حشود غاضبة تحاصر صرافات لبنان لاقتناص “الدولار النادر”

أصبح مشهد طوابير اللبنانيين المحتشدين أمام شركات الصرافة بحثا عن “الدولار النادر” أمرا عاديا، بعد أن فقدت الليرة 70% من قيمتها.

وفي تطور جديد للأزمة حاصر اللبنانيون الجمعة مكاتب الصرافة في أنحاء البلاد لاستكمال رحلة البحث عن العملة الخضراء.

وجاءت تحركات حشود اللبنانيين الغاضبين بعد أن ضيقت الأزمة الاقتصادية المتنامية التي يواجهها لبنان عليهم الخناق، ونمت مخاوفهم بعدما أفادت وسائل إعلام محلية عن بلوغ سعر الدولار 6 آلاف ليرة، فيما يبقى السعر الرسمي مثبتاً على 1507 ليرات.

وشهدت العديد من المناطق طوابير ممن يريدون تغيير ما لديهم من عملة محلية مقابل الدولار الأمريكي، الذي يجرى استخدامه على نطاق واسع في التعاملات اليومية بالبلاد.

 وفي مسعى لكبح السوق الموازية، أطلق مصرف لبنان المركزي نظام تسعير موحدا هذا الشهر بهدف خفض السعر إلى 3200. لكن مستوردين قالوا إن الدولارات غير متاحة بالسعر الأقل، والذي تحدد يوم الإثنين الماضي عند 3910.

وقال أحد أصحاب مكاتب الصرافة في العاصمة اللبنانية بيروت إنهم يبيعون 200 دولار فقط لكل شخص، مضيفا أنه في حال كانت هناك حاجة لمزيد من العملة الأمريكية لدفع مصاريف الجامعات أو رواتب الخدم في المنازل أو مصاريف لأبناء يدرسون بالخارج، فيتعين تقديم وثائق تثبت ذلك للحصول على كميات أكبر من الدولار.

ويأتي هذا الاندفاع لشراء الدولار بعد أيام قليلة من إعلان المركزي اللبناني أنه سيضخ كميات من العملة الأمريكية في الأسواق بهدف تعزيز العملة المحلية، التي فقدت 70% من قيمتها منذ شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وذكرت وسائل إعلام محلية أن السوق السوداء للدولار قد نشطت حيث يشتري البعض الدولار بالأسعار الرسمية ثم يبيعه نظير مقابل أعلى.

يشار إلى أن لبنان يواجه أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990).

تصعيد أمني

كلّف النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات، الثلاثاء الماضي، الأمن العام اللبناني التحقيق في أخبار تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن انخفاض حاد في قيمة الليرة يوم الخميس، والتي أطلقت احتجاجات شعبية غاضبة.

وخرج المئات إلى الشوارع بين يومي الخميس والسبت بعدما تخطى سعر الصرف عتبة الخمسة آلاف مقابل الدولار في السوق السوداء، وفق ما أفاد صرافون لوكالة فرانس برس، رغم تحديد نقابة الصرافين سعر الصرف اليومي بنحو 4 آلاف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى