حرب الأمصال.. إذا تم التوصل للقاح كورونا كيف سيتم توزيعه، وماذا سيفعل العالم مع أطماع ترامب؟
كيف سيتم توزيع اللقاح ضد فيروس كورونا إذا تم التوصل إليه، من سيحصل عليه أولاً، هل يمكن أن تنشب صراعات بسبب اللقاحات بحيث نشهد نزاعات أو حروب اللقاحات بعدما شهدنا حروب ودبلوماسية الكمامات.
في ظل اعتبار اللقاحات إحدى الطرق الفعالة القليلة للخروج من أزمة فيروس كورونا، تتزايد المخاوف من “تأميم اللقاحات” ومنع تصديرها بدرجة كبيرة، صحيفة The Guardian البريطانية.
كيف سيتم توزيع اللقاح ضد فيروس كورونا؟
وبينما تمثل كل خطوة من خطوات تصنيع لقاح واختباره وإنتاجه بكميات كبيرة تحدياً كبيراً، فإن القرارات السياسية والأخلاقية حول توزيعه بعد ذلك تطرح تحديات أخرى.
وتواجه الحكومات أسئلة حول كيفية الوصول إلى مقدمة قائمة الانتظار.
وكيف سيجري توزيع اللقاح النهائي؟ ومن يقرر ذلك؟ وهل ستذهب إمدادات اللقاح لمن يقدم سعراً أعلى؟ وهل تشتري الدول الغنية اللقاحات المحتملة بالفعل؟ وما الذي يمنع الحكومات من الاستيلاء على اللقاحات المصنوعة في بلادها بكل بساطة؟.
حروب اللقاحات
تقوم اللقاحات بتدريب جهاز المناعة لمنع الأشخاص من الإصابة بمرض، مثل Covid-19.
إذا أصبح عدد كافٍ من الأشخاص محصنين، فلن يتمكن الفيروس التاجي من الانتشار بشكل فعال ولن تكون هناك حاجة إلى اتخاذ تدابير للمسافة الاجتماعية.
وإذا كانت الدول قد تصارعت من أجل الكمامات، فإنه يخشى أن تنشب صراعات من أجل اللقاحات.
وكانت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد حاولت جذب العاملين في شركة CureVac التي تتخذ من مدينة توبنغن الألمانية مقراً لها، إلى أراضيها من خلال مدفوعات مالية ضخمة بغرض تأمين اللقاح للولايات المتحدة بشكل حصري، حسبما ذكرت صحيفة “بيلد أم زونتاغ” الألمانية.
ونقلت الصحيفة عن الدوائر الحكومية الألمانية أن ترامب يقوم بكل ما هو ممكن من أجل الحصول على اللقاح “للولايات المتحدة الأمريكية فقط”.
وفقاً للخبراء وصناعة اللقاحات، سيستغرق الأمر على الأقل عاماً لتوزيع اللقاحات على دول العالم من لحظة توفرها. وهذا يعني قائمة انتظار تمتد لـ12 شهراً، إذا سارت الأمور على ما يرام، بعد التوصل إلى لقاح.
يقول ستيفن جونز، وهو عضو كندي في فريق تمكن من تصنيع لقاح ناجح لعلاج الإيبولا: “الحقيقة هي أنه لا توجد عملية قائمة بغرض تنظيم توزيع اللقاحات”.
بعض قادة العالم يفكرون في كيفية توصيلها للدول الفقيرة
وقد رُصدت المشاكل المحتملة، وأبرزها، كيف سيتم توزيع اللقاح ضد فيروس كورونا؟
وفي يوم الجمعة 24 أبريل/نيسان، اتفق عدد من قادة العالم ورؤساء الجمعيات الخيرية ورؤساء صناعة اللقاحات، وكان من بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورائدة الأعمال الخيرية ميليندا غيتس (زوجة بيل غيتس)، على دعم مبادرة منظمة الصحة العالمية لضمان توزيع أي علاجات ولقاحات توزيعاً عادلاً على دول العالم.
