“حرب القنصليات” تقود أسهم أوروبا لأكبر تراجع يومي في شهر
بدأت بورصات أوروبا في التخلي عن حالة التفاؤل التي سادتها خلال الأيام الماضية، بعد اتفاق زعماء أوروبا على حزمة تحفيز اقتصادي ضخمة بقيمة 750 مليار يورو.
سجلت الأسهم الأوروبية الجمعة أكبر تراجع يومي في شهر، إذ تدهورت المعنويات العالمية بعد أن أمرت بكين الولايات المتحدة بإغلاق قنصليتها في مدينة صينية ردا على خطوة مشابهة من واشنطن.
وفي الوقت الذي ساد فيه التراجع جميع القطاعات، كانت أسهم التكنولوجيا مثل ساب وإيه.إس.إم.إل في مقدمة الخاسرين بعد تواصل موجة بيع لنظيراتها في الولايات المتحدة.
ونزل المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 1.7%، مما يكبدها خسارة أسبوعية للمرة الأولى في 4 أسابيع. كما تسبب تصاعد وتيرة الإصابات بكوفيد-19 عالميا في ضغط في ظل قلق المستثمرين من أن إجراءات الاحتواء ربما تؤدي إلى قلب مسار نشاط الأعمال بعد تحسن.
أظهرت بيانات مؤشر مديري مشتريات اليوم أن قطاع الصناعات التحويلية في ألمانيا تفادى في يوليو/ تموز الانكماش للمرة الأولى منذ 19 شهرا، في حين أظهرت بيانات منطقة اليورو أن نشاط الأعمال في المنطقة عاود النمو.
وهبط المؤشر داكس الألماني 2%، في حين بلغت الأسهم القيادية في لندن أدنى مستوياتها في أسبوعين مع تجاهل المستثمرين بيانات أظهرت مبيعات تجزئة قوية ببريطانيا في يونيو/ حزيران.
وبعد 4 أيام من الشد والجذب والخلافات تمكن قادة أوروبا الثلاثاء من التوصل إلى اتفاق تاريخي، بشأن صندوق للتعافي بقيمة 750 مليار يورو وميزانية طويلة الأجل للتكتل قيمتها 1.1 تريليون يورو.
ووفقا لاتفاق زعماء أوروبا يقدم صندوق التعافي منحا لا ترد قيمتها 390 مليار يورو، و360 مليار يورو في صورة قروض.
وفي الوقت الذي كان يأمل فيه زعماء الاتحاد الأوروبي أن تساعد حزمة التحفيز في الخروج بالقارة العجوز من أكبر ركود اقتصادي منذ الحرب العالمية، استفادت الأسهم الأوروبية كثيرا، وصعدت مؤشراتها تفاؤلا بذلك.
لكن هذا لم يستمر طويلا في ظل تداعيات أخرى تمثلت في مخاوف تفشي أكبر لفيروس كورونا، وتحديدا في الولايات المتحدة التي لا تزال تكافح مخاطر الوباء الذي سجل 1200 وفاة لليوم الرابع، وقارب على تسجيل 70 ألف إصابة في اليوم الواحد.
ولم يكن فيروس كورونا وحده هو المؤثر على نتائج ومؤشرات بورصة لكن صراعا سياسيا بين الولايات المتحدة والصين، أثر بشكل كبير على الأسهم، خاصة بعد أن ردت بكين على واشنطن وأغلقت الجمعة القنصلية الأمريكية في مدينة تشنغدو، ردا على إغلاق واشنطن القنصلية الصينية في هيوستون.