حكومة جونسون تتهم البرلمان بـ«ارتهان» البلاد، وتضغط لإجراء انتخابات مبكرة
كثفت الحكومة البريطانية برئاسة بوريس جونسون ضغوطها على البرلمان الأحد 27 أكتوبر/تشرين الأول تعزيزاً لطلبه إجراء انتخابات عامة مبكرة وكسر الجمود الذي يعتري عملية الخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكست) وقالت إن البرلمان يحتجز البلاد «رهينة».
حكومة جونسون تكثف ضغوطها على البرلمان وتقول إنه يحتجز بريطانيا رهينة
وفي الوقت الذي ينتظر فيه حزب العمال، أكبر أحزاب المعارضة، أن يوافق الاتحاد الأوروبي على إرجاء الخروج كما يطالب حزبان آخران بموعد أقرب للانتخابات المبكرة يبدو حتى الآن أن محاولة الحكومة لإجراء انتخابات مبكرة في 12 ديسمبر/كانون الأول ستفشل.
ومن المقرر أن تغادر بريطانيا الاتحاد الأوروبي يوم الخميس لكن على الرغم من أن الحكومة تقول إن هذا هو الموعد القانوني المفترض لا يتوقع كثيرون أن يفي جونسون بوعده يوم 31 أكتوبر/تشرين الأول بعد أن وافق التكتل الأوروبي على تأجيل جديد للبريكست.
وقال جونسون في وقت متأخر السبت «لا يمكن أن يحتجز البرلمان البلاد رهينة أكثر من ذلك». وأضاف «ملايين الشركات والأشخاص لا يستطيعون تخطيط مستقبلهم. هذا الشلل يتسبب في ضرر حقيقي ويتعين أن تتحرك البلاد إلى الأمام في 2020».
ومن جانبها حذرت نيكي مورجان وزيرة الثقافة النواب اليوم الأحد من أن يوم 31 أكتوبر/تشرين الأول لا يزال الموعد الذي يُفترض خروج البلاد فيه من الاتحاد الأوروبي داعية البرلمان إلى دعم محاولة جونسون إجراء الانتخابات المبكرة في 12 ديسمبر/كانون الأول.
وقالت مورجان لقناة سكاي نيوز «في ظل عدم وجود اتفاق يصدق عليه البرلمان (للبريكست) وعدم منح تمديد من قبل الاتحاد الأوروبي، فإن موعد الرحيل المفترض لا يزال يوم الخميس».
في المقابل ينتظر حزب العمال ما ستؤول له الأمور
وفي الأسبوع الماضي دعا جونسون لإجراء انتخابات عامة مبكرة يوم 12 ديسمبر/كانون الأول وعرض إمهال البرلمان حتى السادس من نوفمبر/تشرين الثاني للموافقة على اتفاقه للخروج من الاتحاد الأوروبي وهي المرة الأولى التي يعترف فيها رئيس وزراء بريطانيا بأنه لن ينفذ الوعد الذي قطعه على نفسه بالخروج من الاتحاد الأوروبي يوم 31 أكتوبر/تشرين الأول باتفاق أو دون اتفاق.
وهذه هي المرة الثالثة التي يحاول فيها حونسون الحصول على المساندة البرلمانية المطلوبة لإجراء الانتخابات المبكرة التي تتطلب موافقة ثلثي أعضاء البرلمان المكون من 650 عضواً.
وأسرعت عدة أحزاب برفض المحاولة وبدا أن الحزب الوحدوي الديمقراطي حليف الحكومة في البرلمان يتجه لمعارضة هذه الخطوة.
وأسهل طريقة أمام حكومة المحافظين للحصول على الموافقة على إجراء الانتخابات المبكرة هي أن يوافق حزب العمال عليها. لكن الحزب قال إنه يحتاج إلى الانتظار ليرى مدة تأجيل الخروج الذي سيوافق عليه الاتحاد الأوروبي قبل أن يتخذ قراراً.
وقال القيادي بالحزب جون أشويرث «هذا هو ما ننتظره».
وقد طالب حزب العمال جونسون ببيان واضح بخصوص البريكست
حيث قالت المتحدثة باسم الشؤون الداخلية في حزب العمال البريطاني الأحد إنه يتعين على رئيس الوزراء بوريس جونسون تقديم تعهد واضح لا لبس فيه للبرلمان بأنه لن يُخرج البلاد من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق إذا كان يريد الحصول على تأييدهم لإجراء انتخابات مبكرة.
وكررت دايان أبوت موقف حزب العمال من الأمر خلال برنامج آندرو مار الذي تبثه هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) وهو أن الحزب المعارض لا يمكنه تأييد مساعي إجراء انتخابات مبكرة قبل أن يتأكد من أن فكرة خروج البلاد من التكتل دون اتفاق لم تعد مطروحة.
وقالت «إحدى طرق تنفيذ ذلك هو أن يأتي بوريس جونسون لقاعة البرلمان ويعطي لمجلس العموم تعهداً بأنه مهما حدث فإنه لن يخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق».
وتابعت قائلة «إذا قال ذلك بوضوح ودون أي لبس ’لن أخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق’ أعتقد أن ذلك لن يرضي حزب العمال فحسب.. بل الكثير من نواب البرلمان المحافظين سيكونون راضين عن ذلك.. دعونا ننتظر لنرى إن كان سيفعل ذلك».