خبير: السعودية تدفع 25 ألف دولار شهريا لكل جندي أمريكي
إعلان الولايات المتحدة الأمريكية إرسال قوات ومعدات عسكرية دفاعية إلى السعودية بطلب من الرياض، أثار الكثير من التساؤلات حول مهام تلك القوات وتوقيت إرسالها والرسائل التي تحملها إلى إيران والحوثيين، وهل ستساهم تلك القوات في الضغط على طهران وصنعاء لقبول التفاوض وإنهاء الحرب وعودة الاستقرار…أم أنها ستزيد من وتيرة الصراع في المنطقة.
ثغرات دفاعية
قال اللواء شامي الظاهري الخبير العسكري والاستراتيجي السعودي ” تسعى المملكة العربية السعودية للدفاع عن أمنها واستقرارها بكل الوسائل، بواسطة قواتها المسلحة التى دائما ما تكون على أهبة الاستعداد وقد تمكنت قوات الدفاع الجوي السعودي، من تدمير مايقرب من “٢٣٠” صاروخاً بالستينياً أطلقه الحوثيون، ومئات الطائرات المسيرة استهدفت المناطق والأماكن المقدسة والحيوية للمملكة”.
وأشار الظاهري إلى أن مساحة المملكة شاسعة جداً وتقارب مساحة قارة كاملة، وتعادل من حيث المساحة، مساحة دول شرق أوربا مجتمعة، ويحيط بها الخطر من جميع الجهات مما يجعل من الصعب اكتشاف الصواريخ والطائرات المسيرة بدون طيار المعادية، وخصوصاً صغيرة الحجم.
وأضاف الظاهري، من حرص المملكة الشديد على أمنها واستقرارها وحماية شعبها ومقدساتها تتشارك مع دول أخرى لمساعدتها في سد الثغرات الدفاعية التي من الممكن أن تنفذ منها الصواريخ والطائرات المسيرة الصغيرة.
وتابع الخبير الاستراتيجي، فِي عصر المشاركات السياسية والاقتصادية والعسكرية، وفي ظل حرص الرياض على أمنها وأمن الشرق الأوسط بل العالم قاطبة، تتعاون وتتشارك المملكة العربية السعودية مع الولايات المتحدة الأمريكية شراكة تاريخية واستراتيجية مبنية ومتسقة مع الأهداف الاستراتيجية المشتركة والتي من ضمنها الأمن والاستقرار والسلم الدولي.
مشيرا إلى أن القيادة السياسية والعسكرية بالمملكة قد وافقت على نشر قوات أمريكية مسلحة بمعدات للدفاع الجوي متقدمة، ومعدات وأجهزة إسناد وصيانة معدات الدفاع الجوي، لسد الثغرات الدفاعية وصد وتدمير الصواريخ والطائرات المسيرة صغيرة الحجم.
ولفت الشامي إلى أن الإعلان الذي انتشر في الإعلام المعادي، عن طلب المملكة العربية السعودية وساطة باكستانية بين الرياض وطهران فقد نفته وزارة الخارجية السعودية والباكستانية مؤخراً.
رسالة معنوية
من جانبه قال الدكتور حكم أمهز الخبير الإيراني في شؤون الشرق الأوسط إن التعزيزات العسكرية الأمريكية القادمة إلى المنطقة أعتقد أنها لن تغير شىء في المعادلات القائمة في المنطقة لعدة أسباب أبرزها، أن الآلاف الثلاثة التي سوف ترسلهم أمريكا لن يشكلوا شيء في مساحة محور المقاومة التي تمتد ملايين الكيلومترات، وبكل بساطة تلك الأعداد الأمريكية من الجنود لا تكفي لحماية “نظام” البحرين.
وتابع الخبير الإيراني، أما بالنسبة للمعدات الدفاعية المرافقة للجنود فقد سقطت أمام الأدوات القتالية اليمنية من صواريخ باليستية وطائرات مسيرة، ولا تعدو تلك التعزيزات الأمريكية أكثر من رسالة معنوية من حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة وعلى رأسهم السعودية، كما أنها رسالة لجني الأرباح من جانب واشنطن.
وأشار أمهز، إلى أن مصادر أمريكية تحدثت على أن راتب الجندي الواحد من تلك القوة يبدأ من 25 ألف دولار شهريا، وهناك بعض الضباط يتجاوز راتبهم 100 ألف دولار، هذا بخلاف الإدارة الأمريكية والإمكانيات العسكرية التي ستعمل في هذا الإطار، الأمريكي لا يحمي أحد هو فقط يريد أن يتاجر ويتعامل مع مصلحته.
عدم الاستقرار
وحول مبادرة رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، قال الخبير الإيراني، الولايات المتحدة وإسرائيل ليس من مصلحتهما حدوث استقرار في المنطقة، كما أن مشروع الحرب أيضا ليس في مصلحتهما لأن نتائج أي حرب غير مضمونة وقد فشلت في السنوات الماضية في التحالفات القائمة ولا سيما مع روسيا، وهزم المشروع الأمريكي في المنطقة، لذا فإن السيناريو المتبقي أمام أمريكا وإسرائيل هو ألا يكون هناك استقرار في المنطقة.
وقال العميد عزيز راشد الخبير العسكري اليمني القوات الأمريكية المزمع إرسالة إلى السعودية لا تساوي شيئا أما الـ14 ألف جندي أمريكي المتواجدون في السعودية وفي قاعدة العديد والضفرة في الإمارات وأيضا في الكويت، هناك عدد كبير جدا من الأمريكان متواجدين في الخليج.
وأضاف الخبير العسكري، إعلان الولايات المتحدة عن تلك القوات يحمل رسالة طمأنة للسعودية في مقابل “الجيش اليمني” بعد عمليتي أرامكو ونصر من الله، والاستراتيجية الأمريكية منذ العام 2001 في المنطقة هى بناء قواعد عسكرية بحجة محاربة ما يسمى بالإرهاب والسيطرة على منابع البترول وكذا تطوير القدرات العسكرية لمواجهة الأخطار كما يقولون، والقيام بضربات استباقية ضد من يعارض استراتيجيتهم.
وتابع راشد، تهدف أمريكا للحيلولة دون أي تقارب عربي لبقاء إسرائيل قوية وأيضا السيطرة على منابع الطاقة في العالم العربي، هذا بالإضافة إلى السيطرة على المضايق والممرات الدولية الهامة في المنطقة.
وأشار الخبير العسكري إلى أن تلك القوات الأمريكية لا تسبب لهم أي قلق نظرا لما تتمتع به طائراتهم المسيرة وصواريخهم الباليستية من قدرة على التخفي والهروب من أجهزة الرادار والرصد، علاوة على أن أمريكا جربت عدم قدرتها على المواجهة بشكل منفردا بعد أن هزمت في العراق وأفغانستان وهربت من شمال سوريا.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية قد أكدت الجمعة الماضية، نشر 3 آلاف جنديا إضافيا في المملكة العربية السعودية في إطار رد الفعل على قصف المنشآت النفطية في 14 سبتمبر/ أيلول الماضي.
وجاء في بيان للمتحدث باسم وزارة الدفاع جوناثان هوفمان: “بناء على طلب من القيادة المركزية الأميركية، أذن وزير الدفاع الأميركي مارك إيسبر بنشر قوات أميركية إضافية ومعدات أخرى في المملكة العربية السعودية: سربان من المقاتلات، وجناح جوي واحد ، ونظام واحد “ثاد”.
بالإضافة إلى ذلك، أكدت وزارة الدفاع الأميركية نشر 3 آلاف جنديا إضافيا في المملكة العربية السعودية.