وتوجد منظمات مهمتها المساعدة في التوزيع العادل للقاح، وأبرزها منظمة Gavi، التي تهدف إلى تيسير وصول اللقاحات إلى البلدان الفقيرة، وائتلاف “ابتكارات التأهب للوباء CEPI”، الذي تساعد المملكة المتحدة في تمويله.
ومع ذلك، يشعر البعض بالتشاؤم. يقول جونز: “يمكن لمنظمة الصحة العالمية أن تحاول النهوض بدور قيادي لكنها في وضع صعب. ويمكنهم محاولة تطبيق المبادئ التوجيهية الأخلاقية والمعنوية”.
كيف ستحاول الدول الكبرى والغنية الاستئثار باللقاح؟
من المحتم أن بعض الدول ستحاول اللجوء إلى “اتفاقيات الشراء المسبق” لتأمين إمدادات اللقاح، والدفع لمنتجي اللقاحات على أمل نجاح منتجهم. وتوفر مثل هذه الاتفاقيات الأموال اللازمة للبحوث، ولكن لا يوجد نظام لمراقبة تأثيرها على التوزيع العادل.
ومن الواضح أن خطر حظر تصدير اللقاحات أحد مصادر القلق. يقول توربيت، الرئيس التنفيذي لجمعية صناعة الأدوية البريطانية، إنه “سيكون خطأً كبيراً أن ينجرف قادة العالم إلى هذا النوع من التصرفات”. وهو يأمل أن تشجع الحاجة للقاحات عدة من مصادر عالمية متعددة التعاون الدولي: “كل دولة تريد أن يكون لها حصتها العادلة”.
وتعرض وزراء المملكة المتحدة على سبيل المثال لضغوط بالفعل لضمان استفادة بريطانيا أولاً من اللقاحات المكتشفة هنا (خاصة أن واحداً من أكثر مشروعات اللقاحات الواعدة تنفذها جامعة أكسفورد البريطانية).
لا مفر من طوابير الانتظار، فنحن نحتاج لمليارات اللقاحات
لسوء الحظ، لا مفر من أنه سيكون هناك طابور انتظار للقاح.
يقول تشارلي ويلر، رئيس قسم اللقاحات في منظمة Wellcome Trust: “لمدة عام على الأقل بعد إيجاد لقاح كورونا، من المحتمل جداً أن يكون هناك نقص في الإمدادات لتلبية الطلب العالمي الذي سيصل إلى مليارات الجرعات.”
يرسم توماس بروير، المسؤول الطبي الأول لشركة GSK Vaccines، صورة أكثر وضوحاً.
تعمل شركته مع شركة Sanofi العملاقة في مجال الأدوية لتطوير عملية إنتاج لقاح يمكن أن تقدم كميات كبيرة. “دعنا نقول إن نهج GSK-Sanofi نجح، رغم ذلك هذا وحده لن يكون كافياً لإمداد 20٪ من سكان العالم في غضون عام واحد” ، كما يقول.
ويضيف “يجب أن تدخل العديد من الحلول واسعة النطاق حيز التنفيذ إذا أردنا تلبية احتياجات سكان العالم على مدار عام إلى عامين. شركة واحدة وحدها لا تكفي».
البعض كان أكثر تشاؤماً بشأن أزمة اللقاحات المحتملة، وصعوبة إدارة التعاون العالمي مركزياً لتصنيع وتوزيع اللقاح.
إذ يقول ديفيد ساليسبري، المدير السابق للتحصين في وزارة الصحة البريطانية: ”هل يمكنك أن تتخيل منظمة الصحة العالمية تخبر دونالد ترامب أنه لا يمكنه الحصول إلا على عُشر اللقاح الذي يريده”. “بالتأكيد، سوف ينظر لمعرفة من يمكنه صنع لقاح بالكميات المطلوبة في أمريكا، ولن يدع اللقاح يخرج. وهذا سيحدث.”
وفي حين إن بعض القادة قد يحبذون تولي الأمور بمفردهم، يقول تشارلي ويلر، رئيس قسم اللقاحات في Wellcome Trust، إن مثل هذه التصرفات قد ترتد عليهم في نهاية المطاف: “بيت القصيد هو أنه طالما ظل كوفيد-19 خارج السيطرة في مكان ما، فإنه يهدد الجميع في كل مكان”.