل السياسي، قاسم قصير، في حديثه لـ”سبوتنيك”، إنه “من الواضح أن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لديه اعتراضات على ما يطرح من أسماء لرئاسة الجمهورية وخصوصًا قائد الجيش العماد جوزيف عون ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية”.
وأشار إلى أنه “يحاول منذ فترة أن يطرح بدائل وهذا ما حصل خلال لقاءاته مع قيادة “حزب الله” عندما طرح فكرة عقد لقاء بينه وبين سليمان فرنجية من أجل اختيار شخصية أخرى، ولكن الحزب رفض هذا الأمر، وعند ذلك قام بسلسلة اتصالات خارجية خصوصًا مع القطريين والفرنسيين للبحث عن خيارات ولكن لم يتم الاستجابة له، من هناك لجأ إلى الخيار الثالث وهو البحث مع قيادات أو شخصيات حزبية أخرى مثل الحزب التقدمي الاشتراكي أو بكركي لطرح أسماء مثل اسم الوزراء السابقين زياد بارود وجهاد أزعور تحت عنوان اختيار شخصية تحمل مشروعًا إصلاحيًا في المرحلة المقبلة ولكن من الواضح أن الوزير باسيل همه الأساسي هو البحث عن خيارات تبعده عن خيار جوزيف عون أو سليمان فرنجية”.
وأوضح قصير أنه “حتى الآن ليس هناك استجابة واضحة لما يطرحه، ولا تزال الخيارات تتجه أكثر نحو إما العماد جوزيف عون أو سليمان فرنجية، ولكن بانتظار نتائج الاتصالاتـ، لأنه حتى القوى الأخرى المعارضة لفرنجية أو العماد جوزيف عون لم يتبنوا طرحًا آخر غير طرح ميشال معوض”، لافتًا إلى أنه طالما أن ليس هناك حراكًا بديلًا يبقى هو الحراك الأكثر واقعية اليوم، ولكن ليس هناك احتمال لحصول نتائج جدية لهذا الحراك.