خوف من “حمام دماء، وفضيحة أكبر من ووترغيت”.. حلفاء لترامب من الجمهوريين يخشون نتائج الانتخابات
يسود قلق بين الحلفاء الجمهوريين للرئيس الأمريكي دونالد ترامب من خسارة الأخير بالانتخابات الرئاسة المقبلة المزمع إجراؤها في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وأن يؤدي ذلك إلى العنف وإسالة الدماء، وإدخال البلاد في طريق مجهول يمثل انتكاسة للديمقراطية في الولايات المتحدة.
خوف من الدماء: صحيفة The Guardian البريطانية، ذكرت الأحد 11 أكتوبر/تشرين الأول 2020، أن السياسي الجمهوري الأمريكي تيد كروز أعرب عن خشيته مما يسميه “حمام دم”، أو خسارة فادحة للجمهوريين في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
كذلك تحدث زميله السيناتور الجمهوري البارز توم تيليس بالفعل عن أن الاحتمال الأرجح وهو فوز جو بايدن بالرئاسة، وحتى ميتش ماكونيل، زعيم الأغلبية الجمهورية الموالي بشدة لترامب في مجلس الشيوخ، يتجنب الذهاب إلى البيت الأبيض بسبب تعامل ترامب المتهاون مع البرتوكولات المفترض اتباعها بشأن فيروس كورونا.
الصحيفة أشارت إلى أن هذه التصريحات خارجة عن المألوف من حلفاء ترامب، الذين يبذلون الجهود لحشد الدعم للرئيس الأمريكي قبل أيام فقط من الانتخابات العامة، لا سيما وأن استطلاعات الرأي تظهر تراجعاً لترامب أمام بايدن.
كذلك فإن هذه المخاوف الصادرة عن عديد من الجمهوريين الآخرين الذين تبدو عليهم بوادر النأي بأنفسهم عن ترامب وإدارته وسياساته، تعكس قلقاً متزايداً داخل الدوائر العليا من الحزب الجمهوري من أن الانتخابات الرئاسية في 3 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل قد تحمل فوزاً كبيراً للديمقراطيين ومرشحهم الرئاسي جو بايدن.
خوف من القادم: في هذا السياق، جاءت تصريحات تيد كروز، السيناتور الجمهوري عن ولاية تكساس والناقد السابق لترامب، في مقابلة مع برنامج Squawk Box على شبكة Squawk Box يوم الجمعة 9 أكتوبر/تشرين الأول.
كروز قال: “أعتقد أنه من المحتمل أن تكون انتخابات مروعة. وأعتقد أننا يمكن أن نخسر البيت الأبيض ومجلسي الكونغرس جميعاً، وأنه يمكن أن يكون هناك حمام دم وفضيحة لا تقل في فداحتها عن فضيحة ووترغيت”.
“ووترغيت” هو اسم لأكبر فضيحة سياسية في تاريخ أمريكا، وحينها قرر الرئيس ريتشارد نيكسون التجسس على مكاتب الحزب الديمقراطي المنافس في مبنى ووترغيت، وكان البيت الأبيض قد سجل 64 مكالمة، فتفجرت أزمة سياسية هائلة وتوجهت أصابع الاتهام إلى الرئيس نيكسون واستقال على أثرها أغسطس/آب عام 1974. وتمت محاكمته بسبب الفضيحة، وفي 8 سبتمبر/أيلول 1974 أصدر الرئيس الأمريكي جيرالد فورد عفواً بحق ريتشارد نيكسون بشأن الفضيحة.
كروز أضاف أنه قلق من القادم، وقال إن “الأمور متقلبة، حتى إنها شديدة التقلب حتى الآن”، ومع ذلك فقد قال إنه يرى أيضاً احتمالية قائمة بأن يعاد انتخاب ترامب “بهامش فوز كبير”.
أما السيناتور الجمهوري توم تيليس، أحد مساعدي ترامب الذين لحقتهم الإصابة بفيروس كورونا على ما يبدو خلال الفعالية التي عقدها البيت الأبيض منذ أسبوعين وتسببت في انتشار كبير للفيروس بين مقربين من ترامب، فإنه يواجه هو نفسه معركة صعبة لإعادة انتخابه سيناتوراً عن ولاية كارولينا الشمالية، وأثار احتمال هزيمة ترامب خلال مناظرة له ضد منافسه الديمقراطي كال كننغهام.
جاء ذلك خلال قوله: “إن أفضل رقيب على رئاسة بايدن هو أن يكون للجمهوريين أغلبية في مجلس الشيوخ”، مشيراً بذلك عن غير قصد إلى أنه يعتقد أن فوز الديمقراطيين الشهر المقبل من المحتمل أنه قد أصبح أمراً محسوماً. وأضاف تيليس: “الضوابط والتوازنات لها تأثير في الاتجاه العام بين المصوتين في ولاية كارولينا الشمالية”.
انتقادات أكثر لترامب: وفي أماكن أخرى، أصبح استياء الجمهوريين من ترامب أوضح من أن يُخفى، خاصة بين المرشحين الذين يخوضون انتخابات محدودة في ولاياتهم الخاصة.
يأتي من بين هؤلاء السيناتور الجمهورية، مارثا مكسالي، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية أريزونا والتي جاءت متأخرة في استطلاعات الرأي الأخيرة بهامش كبير عن رائد وكالة الفضاء (ناسا) السابق مارك كيلي، ودفعها ذلك إلى انتقاد ترامب علانية بسبب هجماته المتكررة على سلفها السيناتور الجمهوري جون ماكين. وقالت مكسالي في مناظرة عُقدت هذا الأسبوع: “بصراحة، أتضايق بشدة عندما يفعل ذلك”.
كما انتقد السيناتور الجمهور عن ولاية تكساس، جون كورنين، ترامب بحدةٍ هذا الأسبوع “لإثارة الارتباك” بشأن فيروس كورونا و”تركه الحذر” على الرغم من انتشار الوباء في جميع أنحاء البلاد.
في الوقت نفسه، يمكن رؤية تعليقات ميتش ماكونيل، زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، حول سبب تجنبه زيارة البيت الأبيض لمدة شهرين على الأقل، نظراً إلى أنه يبلغ من العمر 78 عاماً وفي نفس الشريحة العمرية المعرّضة للخطر مثل ترامب الذي أُصيب بالفيروس بالفعل.
كان ماكونيل قد قال إن “انطباعي كان أن نهجهم في كيفية التعامل مع هذا الأمر يختلف عن نهجي وما اقترحت أن نفعله في مجلس الشيوخ، وهو ارتداء الأقنعة الطبية والامتثال لقواعد التباعد الاجتماعي”.
لكن آراء معارضة كهذه، لم يسمعها أحد قبلاً من حليف ترامب القوي طوال السنوات الأربع الماضية لرئاسته، تشي في الوقت نفسه بأن كلمات ماكونيل تعكس التهديد الذي تشكله ردود الفعل العكسية المنتشرة على مستوى البلاد، والمتعلقة بالكيفية التي تعامل بها ترامب مع أزمة كورونا، وأثر ردود الفعل تلك على الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ.