دار سما تنشر رواية “نادي المحبين”.. كيف أخفق الجميع ونجى الوطن
تعتبر رواية “نادي المحبين” واحدة من مغامرات صبحي موسى للكشف عن عوالم الاسلام السياسي وطرائق تفكيره وطرق انتاجه.
ففي هذه الرواية يقدم لنا شخصية أستاذ في العلوم السياسية، اعتمدت عليه مراكز الأبحاث في الغرب والشرق لبناء رؤيتها تجاه ما يجري من قضايا، فكان جسرا بين الإدارات المحلية والرؤى الدولية، حيث ينقل وجهات نظر الداخل في الحل إلى الخارج، وينقل رؤى وخطط الخارج إلى الداخل، مشاركا في وضع التصورات والرؤى التي سيتعامل بها الغرب مع الشرق الأوسط، من خلال هذه الشخصية نتعرف على كيفية صعود الاسلام السياسي في المنطقة العربية منذ انتصار المجاهدين الأفغان على روسيا في نهاية الثمانينيات، وظهور السؤال الصعب عن مصير هؤلاء المجاهدين الذين تدربوا على حمل السلاح.
ويكشف موسى في روايته عن مطبخ مراكز الأبحاث السياسية الغربية وكيف أدارت أمريكا العالم من خلالها، وكيف ضغطت على الحكومات العربية لإشراك الاسلام السياسي في السلطة، كواحد من ثلاث سيناريوهات تحققت جميعها على الأراضي العربية، كان من بينها الفوضى الخلاقة التي صنعتها داعش في سوريا والعراق.
نعيش على مدار 360 صفحة من القطع المتوسط مع شخصيات شبه معقدة، حيث تقوم حياتها على مستويات وأبعاد عديدة، شخصيات لها نجاحاتها المدوية، مثلما لها إخفاقاتها المرعبة، ولها ما يدعوها كل يوم إلى الانتحار، وما يجعلها للتمسك طيلة الوقت بالحياة، شخصيات يكشف من خلالها المؤلف الواقع الثقافي والاجتماعي والسياسي المصري والعربي والعالمي خلال عدة عقود، مبرزا أثر التحولات العالمية والمحلية على شخوصه البرجماتيين الراغبين في الصعود بأي ثمن وتحت أي شعار.
قسم موسى عمله إلى جزأين في مجلد واحد هما الفقد والاستعادة، وقدم رؤية جديدة لفكرة المتعاطفين، سواء مع الاخوان والسلفيين أو مع نوادي المثليين، مؤكدا على ان الشذوذ الفكري لا يختلف عن الشذوذ الجسدي، وكلاهما لديه تعقيداته وبؤر ظلامه وعنفه القاتل وهشاشة تبريرات وجوده.
صبحي موسى صاحب روايات “أساطير رجل الثلاثاء”، “صلاة خاصة”، “نقطة نظام”، “الموريسكي الأخير”، “صمت الكهنة”، “حمامة بيضاء”، “المؤلف”، وفاز بجائزة أفضل عمل روائي عام 2014 من معرض الكتاب، وجائزة نجيب محفوظ من المجلس الأعلى للثقافة عام 2018.